الضربات العسكريّة الإسرائيليّة عشوائية وهدفها ترك الألم
آخر تحديث GMT10:49:30
 العرب اليوم -

المحلل السياسي الأردني حمادة فراعنة لـ"العرب اليوم":

الضربات العسكريّة الإسرائيليّة عشوائية وهدفها ترك الألم

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الضربات العسكريّة الإسرائيليّة عشوائية وهدفها ترك الألم

الأردني حمادة فراعنة
عمان ـ إيمان أبو قاعود

أكّد الكاتب والمحلل السياسي الأردني حمادة فراعنة أنَّ العدوان الإسرائيلي والضربات العسكرية تبيّن الحقد الإسرائيلي على الفلسطينيين، مثلما يعكس جهالة الاحتلال بالمواقع المطلوبة لهم، فضرباتهم إنتقائية ما أمكن ذلك، وعشوائية في غالب الأحيان، وهدفها ترك الألم والوجع لدى الفلسطينيين، ولكنها لن تترك أثراً إستراتيجياً على واقع الحال في قطاع غزة، مهما قست الضربات الجوية، ومهما تركت أثاراً مدمرة وخلّفت المئات من الضحايا.
وشدّد فراعنة، في حديث إلى "العرب اليوم"، على أنّ "الضربات الجوية الموجعة من طرف العدو الإسرائيلي، ضد المنشأت والبنى التحتية، والقصف العشوائي لمنازل المدنيين، على امتداد قطاع غزة، ضد أهل القطاع ومؤسساتهم، التي تعود الفلسطينييون عليها، وإن كانت هذه المرة بكثافة أشد، ومركزة أكثر ضد المدنيين، تعكس الحقد الإسرائيلي على الفلسطينيين".
واستبعد فراعنة خيار الاجتياح الإسرائيلي البري لقطاع غزة لسببين، مبيّنًا أنَّ "السبب الأول خشية أن يكون البديل عن حركة حماس، فصائل جهادية متطرفة يصعب التوصل معها إلى اتّفاق أمني، كما حصل مع حركة حماس، الأكثر إنضباطاً وإلتزاماً بالتهدئة، ووقف إطلاق النار، من الفصائل الجهادية الأخرى، فقد تم التوصل إلى إتفاق مع حركة حماس بوساطة مصرية في عهد الرئيس المصري السابق محمد مرسي، في 2012، وأطلق عليه (تفاهمات القاهرة)، وأثبتت حماس إلتزامها بالاتفاق، وبمنع الفصائل الأخرى من تنفيذ أيّ عمل كفاحي ضد العدو الإسرائيلي من قطاع غزة".
وأوضح أنَّ "السبب الثاني، لأن إسرائيل لا تريد إجتثاث حركة حماس، وإنهاء سيطرتها على قطاع غزة، بل تسعى لبقاء التوازن الفلسطيني قائماً، بين الضفة والقطاع، وبين فتح وحماس، بهدف إبقاء الخلاف قائماً، وقوياً، والعدو الإسرائيلي حريص على تغذية الخلافات وليس إزالتها".
ورأى فراعنة، النائب سابق في البرلمان الأردني، وعضو المجلس الوطني الفلسطيني، وأحد أبرز الكتاب الأردنيين المتخصصين والمتابعين لمحطات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ولديه خمسة عشر كتاباً منشوراً عن السياسة الداخلية الأردنية، والوضع الفلسطيني، أنَّ "دوافع العدوان الإسرائيلي تدمير القدرات العسكرية، لاسيما سلاح الصواريخ، ومنشأتها وقواعد إنطلاقتها لدى حماس، والجهاد الإسلامي، ولدى الفصائل الأخرى، حتى تبقى مستعمرات جنوب فلسطين آمنة، لا تزعجها وجبات الصواريخ الفلسطينية لدى كل إحتكاك، فضلاً عن تلبية الجموح الإسرائيلي والتطرف اليميني، الذي يُطالب بمعاقبة الفلسطينيين لسببين، أولهما رداً على خطف المستوطنين الثلاثة وقتلهم، وثانيهما معاقبة أهل القطاع على إطلاق الصواريخ من قطاع غزة".
وأردف "هناك إستفراد من طرف إسرائيل بالوضع الفلسطيني، ذلك لأن علاقات حماس غير جيدة مع العديد من الأطراف العربية، لاسيما مع مصر وسورية، فضلاً عن أنَّ تركيا منغمسة بظروفها الداخلية، وإيران مأخوذة نحو العراق وسورية، ولذلك يسعى العدو للإستفراد بقطاع غزة، وإعادة تدميره، وجعله طارداً لأهله، في اتّجاه الهروب من فلسطين – غزة إلى دول العالم".
واستطرد فراعنة "علينا أن ندرك دائمًا أنَّ جوهر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يقوم على مفردتين، ونقطتين، وقضيتين، هما الأرض والبشر، المشروع الصهيوني يريد أرض فلسطين كاملة، وخالية من البشر ما أمكن ذلك، وهذا ما يدركه المشروع الوطني الديمقراطي الفلسطيني، عبر العمل على إبقاء أكبر كتلة بشرية من الشعب العربي الفلسطيني على الأرض، تحت شعار (الصمود)، وبتقديري أهم إنجاز حققه الشعب الفلسطيني هو بقاء أكثر من خمسة ملايين ونصف المليون عربي فلسطيني، على كامل أرض فلسطين، مليون وأربعمئة ألف في مناطق 48، ومليون وسبعمئة ألف في قطاع غزة، ومليونين وسبعمئة ألف في الضفة الفلسطينية مع القدس، وهو أكبر خسارة وأكبر فشل للمشروع الإستعماري التوسعي الإسرائيلي الصهيوني، أي أنَّ هنالك شعباً على أرض فلسطين، وليس مجرد جالية محدودة العدد في مواجهة ستة ملايين ومئة ألف يهودي إسرائيلي".
وأبرز فراعنة أنَّ "هناك صمتًا عربيًا في مواجهة العدوان الهمجي الإسرائيلي على الفلسطينيين، لاسيما على قطاع غزة، وذلك لأسباب عدة، منها إنشغال كل طرف عربي بظروفه الداخلية، فالأوضاع المحلية لها الأولويات لكل بلد ولكل شعب عربي، وهذا يفوق الإهتمام العربي بالقضية الفلسطينية، وما يحدث للشعب العربي الفلسطيني، وما يحصل في سورية والعراق وليبيا واليمن والصومال، لا يقل بشاعة وإجراماً وتدميراً عما يحصل للشعب العربي الفلسطيني، ومع الأسف المقارنة هنا صعبة، فالذي يحدث للعرب يتم على أيدي العرب أنفسهم، بينما الذي يحصل للفلسطينيين فهو بأيدي العدو والاحتلال الأجنبي".
وولفت إلى أنّه "من الأسباب الأخرى هروب النظام الخليجي من مسؤولياته تجاه فلسطين، حتى أنّ قنواته التلفزيونية المتطورة تتعمد تجاهل ما يجري للشعب الفلسطيني، حتى لا تظهر بموقع الهروب من إلتزاماتها القومية نحو فلسطين".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الضربات العسكريّة الإسرائيليّة عشوائية وهدفها ترك الألم الضربات العسكريّة الإسرائيليّة عشوائية وهدفها ترك الألم



GMT 06:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab