أعلن المبعوث الدولي لدى اليمن، إسماعيل ولد شيخ أحمد أنه "شبه أكيد" التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في اليمن قبل بدء محادثات السلام في 15 كانون الأول/ديسمبر الجاري.
وصرح ولد شيخ أحمد للصحافيين في جنيف بقوله "يبدو أن الجميع يرحبون بهذه الفكرة، بما يشمل الحكومة اليمنية والمتمردين"، إلا أنه أقر بأن التوصل لوقف دائم لإطلاق النار هو احتمال أبعد وسيكون رهنًا بنتائج المفاوضات.
وأكد وسيط الأمم المتحدة أن محادثات سلام بين أطراف النزاع في اليمن ستعقد في سويسرا في 15 كانون الأول/ديسمبر الجاري، وأنه قد يتم التوصل لإعلان وقف إطلاق نار قبل ذلك.
وأضاف بقوله: لقد وافقت الأطراف على إجراء مفاوضات سلام في 15 كانون الأول/ديسمبر الجاري.
ويشهد اليمن معارك بين القوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي والمدعومة من التحالف الدولي العربي وبين المتمردين الحوثيين المؤيدين لإيران الذين استولوا على مناطق واسعة من البلاد.
وبحسب الأمم المتحدة أوقع النزاع اليمني أكثر من 5700 قتيل، نحو نصفهم من المدنيين، وذلك منذ تدخل تحالف عربي بقيادة المملكة العربية السعودية في مارس/ آذار 2015 في اليمن.
وقد نظّمت مفاوضات سلام في حزيران/يونيو في جنيف، برعاية الأمم المتحدة من دون الوصول لنتيجة.
هذا ويستمر مسلسل الاغتيالات التي طاولت قيادات أمنية وعسكرية وعناصر في "المقاومة الشعبية" في مدينة عدن خلال الأشهر الأخيرة التي أعقبت طرد مسلحي جماعة الحوثيين وقوات الرئيس اليمني السابق علي صالح من المحافظات الجنوبية اليمنية، قُتِل الأحد محافظ عدن اللواء جعفر محمد سعد وثمانية من مرافقيه ي تفجير سيارة مفخخة استهدف موكبه في منطقة التواهي.
وأعلن فرع تنظيم "داعش" (ولاية عدن - أبين) في بيان بثه على الإنترنت، مسؤوليته عن "العملية" التي مثّلت ضربة موجعة للحكومة الشرعية، فيما دانت الحكومة والفاعليات السياسية الحادث.
وأكّد نائب وزير الداخلية اليمني علي لخشع، أن وزارته بدأت خطة أمنية فور وقوع هذه الحادثة، تتمثل في انتشار أمني ونزع الأسلحة من المواطنين. وأضاف أنه "أيًا كان منفذ هذه العملية، سواء "القاعدة"، أم "داعش"، أم أتباع الرئيس السابق علي عبدالله صالح والميليشيات الحوثية، فإن الوزارة ستعمل على التعامل بشكل جاد مع جميع المتطرفين والخارجين عن النظام، وفق خطة انتشار أمني ومداهمات ستتم لمن يشتبه بهم، والبدء في نزع أسلحتهم".
وأمر الرئيس عبد ربه منصور هادي بتشكيل لجنة أمنية للتحقيق في الحادث، برئاسة وزير الداخلية اللواء حسين محمد عرب، ودعا إلى اجتماع طارئ مع القيادات الأمنية والعسكرية.
واتهم مدير أمن عدن العميد محمد مساعد، جماعة الحوثيين وقوات علي صالح بالوقوف وراء عملية الاغتيال، وقال إن سيارة مفخخة استهدفت موكب المحافظ في منطقة فتح قرب مبنى مركز الاتصالات الرئيس في حي "جولد مور" في مديرية "التواهي" أثناء ذهابه إلى مقر عمله. وبعد ساعات على اغتيال المحافظ، اغتال مسلحون ضابطًا رفيع المستوى في الجيش الوطني يدعى عنتر الباحشي في منطقة "إنماء" غرب عدن.
وأوردت وكالة "أسوشيتد برس" أن تفجير موكب المحافظ أسفر عن دوي هائل، وقتل اللواء جعفر سعد وستة من مرافقيه، وأحصت الوكالة 159 قتيلًا و345 جريحًا في تفجيرات تبنّاها تنظيم "داعش" في اليمن هذه السنة. وأفادت بأن وكالة أنباء الإمارات نقلت عن وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش قوله في بيان أمس، إن العمليات الإجرامية لن تثبط عزم بلاده على المساعدة في "إعادة الأمن والاستقرار للأشقاء في اليمن".
وجاء اغتيال محافظ عدن والضابط الباحشي غداة اغتيال قاضي المحكمة المتخصصة في قضايا الإرهاب وأمن الدولة، وقتل أربعة من مرافقيه شمال عدن برصاص مسلحين يُعتقد بأنهم من عناصر "القاعدة". كما قُتِل عقيد في الشرطة العسكرية من الموالين للحكومة الشرعية.
وأكد شهود أن سيارة المحافظ احترقت بالكامل إثر تفجير السيارة المفخخة التي كانت على جانب الطريق لحظة مرور موكبه، في حين تفحّمت جثّته وجثث مرافقيه.
ووصف تنظيم "داعش" المحافظ سعد بـ"الطاغوت" و"رأس الكفر"، وأكد في بيان على "تويتر" أنه خطط لعملية الاغتيال "بدقة"، مهددًا بالمزيد ضد "رؤوس الكفر في يمن الإيمان والحكمة".
وكان التنظيم بث قبل يومين تسجيلًا مصورًا لمشاهد إعدام لحوالي 25 شخصًا قال إنهم من جماعة الحوثيين. وتضمّن التسجيل مشاهد مروّعة عن ذبح الضحايا أو تفخيخهم أحياء. وقبل أيام اقتحم مسلحو "القاعدة" مدينتي زنجبار وجعار كبرى المدن في أبين، ومديرية "باتيس" وقتلوا عددًا من عناصر "اللجان الشعبية" الموالية لهادي، وخصصوا مكافأة مالية لمن يقتل قائدها عبداللطيف السيد.
ومن جهة أخرى، كشف مصدر لـ"الحياة" أن أنشطة الجماعات المتطرفة، مثل تنظيمي "داعش" و"القاعدة" بدأت تنشط بشكل ملحوظ في المحافظة الواقعة في جنوب اليمن، لافتًا إلى أن غياب انتشار الأجهزة الأمنية عن القيام بدورها أدى إلى تزايد أعداد هذه الجماعات وتمكنها من ممارسة أعمالها المشبوهة.
أرسل تعليقك