شدد مستشار الرئيس الأميركي جاريد كوشنر على أن الرئيس دونالد ترمب «صانع صفقات سلام»، داعياً الفلسطينيين إلى «استغلال ذلك». وحذر من أن «التردد» في بدء المفاوضات يعني أن «الأمور ستزداد سوءاً».وقال كوشنر، خلال مؤتمر صحافي عقده بالبيت الأبيض، مساء الأربعاء، تحضيراً لحفل توقيع اتفاق تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل، الأسبوع المقبل، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد «أخذا خطوة كبيرة نحو إقرار السلام، بما يجلب فرصاً كبيرة لمنطقة الشرق الأوسط». وشدد على أن «الاتفاق بين الجانبين أطلق طاقة إيجابية كبيرة وأشاع حالة من التفاؤل لتسوية النزاعات القديمة، وأزال حواجز كانت تعرقل إحلال السلام في المنطقة».
وأشاد بجهود ترمب على مدى 3 سنوات ونصف السنة «في إحلال السلام، ومواجهة طموحات إيران، والقضاء على تنظيم (داعش)، مما أهله للترشح لـ(جائزة نوبل للسلام)». وقال إن «الرئيس منذ رحلته الأولى إلى المملكة العربية السعودية وإسرائيل وإيطاليا، دعا إلى السلام وإقرار الأمن بما يجلب فرصاً اقتصادية».
ولم يوضح كوشنر طبيعة تشكيل الوفدين الإماراتي والإسرائيلي المشاركين في الاحتفال، أو الشخصيات المدعوة لحضور الحدث التاريخي من القادة والوزراء والسفراء العرب. لكنه قال إن «التوقيع سيتم الأسبوع المقبل في البيت الأبيض، وسيكون هناك ممثلون عن الجانبين إلى جوار الرئيس ترمب وعدد من الضيوف للمشاركة في الاحتفال».
وأشاد بنأي وزراء الخارجية العرب عن إدانة الاتفاق خلال اجتماعهم، أول من أمس، عادّاً أن «ما نراه في الشرق الأوسط هو أن الإقليم يتغير، والدول تبحث عما هو في مصلحتها. دول المنطقة تدعم الفلسطينيين وأميركا تدعم الفلسطينيين، لكن الناس تريد حلولاً عادلة».
ورداً على سؤال عن ضم إسرائيل أجزاء من الضفة الغربية، أجاب كوشنر: «فيما يتعلق بالضم، لدينا نزاع إقليمي قديم... كان سبب عدم تحقق أي إنجاز في المفاوضات على مدى 25 عاماً، هو أن كلا الطرفين كان يحصل على ما يريده، فإسرائيل كانت تأخذ مزيداً من الأراضي، ويحصل الفلسطينيون على مزيد من الأموال من المجتمع الدولي، وأصبح الصراع مورد ثروة للقيادة».
وأضاف أن «الواقع اليوم أن كثيراً من هذه الأرض مأهولة بالإسرائيليين، وما فعلناه (في خطة السلام التي طرحتها واشنطن) هو محاولة إنقاذ حل الدولتين، وإذا استمر الوضع الراهن، فستلتهم إسرائيل في النهاية كل الأراضي في الضفة الغربية».
واستبعد كوشنر، الذي كان مهندس خطة ترمب للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، «تنازل إسرائيل عن الأراضي التي تسيطر عليها»، قائلاً: «هناك أراضٍ لإقامة دولة فلسطينية عليها، لكن الأرض التي يسكنها المستوطنون هي أرض تسيطر عليها إسرائيل، والتنازل عنها غير محتمل، والخريطة التي قدمناها (لإقامة دولة فلسطينية) هي خريطة واقعية لما يمكن تحقيقه وما لا يمكن تحقيقه».
وطالب الجانب الفلسطيني بـ«التوقف عن لعب دور الضحية، وإلا فسيمر الوقت وسيزداد الأمر سوءاً بالنسبة لهم»، عادّاً أن «لديهم الآن فرصة رائعة، وآمل أن تكون لديهم الحكمة والشجاعة للجلوس إلى طاولة المفاوضات، والتوصل إلى أفضل صفقة لشعبهم».
وفيما يتعلق بالجهود الأميركية لدفع الفلسطينيين والإسرائيليين للتوصل إلى اتفاق سلام، قال كوشنر: «في اللقاءات مع الرئيس محمود عباس، قال لنا: إذا تمكنتم من حمل إسرائيل على الموافقة على دولة فلسطينية، فسيكون من السهل حل بقية القضايا. وقد فعلنا أفضل من ذلك وجعلنا إسرائيل توافق على دولة وخريطة وبشروط حقيقية، ووافقت على التفاوض على هذا الأساس، لكن الفلسطينيين رفضوا المقترح حتى قبل أن يعرفوا محتواه، وكانت استراتيجيتهم، فقط، تجنب الدخول في التفاصيل. أعتقد أن هناك رغبة حقيقية في المنطقة لمحاولة حل القضية الفلسطينية والمضي قدماً».
غير أنه لفت إلى أن «العرض لا يزال مطروحاً أمام القيادة الفلسطينية حينما تكون مستعدة للمشاركة... نملك القدرة على إبرام اتفاق سلام بينهم وبين إسرائيل، لكننا لن نطاردهم، ولا يمكن أن نفرض عليهم صنع السلام، وهم يعرفون الشروط التي توافق إسرائيل على التفاوض على أساسها، وإذا كانوا يعتقدون أنها خاطئة، فعليهم تقديم اقتراحاتهم وبعدها نرى إن كان بإمكاننا جمع الطرفين معاً».
وشدد على أن «الرؤية الاقتصادية التي قدمتها الإدارة الأميركية للشعب الفلسطيني، ستؤدي إلى مضاعفة الناتج المحلي الإجمالي، وتخلق مليون وظيفة جديدة، وتخفض البطالة بنسبة 50 في المائة، وتمهد الطريق لحياة أفضل وازدهار وكرامة للفلسطينيين». وقال: «لقد رفضوها حتى قبل أن تقدَّم، وقد سئمت الدول العربية من انتظار القيادة الفلسطينية... إسرائيل جادة في صنع السلام، والرئيس ترمب صانع صفقات، ويستطيع إبرام اتفاق سلام، ولذا الأمر متروك لهم».
وفيما يتعلق بطلب الإمارات شراء 50 مقاتلة من طراز «إف35»، أوضح كوشنر أن الأمر «يناقش مع إسرائيل والكونغرس وشركاء آخرين، والرئيس ترمب يتفهم أهمية أمن إسرائيل... الإمارات شريك مهم للولايات المتحدة، ويواجه الطرفان تهديدات حقيقية من قبل إيران».
قد يهمك ايضا :
حروب الإعلام مع "البيت الأبيض" معارك مستمرة منذ عهد جورج واشنطن
تغريدة مثيرة لـ"ترمب" تُعيد المناكفات ثانية بين الرئيس الأميركي و"تويتر"
أرسل تعليقك