اعتبرت وزارة الخارجية الأميركية تنظيم "داعش" الإرهابي "أعظم التهديدات العالمية"، بالرغم من عدم تحقيقه لأي انتصار مهم في ساحة المعركة واسترجاع 40% من الأراضي التي سيطر عليها منذ ظهوره في 2014.
جاء ذلك في تقرير سنوي للخارجية الأميركية عن الإرهاب عام 2015 والمكون من أكثر من 400 صفحة والذي كشفت عنه ليل الخميس. وقال التقرير إن "تنظيم داعش ظل أعظم التهديدات العالمية، بامتلاكه قوة هائلة داخل العراق وسورية بما في ذلك عدد كبير من المقاتلين الأجانب"
وأضاف أن "داعش بلغ قمة قدراته وسيطرته على الأراضي في العراق وسورية في ربيع 2015 لكنه بدأ يضعف في النصف الثاني من من عام 2015 ، حيث لم يحظ بأي انتصار مهم في العراق وسوريا بعد شهر مايو/ آيار".
واستطرد التقرير أنه "مع نهاية عام 2015، تم تحرير 40 بالمئة من الأراضي التي كان داعش يسيطر عليها في بداية السنة بينما في سورية طردت القوات المحلية، مقاتليه من عدة مدن رئيسية تقع على الطرق التي تربط بين معقلي في الرقة (السورية/شمال)، و مدينة الموصل (العراق/شمال)، مستعيدة حوالي 11% من الأراضي التي سيطر عليها داعش في وقت سابق".
ولفت التقرير إلى أن "داعش" بدأ بتنفيذ سلسلة من الهجمات في فرنسا ولبنان وتركيا "ما أظهر قابلية التنظيم على تنفيذ هجمات مميتة خارج العراق وسورية، وهو ما كشف ضعفاً في نظم ومعايير الأمن الدولي للحدود".
واعتبر التقرير تنفيذ هذه الهجمات "من أجل صنع نصر في مواجهة الخسائر التي تكبدها في الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق وسوريا".
وعلى صعيد متصل، اعتبرت الخارجية الأميركية أن مقتل زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن عام 2011 "قد أضعف التنظيم بشكل كبير، إلا أنه مستمر في كونه تهديدا ويعتبر بمثابة محور لإلهام الجماعات المرتبطة بها بما في ذلك القاعدة في شبه الجزيرة العربية والقاعدة في المغرب الإسلامي وجبهة النصرة والشباب والقاعدة في شبه القارة الهندية".
وأشارت في الوقت نفسه إلى "ازدياد التوتر" بين القاعدة و"داعش" في عدة مناطق مختلفة من العالم خلال عام 2015، والذي قال التقرير إنه سيعني "ازدياد العنف في عدة مناطق من العالم، خاصة أن القاعدة تحاول استعادة مكانتها".
واعتبر أن القاعدة في شبه الجزيرة العربية "تشكل خطراً على اليمن والمنطقة والولايات المتحدة، وذلك بسبب تعثر جهود محاربة التنظيم، المتأثرة بالصراع الدائر في البلاد (اليمن)"، لافتاً إلى أن "داعش قد استغل ظروف الاقتتال والفراغ السياسي في اليمن ليؤسس موطئ قدم له هناك".
وتناول التقرير الجهود الفرنسية المتظافرة مع قوى اقليمية عسكرية من أهمها تشاد والنيجر التي كشف بأنها "استطاعت إضعاف قدرات تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي والمرابطون بشكل كبير في شمال مالي والساحل بشكل عام".
وشدد التقرير على أن الدعم الأميركي للقوات الصومالية وبعثة الاتحاد الأفريقي إلى الصومال (أميصوم) قد "حافظ على الضغط على حركة الشباب وأضعف قبضة الجماعة على الأراضي التي تسيطر عليها في بعض أجزاء الصومال"، إلا أنه لفت إلى أن "الشباب زادت من هجماتها ضد قواعد بعثة الإتحاد الأفريقي ما أدى لتزايد أعداد الخسائر في صفوف قواتها وتأخير الهجوم الذي كانت قوات اميصوم تعد العدة له".
وحافظت قائمة الخارجية الأميركية للدول الراعية للإرهاب على نفس محتواها دون تغيير منذ رفع كوبا منه العام الماضي بعد مبادرات بينها وبين واشنطن لتطبيع الأوضاع بين البلدين، لتستمر إيران وسورية والسودان في القائمة.
أرسل تعليقك