موسكو ـ حسن عمارة
اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، واشنطن بمحاولة تغيير القوانين الدولية ومواثيق الأمم المتحدة، وذلك على وقع التصعيد المتواصل بين بلاده والولايات المتحدة، جراء العملية العسكرية الروسية التي انطلقت قبل 4 أشهر في أوكرانيا .
وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، من طهران إن الغرب حاول إنشاء دولة معادية لبلاده على الحدود الغربية، في إشارة إلى أوكرانيا. أما في ما يتعلق بالاتفاق النووي الإيراني فأعرب عن أمله باستئناف محادثات فيينا في الفترة القادمة، مشيراً إلى وجود إجراءات في هذا الصدد، وقال إن بلاده تسعى إلى استعادة الصفقة النووية في صيغتها الأصلية.
من جانبه، ألقى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان باللوم على أميركا في تعطل المحادثات التي بدأت قبل أكثر من عام، ودعا إلى رفع جميع العقوبات الأميركية من أجل إحياء الاتفاق النووي.
وقبل لقائه نظيره الإيراني كان وزير الخارجية الروسي، الذي وصل أمس إلى طهران، قد أكد أن بلاده تتكيف مع ما وصفه بالسياسات العدوانية للغرب. ففي مقطع نشرته وزارة الخارجية الروسية، اعتبر لافروف أنه "في جميع البلدان التي تعاني من التأثير السلبي للنهج الأناني الذي تنتهجه الولايات المتحدة والدول التي تدور في فلكها، تبرز حاجة موضوعية لإعادة تشكيل علاقاتها الاقتصادية حتى تستطيع تفادي الاعتماد على أهواء وتقلبات الغربيين"، في إشارة قد يقصد منها تحالف بلاده مع طهران وبكين.
وكانت موسكو أعلنت الشهر الماضي أنها بحثت مع طهران، الخاضعة بدورها لعقوبات غربية ولديهما بعض أكبر احتياطيات النفط والغاز في العالم، مبادلة إمدادات النفط والغاز وكذلك إنشاء مركز لوجستي، بحسب ما أفادت رويترز.
فبينما تتحدى روسيا العقوبات الغربية القاسية التي فرضت عليها جراء إطلاق عمليتها العسكرية على الأراضي الأوكرانية في 24 فبراير الماضي، تبذل طهران بدورها جهوداً مضنية للحفاظ على اقتصاد البلاد المتداعي في ظل العقوبات الأميركية التي أعيد فرضها بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في 2018.
في حين يرى المراقبون أن احتمال نسج تحالف روسي إيراني صيني أيضاً وارد وإن كان صعباً في ظل العقوبات الغربية المفروضة على الروس ومن يتعامل معهم، بعد أن اصطف الغرب بقوة ضد موسكو فارضا عليها عقوبات مؤلمة شملت شتى القطاعات من الغاز إلى النفط، فالمصارف والشركات التجارية. كما فرض عقوبات على مئات السياسيين ورجال الأعمال والأثرياء الروس. فيما دعم كييف بقوة بالسلاح والعتاد وإنسانياً أيضاً، منذ انطلاق النزاع بين البلدين.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك