نفى رئيس المجلس العسكري في الزنتان العقيد محمد العجمي وجود عناصر الـ"مارينز" في القاعدة من قبل، أو أن يكون طردهم أتى بعد خلافات معهم، وأكد أنه أمر شخصيا بمغادرتهم لأنهم "نزلوا من دون إذن، وزعموا التنسيق مع أطراف أخرى" في القوات الموالية للجيش.
كذلك قال حافظ معمر الناطق باسم اللجنة الأمنية في زوارة (شرق) إن الإنزال الأميركي في قاعدة الوطية "خرق للسيادة الليبية"، لذا توجب على السلطات الرسمية اتخاذ موقف حازم منه، مع الطلب من الأميركيين الاعتذار عن الإنزال.
ووزعت رئاسة أركان الجيش وكتيبة "أبو بكر الصديق" في الزنتان، بياناً مشتركاً أشارا فيه إلى أنه في الساعة السادسة صباح أمس، هبطت طائرة عسكرية أميركية من طراز "سي 130" وعلى متنها 20 جندياً أميركياً على مهبط القاعدة الجوية، "من دون تنسيق مسبق مع قوة حماية القاعدة". وأضاف البيان أن الجنود ترجلوا من الطائرة في وضع قتالي وكان برفقتهم مترجم سوداني، وارتدوا سترات واقية من الرصاص ومعهم أسلحة حديثة ومسدسات كاتمة للصوت وأجهزة للرؤية الليلية وأخرى لتحديد المواقع (جي بي أس).
وأفاد البيان أن "الجنود الوطنين" في القاعدة تعاملوا مع القوة التي سلمت نفسها إليهم، و"عند التحقيق معهم تحججوا بأن هناك تنسيق مع بعض الأطراف في الجيش الليبي"، فكان الرد الطلب منهم المغادرة فوراً. ولفت البيان إلى أن الأميركيين "غادروا بعد حجز كل المعدات التي كانت في حوزتهم وقالوا إن وجهتم إيطاليا". وأورد البيان "تساؤلات عدة حول من يتعامل مع الأطراف الخارجية تحت ستار الجيش
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون: إن توقيع الاتفاق يُعد خطوة حاسمة في مسلسل الانتقال لما بعد الثورة الليبية.وعبّر في بيان، عن أمله في أن يضع الاتفاق ليبيا على طريق بناء دولة ديمقراطية تقوم على مبادئ الاندماج، وحقوق الإنسان. وقال كي مون إن مجلس الرئاسة مدعو إلى الانكباب من الآن على تشكيل حكومة، وعلى تنصيبها في طرابلس، مجدداً الدعوة إلى كافة الفاعلين السياسيين والأمنيين إلى خلق البيئة الملائمة التي تساعد الحكومة على تحمل مسؤولياتها في طرابلس.
وأشاد رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي بتوقيع الاتفاق، واصفاً الاتفاق بأنه في غاية الأهمية من أجل الاستقرار في ليبيا، مبيناً أنها بداية ممتازة، لكن هناك الكثير مما ينبغي إنجازه. ورحب حلف شمال الأطلسي "ناتو" بالاتفاق. ووصف الأمين العام للحلف ينس ستولتنبيرج في بيان الاتفاق بأنه "خطوة ذات دلالة على طريق بسط الاستقرار والسلم لشعب ليبيا".
وأعرب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، عن ارتياحه وترحيبه بتوقيع الاتفاق. واعتبر شتاينماير الاتفاق خطوة رائدة لإنهاء الفوضى والعنف في ليبيا، مؤكداً وقوف ألمانيا وشركاءها الدوليين إلى جانب طموحات الشعب الليبي، وفي عودة الاستقرار والسلام وإرساء الديمقراطية فيها.
ودعا الاشتراكيون الأوروبيون، والذين يمثلون ثاني مجموعة سياسية في البرلمان الأوروبي، الجمعة، جميع الأطراف والفعاليات الليبية إلى الانضمام إلى الاتفاق ودعم تشكيل حكومة الوفاق الوطني. وقال جاني بيتالا، زعيم المجموعة في بروكسل: إن مهمة الحكومة المقبلة ستتمثل في التركيز على التصدي للإرهاب، وخاصة تنظم "داعش" الإرهابي، وأعلنت المجموعة الاشتراكية استعدادها للتصويت لصالح حزمة الدعم التي قرر الاتحاد الأوروبي تقديمها إلى ليبيا.
ورأت الكويت و البحرين و الأردن في الإتفاق خطوة على طريق عودة الأمن و الإستقرار إلى ليبيا , كما أن من شأنه وضع حد للمعاناة . و ودعت رابطة علماء ليبيا أعضاء حكومة الوفاق إلى "الاستفادة من التجارب السابقة، والعمل على تلافي الأخطاء من أجل مصلحة الوطن".
من جانب آخر، رفض رئيس مجلس النواب "البرلمان الشرعي"، عقيلة صالح، بنود الاتفاق، واصفاً حكومة الوفاق بأنها تتعارض مع الكرامة الوطنية. وقال صالح: "لم تكن نتاج حوار ليبي ليبي، وهو ما يرفضه الليبيون". وأكد في بيان حمل توقيعه عدم قبول فرض ما وصفه بالحلول المعدة سلفاً على الليبيين، وأنه تم توريدها عن طريق ليبيين، لأنها لن يكتب لها النجاح، حسب تعبيره. واعتبر صالح أن ما يُتخذ من قرارات أو ما في حكمها باسم مجلس النواب خارج قبة البرلمان لا يكون دستورياً ولا قانونياً.
بدوره، طالب رئيس وزراء حكومة الوفاق المكلف فايز السراج، المجتمع الدولي بتقديم الدعم لبلاده للقضاء على التنظيمات الإرهابية، ومن بينها التنظم الإرهابي. وأعرب السراج، في تصريح لراديو "سوا" بثه الجمعة، عن أمله في أن يجد تطبيق الاتفاق السياسي الموقع دعماً محلياً ودولياً، مناشداً في الوقت نفسه الشعب الليبي "الانضمام إلى مسيرة السلام والعودة إلى الحياة الطبيعية"، وأضاف: "أن الحكومة ستعود إلى طرابلس بعد تشكيلها"، معرباً عن أمله في "أن تكون الأوضاع الأمنية مناسبة لنقلها إلى هناك". ولفت السراج إلى أن حكومته، المقرر أن تتولى مهامها بعد نحو شهر، "ستواجه صعوبات جمة على رأسها الأمنية والاقتصادية".
على صعيد آخر، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاغون"، الكولونيل ميشيل بالدانزا، عن مغادرة عناصر من القوات الخاصة الأمريكية قاعدة عسكرية غربي ليبيا الخميس، بعد أن مكثت فيها لمدة ساعات. وقالت إن وصول قواتنا الخاصة إلى القاعدة الليبية جاء بعد التنسيق مع السلطات الليبية. وأوضحت أن "مغادرة القوات القاعدة جاءت على خلفية تجنبها الاشتباك مع عناصر مجموعة مسلحة بالمنطقة رفضت وجود عناصرنا".
وجاءت تصريحات المسؤولة الأمريكية بعد أن تداولت وسائل إعلام ليبية صوراً لمجموعة صغيرة من الرجال المسلحين وهم يرتدون ملابس مدنية وقبعات، وذلك إثر وصولهم إلى قاعدة "الوطية الجوية" القريبة من الحدود التونسية. وقالت المسؤولة: إن زيارة قواتنا الخاصة لم تكن الأولى فقد سبقتها زيارات أخرى، وتأتي في إطار التدريبات التي
تقدمها قواتنا للقوات الليبية.
في سياق منفصل، وصف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، الخميس، الوضع الإنساني في ليبيا بأنه "مترد بسبب ارتفاع نسبة عدد النازحين وضعف النظم الصحية القائمة". وقال المتحدث الإعلامي باسم "اوتشا" جينس لارك: "إن تغطية العمليات الإنسانية في ليبيا سوف تتطلب خلال العام المقبل قرابة 165.5مليون دولار، سيستفيد منها نحو 2.4 مليون نسمة من بينهم 1.3 مليون مصنفين كحالات ملحة. وأوضح أن النزوح الداخلي في ليبيا يؤثر في 435 ألف شخص، ما أودى بالنظام الصحي للوصول إلى "حافة الانهيار" مع ما لا يقل عن واحد من كل خمس مستشفيات مغلقة في حين أن مليوني شخص بحاجة إلى مساعدة صحية. وأكد وجود "حاجة ماسة" لحماية للنساء المهددات بسبب العنف القائم على نوع الجنس والأطفال الذين هم عرضة للاتجار والتجنيد القسري والزواج المبكر.
وفي موضوع آخر قال وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس لـ"سي إن إن": "إن توافد عناصر من التنظيم الإرهابي إلى ليبيا أمر خطير لعدد من العوامل، منها عدم الاستقرار السياسي الذي تعيشه ليبيا الغنية، حيث تتوفر بها الأسلحة وقربها من أوروبا، إلى جانب التمويل. وأعرب عن أمله في قيام سلطة حقيقية للحكم وتأمين ظروف الأمن، مضيفاً: "يمكن لحكومة الوفاق الوطني أن تقاتل التنظيم الإرهابي بمساعدتنا". وأعلن مسؤول صربي أن موظفي السفارة الصربية في ليبيا المخطوفين منذ ستة أسابيع هما على قيد الحياة. وبلغ عدد قتلى الاشتباكات في اجدابيا بين مسلحين من سكان المدينة وعناصر ينتمون إلى ما يسمى جماعة أنصار الشريعة المتطرفة 11 شخصاً.
وأعربت الولايات المتحدة الأميركية ودول أوروبية، عربية عن ترحيبها بتوقيع أطراف النزاع الليبي على اتفاق الصخيرات، الذي رعته الأمم المتحدة لإنهاء النزاع، فيما أعلن رئيس مجلس النواب الشرعي، عقيلة صالح، عن رفضه بنود الاتفاق، واصفاً حكومة الوفاق التي ستنبثق عنه بأنها تتعارض مع الكرامة الوطنية.
وأشادت الولايات المتحدة بتوقيع الاتفاق لإنشاء حكومة الوفاق الوطني الموحدة، وأثنى وزير الخارجية جون كيري، في بيان الخميس، على جهود الشعب الليبي لإعادة بناء ليبيا موحدة وعزمهم على دفع البلاد إلى الأمام لاستمرار عملية الانتقال السياسي. وأكد حاجة ليبيا إلى حكومة موحدة للتصدي للتحديات الإنسانية والاقتصادية والأمنية الحرجة، حاثاً جميع الليبيين على دعم هذا الاتفاق النهائي. وحض كيري، الليبيين كافة على "القيام بدور في عملية الانتقال السياسي ودعم الاتفاق النهائي وجمع شملهم خلف حكومة الوحدة الوطنية".
أرسل تعليقك