دمشق - نور خوام
وجهت الحكومة السورية رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن اليوم الاثنين حول دخول القوات التركية إلى الأراضي السورية. وقالت الخارجية السورية في رسالتيتها إن: "الخروقات والمجازر التي يقترفها النظام التركي في غزو الأراضي السورية تشكل جريمة عدوان وجرائم ضد الإنسانية مكتملة الأركان وأن محاربة التطرف على الأرض السورية من أي طرف كان يجب أن يتم من خلال التنسيق مع حكومة الجمهورية العربية السورية والجيش العربي السوري".
وأضافت الخارجية السورية أن "سلاحي الجو والمدفعية في الجيش التركي وبالتنسيق مع أدواته من التنظيمات التطرفية المسلحة قاما باستهداف قريتي جب الكوسا والعمارنة جنوب مدينة جرابلس في محافظة حلب بالقصف عشوائيا ما تسبب بمجزرة أدت إلى استشهاد 35 مدنيا 20 منهم في قرية جب الكوسا و15 في قرية العمارنة إضافة إلى سقوط عشرات الجرحى من المدنيين السوريين وإلى إحداث أضرار مادية كبيرة في الممتلكات الخاصة والعامة والبنى التحتية والخدمية في القريتين".
وأكملت الوزارة "إن الخروقات والاعتداءات والمجازر التي يقترفها النظام التركي في غزو الأراضي السورية هي اعتداءات وجرائم مدانة بكل المعايير الأخلاقية والقانونية وتشكل جريمة عدوان وجرائم ضد الإنسانية مكتملة الأركان سواء ارتكبها النظام الأردوغاني بشكل مباشر من قبل الجيش التركي وعديد قواته أو بشكل غير مباشر من خلال أدوات وعملاء تطرفيين يأتمرون بإمرة هذا النظام ك "الجيش الحر" أو"داعش" أو"جبهة النصرة" التي غيرت لون جلدتها مؤخرا لتسمي نفسها "جبهة فتح الشام" و"أحرار الشام" و"حركة نور الدين الزنكي" و"لواء التوحيد" و"لواء شهداء بدر"و"لواء المهاجرين" و"الجبهة الإسلامية" و"تنظيم تركستان الغربية" أو من خلال قيام هذا النظام بتقديم الدعم المالي واللوجستي لهذه التنظيمات التطرفية والقيام بتزويدها بمختلف أنواع الأسلحة والذخائر المتطورة والمرتزقة القادمين من أكثر من 100 جنسية مختلفة"، مشيرة إلى أن وسائل الإعلام التركية ذكرت بتاريخ 28 آب 2016 بأن النظام التركي قام خلال الأيام القليلة الماضية بإدخال ما يزيد على ثلاثة آلاف تطرفي عبر الحدود السورية التركية لينضموا إلى قتلة شعبنا في حلب من التطرفيين وتنظيماتهم.
وتابعت الوزارة رسالتيها بالقول إن "حكومة الجمهورية العربية السورية تدين بأشد العبارات الجرائم والخروقات والاعتداءات والمجازر المتكررة التي يستمر النظام الحاكم في أنقرة باقترافها ضد الشعب السوري وضد سلامة ووحدة وسيادة أراضي الجمهورية العربية السورية منذ ما يزيد على الخمس سنوات وتدعو سورية الدول الأعضاء في مجلس الأمن إلى إدانة هذه الجرائم الجبانة وإلى ممارسة الضغوطات كل واتخاذ التدابير الفعالة التي تكفل عودة النظام الاردوغاني لرشده وتخليه عن رعاية التطرف واستخدامه كوسيلة للتدخل في الشأن الداخلي لسورية".
وبينت الوزارة أن "المسرحية التي قام بها النظام التركي بدخوله مدينة جرابلس والتي تمثلت بعدم اطلاق رصاصة واحدة ضد "داعش" لا بل في انضمام "داعش" إلى الجيش التركي وحلفائه من التنظيمات التطرفية في الدخول إلى جرابلس هو خير دليل على تعاون هذا النظام مع داعش ومع الجماعات التطرفية الأخرى "مشيرة إلى أن حديث النظام التركي عن خروج "داعش" من جرابلس كان في حقيقة الأمر ادخالا لمجموعات تطرفية إلى هذه المدينة تابعة للنظام التركي وهو يشكل استبدالا لتطرف بتطرف آخر الأمر الذي يجب ألا ينطلي على الأمم المتحدة أو على المجتمع الدولي.
وأوضحت الوزارة أن استمرار كل من فرنسا والولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا والسعودية وقطر بتقديم مختلف أشكال الرعاية والدعم للنظام التركي إنما هو دعم صريح للتطرف لا في سورية بل في جميع دول العالم وهو دليل دامغ على تواطوء هذه الدول مع النظام التركي في قتل الأبرياء في حلب ودمشق وجرابلس وباريس وليون وبروكسل وبرلين والحقيقة الوحيدة التي لا يمكن انكارها هي أن التطرف يبقى تطرفا وأن التطرف لا دين ولا وطن ولا جنسية له.
ولفتت الوزارة إلى أن حكومة الجمهورية العربية السورية تؤكد مجددا أن محاربة التطرف على الأرض السورية من أي طرف كان يجب أن يتم من خلال التنسيق مع حكومة الجمهورية العربية السورية والجيش العربي السوري الذي يخوض هذه المعارك بكل شجاعة وإقدام منذ أكثر من خمس سنوات وأن الحكومة السورية لن تتوانى عن القيام بواجبها في مكافحة التطرف وفي العمل على تحقيق حل سياسي للأزمة في سورية عبر حوار سوري- سوري وبقيادة سورية ودون تدخل خارجي أو شروط مسبقة وبما يؤدي إلى القضاء المبرم على التطرف في سورية.
واختتمت الوزارة أن "الحكومة السورية تدعو مجلس الأمن إلى الاضطلاع بمسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين وإلى مطالبة تركيا بالانسحاب الفوري من الأراضي السورية واحترام سيادة سورية ووحدة أرضها وشعبها والتوقف عن دعمها للجماعات التطرفية المسلحة بمختلف تسمياتها وإغلاق حدودها بشكل تام مع سورية ".
أرسل تعليقك