حذر رئيس الوزراء حيدر العبادي في كلمة متلفزة إلى الشعب العراقي من استغلال البعض للتظاهرات السلمية لجر البلاد إلى الفوضى والسلب والنهب والتخريب، داعيا البرلمان إلى مزاولة أعماله وانتظام جلساته.
وقال: إن الحكومة على استعداد لتوفير متطلبات ومسلتزمات انعقادها، مؤكدا أن نظامنا النيابي لا يتحقق فيه النجاح إلا بالشراكة الوطنية والتشاور والتنسيق مع القوى السياسية. وتحدث العبادي عن انتصارات القوات المشتركة وتحرير مناطق جديدة هذا الأسبوع ومنها قصبة بشير وغرب الأنبار. مشيرا إلى أن " المعركة ما زالت مستمرة والتضحيات متواصلة ". وقال " لا بد أن نذكر أن الأولوية لحسم هذه المعركة الوجودية؛ لأن البلاد تواجه عدوا شرسا يتحين الفرص والخلافات السياسية لتعطيل الحياة واستهداف المصالح العامة وقتل المدنيين والزائرين كما حصل في السماوة وديالى وبغداد، إضافة إلى صعوبة الأوضاع الاقتصادية والمالية والجهود المضنية التي تبذل للحفاظ على استمرار الحياة وضمان أرزاق ومصالح المواطنين".
وأكد أن "الحرب ضد تنظيم (داعش) تتطلب تحشيد الجهود خلف القوات المسلحة والأجهزة الأمنية وليس زيادة الضغط عليها وإرباكها وتحميلها مالا تطيق". وحذر من أن "يستغل البعض التظاهرات السلمية لجر البلاد إلى الفوضى والسلب والنهب والتخريب، وهذا ما حدث للأسف الشديد في الاعتداء على مجلس النواب وأعضائه، والذي يعد مؤشرا خطيرا على عدم احترام مؤسسات الدولة الدستورية وعدم الحرص على الممتلكات والمال العام وستتخذ إجراءات رادعة لمنع من تسول له نفسه التعدي على حقوق المواطنين وأمنهم".
واستطرد العبادي "لقد وجهنا وزارة الداخلية بالتحقيق في حوادث الاعتداء والتخريب التي حصلت وملاحقة مرتكبيها وفق القانون وأمرنا بفتح تحقيق شامل في أسباب ما حصل ومحاسبة المقصرين في أداء مسؤولياتهم في توفير الحماية اللازمة، كما تم إجراء تغييرات في المنظومة الأمنية ووضع خطط لحماية المؤسسات الدستورية ومنع تكرار ما حصل أخيرا". وشدد على "ضرورة التأكيد بصورة واضحة على المتظاهرين باحترام هيبة الدولة والمؤسسات وعدم منح الفرصة للمندسين والمخربين للانخراط بين صفوفهم، ولقد تحلينا بأقصى درجات الحكمة وضبط النفس ولم ننجر إلى ما يؤدي إلى تفاقم الوضع وإراقة الدماء".
وأوضح أن "البعض استغل صبرنا وحكمتنا وتجاوز الحدود وعلى ضوء ذلك سنعاقب أولئك الذين اعتدوا ولن نسمح لهم باستباحة المؤسسات وانتهاك حرمات الآخرين، حرصا منا على أرواح المواطنين والسلم الأهلي، وما يؤسف له أيضا نشر بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي أخبارا كاذبة وشائعات خطيرة ابتعدت عن المهنية والموضوعية ولا يمكن القبول بهذا التعامل غير المسؤول وتعريض أمن البلاد للخطر". ولفت إلى أن "المشكلة الحالية سياسية بالدرجة الأولى ويجب حلها وفق أسس دستورية وديمقراطية سليمة وليس باللجوء إلى العنف". وأكد أن "الإصلاحات السياسية والاقتصادية الشاملة التي أطلقناها على مراحل منذ تسلمنا رئاسة الحكومة يقف في مقدمتها احترام القانون ووقف التجاوز والهدر في المال العام وتحقيق العدالة وتكافؤ الفرص ومحاربة الفساد"، ولفت إلى أن "من يريد الإصلاح عليه احترام القانون وحفظ المال العام وتقوية مؤسسات الدولة لتقوم بواجباتها ولتمكينها من محاسبة الفساد والمفسدين".
وشدد على أن "التغيير الوزاري هو جزء من عملية الإصلاح وليس كلها وقد مضينا به وقدمنا مرشحي التكنوقراط لشغل المواقع الوزارية، ونأمل أن يعود مجلس النواب لمزاولة أعماله وانتظام جلساته والتصويت عليها في أقرب وقت ممكن، مبينا أن الحكومة على استعداد لتوفير متطلبات ومسلتزمات ذلك على كل الأصعدة". وأضاف "نتطلع في المرحلة المقبلةإلى تعاون الجميع وتغليب المصالح العليا للبلاد فوق المصالح الفئوية، وعدم تقديم المصالح الخاصة على المصالح العامة". وبين أن "الحكومة تواصل جهودها الحثيثة لوضع حلول ناجعة للأزمة الاقتصادية والمالية ومتابعة الوعود الدولية بالوقوف إلى جانب العراق للسيطرة على هذه الأزمة ودعمه ومساعدته للخروج منها بنحاح".
في غضون ذلك، تلقى رئيس الوزراء اليوم اتصالا هاتفيا من الأمين العام لحلف الشمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبيرغ، بحث فيه المعركة ضد تنظيم "داعش".
وذكر بيان للحكومة العراقية أنه تم بحث "الانتصارات المتحققة من قبل قواتنا البطلة وأهمية استمرار دعم المجتمع الدولي وحلف الناتو للعراق وتدريب وتسليح القوات الأمنية والعسكرية".
وأعرب الأمين العام لحلف الناتو عن دعم الحلف للحكومة العراقية في ظل التحديات التي تواجهها وحربها ضد (الإرهاب). وأضاف البيان أن ستولتنبيرغ "بارك الجهود التي يبذلها العبادي في تنفيذ الإصلاحات وبناء دولة المؤسسات مؤكدا التزام الناتو بمساعدة العراق وزيادة وتيرة التسليح داخل العراق لبناء القدرات".
وتمكنت القوات القوات المشتركة العراقية اليوم من تدمير 4 مضافات للتنظيم في مناطق قريبة من الطريق البري الذي حُرر وتفجير عجلة مفخخة وتدمير منصة لإطلاق الصواريخ كانت تستخدم من قبل تنظيم "داعش" في استهداف القطعات القتالية المتقدمة".
وتستمر معارك التطهير وبتقدم كبير في المحور الجنوبي والغربي للفلوجة وبدعم وإسناد طيران التحالف الذي كان له الدور المتميز في تدمير وقصف مواقع تنظيم "داعش" وقطع خطط تمويلهم من الفلوجة إلى ناحية العامرية، ومنها إلى مناطق الفلاحات والمشاهدة غربي المدينة.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية العميد سعد معن في بيان ورد لـ"العرب اليوم"نسخة منه إن "عبوة ناسفة انفجرت اليوم مستهدفة ذوي أحد المتوفين خلال مواراة جثمانه في مقبرة الحصوة التابعة لناحية الإسكندرية، شمال بابل، جنوبي العاصمة بغداد". وأضاف أن "الحادث أدى إلى مقتل 5 أشخاص وإصابة 14 آخرين بجروح".
أرسل تعليقك