بغداد ـ نجلاء الطائي
أكد رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري، أن البرلمان يقف الى جانب المعتصمين في تحقيق مطالبهم التي كفلها الدستور، داعيًا الى جعل عملية التغيير الوزاري جزءاً من الإصلاح الشامل وليست كرة نار تلقى من جهة الى أخرى.
وأوضح سليم الجبوري خلال مؤتمر صحافي عقده في مبنى البرلمان، إن "مجلس النواب حريص بأن يبلغ رئيس الوزراء النجاح في عمله في ظروف بالغة التعقيد على كافة الأصعدة الأمنية والاقتصادية"، مشدداً على، ضرورة أن "تشمل الإصلاح الحفاظ على هيبة الدولة وسيادة القانون ومعالجة كل مكامن الخلل والفشل وإعادة النظر بالهيئات المستقلة واستئثار جهة على مصلحة الوطن".
وكشف الجبوري، أن "رئيس الحكومة أمامه خيارين إما أن يقدم مواصفات التشكيلة الوزارية التي يراها مناسبة للنجاح وعلى الكتل السياسية إنضاجها وإخراجها من باب الشراكة الوطنية او بتشكيل حكومة تكنوقراط"، مبيناً أن "مجلس النواب على استعداد لتهيئة الأجواء المناسبة لتحقيق الإصلاحات"، حيث دعا رئيس مجلس النواب، الكتل السياسية الى "تقديم المزيد من المرونة والجدية للخروج من الازمة الحالية"، مؤكدًا "عزم المجلس على انجاز تشريعات قانونية منها قانون العفو والمحكمة الاتحادية".
ودعا رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي ، الثلاثاء،(29 من آذار 2016)، مجلس النواب الى تحديد موقفه بشكل واضح من مسألة الإصلاحات، وفيما أكد أن كتلاً سياسية "أصرت" على أن يتم ترشيح الوزراء من قبلها مع مطالب اخرى باختيار الوزراء خارج المحاصصة، لفت إلى أنه "ليس من الحكمة" تقديم تشكيلة وزارية تواجه بالرفض من مجلس النواب.
وأكدت رئاسة إقليم كردستان العراق، اليوم الأربعاء،(30 من آذار 2016)، أن التعديلات الوزارية المقترحة في تشكيل الحكومة العراقية "ليس لها أهمية لدى رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني"، فيما أشارت الى أن "مبدأ الشراكة في الحكومة العراقية لم يعد له أي وجود".
وأعلنت كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري، الثلاثاء الـ(29 من آذار 2016)، رفضها المشاركة في الحكومة الجديدة برئاسة حيدر العبادي، فيما دعت الكتل السياسية الى التصويت على الحكومة الجديدة في جلسة البرلمان المقبل، في حين صوّت مجلس النواب العراقي، يوم الاثنين الـ(28 من آذار 2016)، على إمهال رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، حتى يوم غد الخميس، لتقديم كابينته الوزارية الجديدة، مهدداً باستجوابه في حال عدم تقديم التشكيلة الحكومية خلال تلك المدة.
وأعرب العبادي، في (الـ26 من آذار 2016 الحالي)، عن أمله بأن يتم الإعلان عن التشكيلة الوزارية الجديدة قريبًا، وأكد استمرار العمل على ذلك بالتفاهم مع الكتل السياسية الأخرى، وفيما عد الحكومة الجديدة "جزءًا صغيرًا من منظومة إصلاحية كبيرة تشتمل مكافحة ومحاربة الفساد"، اتهم البعض بـ"عدم الرغبة برؤية الإصلاحات ومحاولة التغطية عليها".
هذا وتظاهر المئات من النساء، اليوم الأربعاء، وسط العاصمة بغداد، تأييدًا لمطالب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي دعا فيها الى الإصلاح الحكومي، وفيما طالبت النائبة السابقة مها الدوري بـ "إصلاح جذري وشامل وليس إصلاحًا ترقيعيًا"، أشادت بدور القوات الأمنية في حماية المعتصمين أمام بوابات المنطقة الخضراء، وسط بغداد، وقالت مها الدوري إن "المئات من النساء العراقيات من جميع أطياف المجتمع تظاهرن، اليوم، في ساحة التحرير، وسط العاصمة بغداد، لدعم المعتصمين المتواجدين أمام بوابات المنطقة الخضراء وتأييدًا للإصلاحات التي طالب بها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر"
وأضافت الدوري، أن "ما رأيناه اليوم من القوات الأمنية أنهم فعلًا جيش العراق وليس جيش الحزب أو السلطة لأنهم يحمون المتظاهرين والمعتصمين المرابطين أمام بوابات المنطقة الخضراء، وسط بغداد".
يذكر أن العراق يشهد توترًا في الأوضاع السياسية، منذ الاعتصامات التي بدأها انصار التيار الصدري أمام بوابات المنطقة الخضراء، وسط بغداد، يوم الجمعة، الـ( 18 من آذار 2016)، للمطالبة بالإصلاحات، فيما تستمر تلك التوترات وخاصة بعد دخول زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر المنطقة الخضراء، يوم الأحد، (27 من آذار 2016)، والاعتصام بداخلها.
أرسل تعليقك