أكد المؤتمر الأول لرؤساء البرلمانات العربية، الذي أنهى أعماله الخميس، في القاهرة، ضرورة اتخاذ الإجراءات والتدابير العاجلة لإنقاذ القدس بمسجدها الأقصى وكنيسة القيامة وباقي المقدسات المسيحية والإسلامية وحمايتها من الأخطار والسياسات الرامية لتهويدها وتنفيذ التقسيم الزماني والمكاني لها.
وشدَّد المؤتمر على عروبة وفلسطينية القدس، موضحًا أهمية تفعيل الصناديق المالية العربية التي أنشأت من أجلها؛ لتمكين المقدسيين من الصمود على أرضها الطاهرة، باعتبارها خطًا أحمر يستلزم اتخاذ المواقف العربية السياسية والاقتصادية العاجلة.
وأكد المجتمعون، في بيان خاص بفلسطين، صدر في ختام أعمال المؤتمر، أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية الأولى للأمة العربية، وأن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة على خط الرابع من حزيران1967 "الضفة الغربية بما فيها القدس وقطاع غزة والجولان السوري ومزارع شبعا اللبنانية"، ما يزال التحدي الأول للأمة العربية، والمصدر الأول الذي يهدد أمنها القومي.
ودعا رؤساء البرلمانات العربية إلى توفير الدعم اللازم لإنجاح الجهود الفلسطينية الساعية لعقد مؤتمر دولي للسلام؛ لإيجاد آليات ملزمة لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية، وتوسيع الدول المشاركة في عملية السلام وتحديد سقف زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتجسيد الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس، على كامل حدود 4 يونيو/حزيران العام 1967.
كما طالب البيان بدعم مساعي التوجه إلى مجلس الأمن الدولي لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، ولإدانة الاستيطان والمطالبة بوقفه لحماية حل الدولتين، معتبرين ذلك تحديًا يجب معالجته وجعله أولوية قصوى للعمل البرلماني العربي، ودعم رؤساء البرلمانات العربية في بيانهم الهبّة الشعبية الفلسطينية، وأدانوا التطرف والإجرام الإسرائيلي الذي يمارسه يوميًا ضد الشعب الفلسطيني من إعدام ميداني للنساء والأطفال والشيوخ والشباب اليافع.
وشدَّد البيان على ضرورة العمل على رفع الحصار الاسرائيلي الظالم عن قطاع غزة، واعتبار كل ذلك جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، داعيًا إلى تفعيل ودعم سلاح المقاطعة للاحتلال الذي يتنامى ويتصاعد عالميًا، رفضًا لسياساته العنصرية بحق الشعب الفلسطيني.
كما أكد رؤساء البرلمانات العربية مساندتهم الموقف الفلسطيني في وجه السياسات الإسرائيلية الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية، لاسيما وأن فلسطين مقبلة على اتخاذ قرارات وإجراءات لإعادة النظر في جميع علاقاتها مع الاحتلال، ويكون ذلك بتنفيذ القرارات الخاصة بالقضية الفلسطينية، سواءً أكانت صادرة عن جامعة الدول العربية أم عن البرلمان العربي أم عن الاتحاد البرلماني العربي، مثل شبكة الأمان المالية المقرة في القمم العربية لدعم الموازنة الفلسطينية، وتوأمة العواصم العربية مع مدينة القدس بتأمين الدعم الاقتصادي لمواجهة سياسات تهويدها وتثبيت أهلها عليها وإعادة إعمار غزة.
كما دعوا إلى العمل مع الحكومات العربية وبشكل عاجل على تأمين الدعم المادي لأهالي الشهداء الذين تهدمت بيوتهم لإعادة بنائها، وطالبوا بوضع خطة عمل برلمانية عربية لشرح قضية الأسرى والمعتقلين في مختلف المنتديات البرلمانية والمطالبة بإطلاق سراحهم، ومن ضمنهم البرلمانيين الأسرى، والتدخل الفوري لإطلاق سراح الصحافي محمد القيق المضرب عن الطعام منذ 93 يومًا، والإفراج عن جثامين الشهداء المحتجزة.
وأبرز المؤتمرون أهمية توثيق ونشر الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين بالصوت والصورة، وإرسالها إلى برلمانات العالم، بهدف فضح الجرائم الإسرائيلية من خلال لجنة متخصِّصة بين البرلمان العربي والاتحاد البرلماني العربي والمجلس الوطني الفلسطيني تتولى هذه المهمة، وجددوا دعمهم الجهود الفلسطينية والعربية لإنهاء الانقسام وتشكيل حكومة وحدة وطنية، تعقبها انتخابات شاملة حسب اتفاقيات المصالحة.
وأكدوا ضرورة تفعيل دور الدبلوماسية البرلمانية العربية مع الاتحادات البرلمانية الاقليمية والدولية لشرح وجهة النظر العربية من قضية الاحتلال والتطرف ومن يمارسها، وجذورها وأسبابها، وإرسال وفود برلمانية عربية لزيارتها، أو دعوة رؤسائها لزيارة المنطقة، للاطلاع على السياسات الإسرائيلية العدوانية، وشرح العلاقة بينها وبين وتنامي الحركات المتطرفة وتأثيرات ذلك على استقرار وأمن المنطقة وعلى السلم والأمن الدوليين، بهدف تكوين رأي عام برلماني عالمي ضاغط على الحكومات الغربية لتغيير مواقفها بما يخدم قضايانا ويحقق الأمن لمنطقتنا.
وتضمن البيان الختامي للمؤتمر الأول لرؤساء البرلمانات العربية، بمشاركة الوفد الفلسطيني برئاسة سليم الزعنون، والسفير محمد صبيح أمين سر المجلس، وعضوي الوفد د.حسين أبو شنب وعمر حمايل، وممدوح سلطان الدبلوماسي في مندوبية فلسطين في الجامعة العربية، التأكيد على جوهر القضية الفلسطينية من قبيل اعتبار الاحتلال الخطر الأكبر والمصدر الأساسي للتطرف على الأمة العربية.
كما طالب البيان باتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ القدس خاصة الدعم المالي إلى جانب دعم توجه القيادة الفلسطينية في مساعيها لعقد مؤتمر دولي لحل القضية الفلسطينية، والعمل على توثيق ونشر الجرائم الإسرائيلية، وإرسالها إلى المحافل البرلمانية الإقليمية والدولية، وتضمن إعلان القاهرة الصادر أيضًا عن المؤتمر الأول لرؤساء البرلمانات العربية تحت عنوان "رؤية برلمانية لمواجهة التحديات الراهنة للأمة العربية"، التأكيد على أنه لا يمكن تحقيق السلام العادل في الشرق الأوسط من دون تحقيق حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس، ودعم الموقف الفلسطيني في تحقيق هذا التوجُّه.
أرسل تعليقك