اغتيل السوري عبد الهادي أرواني، 48 عامًا، بالرصاص في وضح النهار بينما كان يجلس في سيارته شمال لندن، صباح يوم الثلاثاء الماضي، وقد كان من أبرز المنتقدين لنظام الرئيس السوري، وقد خشوا أصدقائه من استهدافه واغتياله من قبل الدولة.
وذكرت شرطة "سكوتلانديارد لمكافحة الإرهاب" أن للتحقيق أبعاد دولية محتملة، وأصر الضباط على أن "العقل المفتوح" أحد الدوافع والتي يمكن أن تكون خطوة تؤكد أن مقتل أرواني جاء بناءًا على أوامر الأسد.
ورفضت عائلته في السابق الاعتراف بأنه مستهدف بسبب انتقاداته للأسد، ولكنها اعترفت أنها أصيبت بالدهشة حول أسباب اغتياله.
وأصيب السيد أرواني، 48 عامًا، برصاصة في صدره حين كان جالسًا في سيارته (فولكس فاغن باسات) في ويمبلي في وضح النهار، وتم استدعاء الشرطة والإسعاف في تمام الساعة 11:15 صباحًا، وأعلن وفاته بعد فترة وجيزة.
وتدخلت شرطة الجريمة في البداية، ورصدت عمليات القتل، ولكن بعد الشكوك سلّمت القضية لشرطة "مكافحة الإرهاب"، إذ صرّح المتحدث بأن التحقيقات قد يكون لها أبعاد دولية وشبكة اتصالات قائمة خارج الوحدة.
وأضاف:" لاتزال التحقيقات في مرحلة مبكرة جدًا ورجال الشرطة منفتحين حول الدوافع"، كما أكد مصدر في الشرطة أنه لاتوجد معلومات استخباراتية محددة على نحو يكشف ما وراء عملية القتل.
وهاجم السيد أرواني، الرئيس الأسد، في العديد من الخطابات والمؤتمرات، وقد قال حمزة مالك، 19 عامًا، كان يصلي في مسجد أكتون حيث كان السيد أرواني إمامًا سابقًا:" أنا أعرف أنه من منتقدي الرئيس السوري وربما لذلك تم اغتياله"، وأضاف:" في رأيي ما أدى إلى اغتياله هو الانتقادات الكثيرة للرئيس".
وذكرت ابنة السيد أرواني، إلهام، 23 عامًا:" لقد دهشنا وحزنّا كثيرًا"، ولكنها قللت من اقتراحات اللوم على الرئيس الأسد، موضحة:" ليس لدينا فكرة عن ما حدث، نحن لا نعرف حتى كيف قتل، فقط قيل لنا إنه قتل وهذا كل شيء".
وذكر ابنه مرهف، في بيان نيابة عن الأسرة:" أنا وعائلتي كنّا في حالة صدمة منذ علمنا بهذا الخبر المروّع، لم ننم من وقتها، وعقولنا بها حالة من الطمس حول سبب الحادث".
ويرى الدكتور خالد قمرالدين، الذي أعطى أرواني أول وظيفة له قبل 15 عامًا كعامل بناء:" هذا القتل من قبل الدولة، الأسد يقف خلف العملية، ما يصدمني أنهم أطلقوا النار عليه في وسط لندن وفي وضح النهار، ليس لديهم أي احترام".
وأضاف:" غادر أرواني سورية عام 1982 بعد أن ذبح والد بشار الأسد 40 ألف شخص من بينهم شقيقيه وأبناء عمومه، ولكنه عاد إلى سورية عشرات المرات على مدى السنوات الأخيرة"، ومشيرًا إلى:" لقد ذهب إلى سورية لتثقيف المقاتلين بشأن معاملة أسرى الحرب بالإضافة إلى حقوق الإنسان".
وتم استجوابه من قبل أجهزة الأمن ثم سمحوا له بالذهاب، وقد قال كل شيء في قلبه، وقالت مدير إدارة مكافحة التطرف الفكري حرس رفيق،:" سيفرح الكثير من أنصار الأسد، إذ كان من أكبر معارضي الأسد، وقد كان جزءًا من حركة وليس بشكل صوري".
أرسل تعليقك