ذكرت الإذاعة العبرية، الاثنين، أن قيادة لواء الجنوب في جيش الاحتلال الإسرائيلي تتوقع مفاجآت ستقوم بها كتائب "القسام" الذراع العسكري لحركة "حماس" في حالة فشل محادثات القاهرة.
وأوضحت الإذاعة، أن الجيش يتوقع أن "القسام" ستقوم بتنفيذ عمليات من خلال الأنفاق أو إرسال طائرات "أبابيل" أو مفاجآت غير معروفة ولم تستخدم حتى اللحظة، ونقل الموقع عن قيادة لواء الجنوب قولها أنها قامت باتخاذ احتياطاتها لهذه المفاجآت، حيث ستنتهي التهدئة المؤقتة، مساء الاثنين، بعد 5 أيام من التهدئة بين الطرفين.
وأكد مصدر أمني إسرائيلي، أن من يستهتر بحركة "حماس" لا يفقه شيء في حرب العصابات، موضحًا أنّ "العملية العسكرية الإسرائيلية كشفت عن تحسن وتقدم في مستوى القدرات التي تمتلكها حماس والاستعدادات التي قامت بها على مدار السنوات بدعم وتمويل من جهات مختلفة وتدريبات في دول العالم زادت من قدراتها على تهديد إسرائيل".
وتابع المصدر، أن أحد أصعب ما تخشاه الأجهزة الأمنية الإسرائيلية هو إمكان قيام "حماس" بصناعة صواريخ مزودة برؤوس كيميائية لإلحاق أضرار كبيرة بإسرائيل، حيث أن الحركة تتطلع دائماً إلى تحسين قدراتها ولا تقف مكتوفة الأيدي.
وبين المصدر أن، الأجهزة الأمنية تخشى أن تكون إيران نقلت إلى "حماس" قدرات صناعة الصواريخ الكيميائية، مدعيًا أن إسرائيل مستعدة للسيناريوهات وتضع هذا الاحتمال في الحسبان.
وزعم، أن "حماس" أرسلت على مدار الأعوام الماضية نشطائها للتدرب في السودان وليبيا وإيران وسورية، وتمكنت الحركة من بناء خلايا نخبة تحاكي الوحدات الخاصة "سيرت متكال" التابعة لقيادة هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي وشكلت عنصر مفاجئة للجيش خلال الدخول إلى غزة براً.
وأفاد المصدر، بأن "حماس" استخلصت العبر من عملية "الرصاص المصبوب" عام 2008-2009 ،حيث اظهروا جرأة في القتال وحكمة وشجاعة، مؤكدًا أنه "خلال الست سنوات قامت حماس بإعداد وحدات مشابهة لوحدات الجيش الإسرائيلي وأقامت جيش بكل ما تعنيه الكلمة"، وقال "بالرغم من تلقيهم ضربة قاسية إلا أنهم اثبتوا بان لديهم قدرة على إطلاق الصواريخ اتجاه إسرائيل، "حسب موقع "عكا" المختص بالشؤون الإسرائيلية.
وصنعت كتائب القسام البيئة القتالية على أرض غزة وفي باطنها، ففي غزة لا توجد جبال أو غابات أو أي شيء من الذي تعرضه أفلام الأكشن في دور السينما العالمية عن الحرب التي خاضها الجيش الأميركي في فيتنام وغيرها.
واستفادت المقاومة الفلسطينية من الأنفاق للعمل من تحت الأرض لتحييد القوة الجوية لجيش الاحتلال التي تتربص بالمقاتلين قدر الإمكان من خلال كاميرات متطورة تحملها الطائرات الحربية دون طيار.
ويمتلك جيش الاحتلال ترسانة عسكرية ضخمة، وتعودت قواته البرية أن تتلقى إسنادًا جوياً من طائرات الاحتلال المقاتلة في معاركها التي خاضتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
وخبرت المقاومة مكامن القوة والضعف في جيش الاحتلال فعملت على تحييد قوة نيرانه الهائلة من خلال تلاشي التعرض لها أو بالأحرى ابتكار غلاف حماية يقي منها وكانت الأنفاق هي ذلك الحل الذي لعب دورًا استراتيجيًا في معركة العصف المأكول وفقاً لخبراء عسكريين، فقد أدت إلى نجاح عمليات الإنزال خلف خطوط العدو مع إحداث نوع من المفاجأة والإرباك والذعر لقواته، كما حدث في عملية ناحل عوز شرق الشجاعية.
وكانت عملية صوفا من بين عمليات الإنزال التي صعقت العدو، التي وصفتها وسائل الإعلام العبرية بأنها أكبر عملية عابرة للحدود تتعرض لها دولة الاحتلال، ويبدو واضحاً أن إسرائيل أدركت هذا النوع من العمليات والجرأة التي يتمتع بها مقاتلو المقاومة الفلسطينية، فقد كشفت العمليات الأخيرة للمقاومة أنها طورت أساليب عناصرها القتالية من خلال تعريضهم لتدريب قاس ومتخصص فضلاً عن العقيدة القتالية التي يتمتعون بها تدفعهم لإلقاء أي حالة من الخوف وراء ظهورهم.
كما أصابت الإنفاق سلاح الطيران الصهيوني بالعمى الكامل مما افقده توازنه فلجأ إلى بنك أهداف العاجز وحمت حركة المقاومة وخطوط إمدادها.
وفي هذا السياق بين الباحث في الشؤون العسكرية اللواء المتقاعد عادل سليمان، أن المقاومة الفلسطينية أعدت نفسها لخوض الحرب الجديدة التي أصبحت عنوان حروب القرن الحادي والعشرين، وهي الحرب اللاتناسقية، وأدارتها بكفاءة واقتدار.
وأقدمت وحدات النخبة لديها على تنفيذ عمليات إنزال خلف خطوط العدو ولم يعرف التاريخ مثيلاً لها، فتخطي الدبابات المتقدمة والوحدات الخاصة الإسرائيلية، ولم يكن إنزالاً من الجو بل من تحت الأرض.
وفجرت القسام مفاجأة عندما اقتحمت وحدة "كوماندوز" من الضفادع البشرية قاعدة زيكيم العسكرية جنوب عسقلان وخاضت اشتباكًا طويلاً في سابقة هي الأولى من نوعها أيضاً، وفتحت أمامها جبهة جديدة للعمل العسكري من البحر أو بالأحرى من أعماقه واستطاع مقاتلو "القسام" من خلال تدريبات نوعية على معدات الغوص والسباحة، وأدت هذه العملية إلى خشية إسرائيل من استخدام المقاومة لصواريخ "الطوربيد" التي يمكنها الانطلاق تحت الماء وبإمكانها تدمير سفينة أو زورق حربي.
أرسل تعليقك