صنعاء - طارق نصر
كشفت مصادر محلية مطلعة في محافظة أبين جنوب البلاد، أن تأخر الحسم العسكري ضد القاعدة سببه جهود وساطة قبلية تسعى لإقناع مسلحي "أنصار الشريعة" التابعة لتنظيم القاعدة في اليمن بالخروج من مدن محافظة أبين وفي مقدمتها مدينة زنجبار عاصمة المحافظة، بدون مواجهات مسلحة مع وحدات الجيش اليمني التي بدأت السبت الماضي حملة واسعة لملاحقة عناصر التنظيم وإخراجهم من محافظة أبين بمساندة الطيران الحربي لدول التحالف العربي.
وأكدت المصادر أن جماعة (أنصار الشريعة) التابعة لتنظيم القاعدة طرحت شرطين لانسحابها من مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين، عدم السماح للجان الشعبية بمعاودة نشاطها في المحافظة وكذا عدم إدخال أي قوات أمنية وعسكرية إلى المدينة.
وأوضحت المصادر أن لجنة الوساطة التي تقودها شخصيات اجتماعية ومشايخ وأعيان من أبناء المحافظة، تسعى لإقناع عناصر أنصار الشريعة التابعة للقاعدة بالانسحاب من زنجبار سلميا، وتجنيب المدينة الخراب والدمار الذي قد تحدثه المواجهات مع قوات الجيش، وكذا الحفاظ على سكان المدينة من المخاطر التي قد تسببها المواجهات.
وقالت المصادر أن وفد الوساطة مع أنصار الشريعة سيعقد عصر اليوم السبت لقاء موسعاً في محطة الحافلات بهدف إطلاع الأهالي على ما تم التوصل إليه من تفاهمات مع هؤلاء المسلحين بما يحفظ للمدينة والسكان الأمن والسلامة، ويحقق لقوات الجيش أهدافها من الحملة العسكرية.
وكانت حملة عسكرية بدأت السبت الماضي بالزحف باتجاه محافظة أبين لملاحقة عناصر القاعدة وتطهير المحافظة منهم بعد أكثر من عام على بسط سيطرتهم عليها، غير أن الحملة التي حققت تقدما كبيرا في يومها الأول ووصلت إلى أبواب مدينة زنجبار، توقفت عن اقتحام المدينة، وتقول المصادر أن عناصر القاعدة قاموا بزرع عشرات الألغام المضادة للدروع والأفراد، بهدف إعاقة تقدم قوات الجيش، إلى جانب تجهيز العديد من السيارات المفخخة التي يقودها انتحاريين لمهاجمة أرتال هذه القوات في حال تم اقتحام المدينة.
وتمكنت الأسبوع الماضي قوات تابعة للجيش الوطني اليمني وبمساندة قوات ومقاتلات دول التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات بسط السيطرة على مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت، وكل المؤسسات والمرافق الحكومية فيها وفي مدن ساحل حضرموت، وإخراج مسلحي القاعدة منها، وما تزال العمليات العسكرية ضد القاعدة مستمرة في في وادي حضرموت حتى يتم تطهير المحافظة بالكامل من العناصر الإرهابية.
أرسل تعليقك