دمشق ـ نور خوّام
أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن وجود قواعد عسكرية أجنبية في سورية ضروري للتوازن الدولي إلى أن تستعيد الأمم المتحدة دورها وقال:"حتى ولو عاد الوضع في سورية من الناحية الأمنية مستقراً.فعملية مكافحة الإرهاب ليست سريعة أو عابرة.. الإرهاب انتشر عبر عقود في هذه المنطقة وبحاجة لفترة طويلة لكي تتم مكافحته,هذا من جانب، ومن جانب آخر هي لا ترتبط فقط بمكافحة الإرهاب، هي ترتبط بالوضع الدولي العام، فمع كل أسف، الغرب خلال الحرب الباردة وبعدها وحتى اليوم لم يغيّر سياسته، هو يريد أن يهيمن على القرار الدولي، مع كل أسف لم تتمكن الأمم المتحدة من القيام بدور في حفظ السلام في العالم، إذاً حتى ذلك الوقت.. حتى تستعيد الأمم المتحدة دورها الحقيقي.. القواعد العسكرية ضرورية، لنا، لكم، للتوازن الدولي في العالم، هذه حقيقة سواء اتفقنا معها أم لم نتفق، ولكنها الآن هي حالة ضرورية."وأشاد الأسد بالعلاقة الروسية السورية حيث قال : "..علاقتنا مع روسيا عمرها أكثر من ستة عقود وهي مبينة على الثقة والوضوح.. روسيا تستند في سياساتها إلى المبادئ، ونحن نستند إلى المبادئ، لذلك عندما تأتي قواعد عسكرية روسية إلى سورية فهي ليست احتلالاً، بل على العكس هي تعزيز للصداقة وللعلاقة، وتعزيز للاستقرار والأمن، وهذا ما نريده."
وعن الدول التي ستساهم في عملية إعادة الإعمار قال الأسد في حديثه لوكالتي "ريانوفوستي و سبوتنيك " الروسيتين الثلاثاء والذي لم ينشر كاملا بعد : عملية إعادة الإعمار هي عملية رابحة في جميع الأحوال بالنسبة للشركات التي ستساهم فيها، خاصة إن تمكنت من تأمين قروض من الدول التي ستدعمها.. طبعاً نتوقع في هذه الحالة أن تعتمد العملية على ثلاث دول أساسية وقفت مع سورية خلال هذه الأزمة، وهي روسيا و الصين و إيران.. لكن أنا أعتقد بأن كثيراً من الدول التي وقفت ضد سورية، وأقصد الدول الغربية بالدرجة الأولى، ستحاول أن ترسل شركاتها لتكون جزءاً من هذه العملية، لكن بالنسبة لنا في سورية لا شك بأن التوجّه الأساسي سيكون باتجاه الدول الصديقة.. بكل تأكيد لو سألتَ هذا السؤال لأي مواطن سوري سيكون جوابه سياسياً، عاطفياً، بأننا نرحّب أولاً بشركات هذه الدول الثلاث وفي مقدّمتها روسيا.
وأضاف الأسد : " نحن بدأنا عملية إعادة الإعمار حتى قبل أن تنتهي الأزمة لكي نخفّف قدر الإمكان من الأضرار الاقتصادية وأضرار البنية التحتية على المواطن السوري، وبنفس الوقت نخفّف من الهجرة إلى الخارج. ربما هناك من لديه الرغبة بالعودة عندما يرى بأن هناك أملاً بأن الأمور ستتحسّن.. الهجرة ليس سببها فقط الإرهاب والوضع الأمني، وإنما الحصار والعقوبات الغربية المفروضة على سورية.. كثير من الأشخاص هاجروا من مناطق آمنة، ليس فيها إرهاب، بسبب الوضع المعيشي، المواطن لم يعد قادراً على تأمين احتياجاته.. فإذاً، بالنسبة لنا كدولة، لا بد من القيام بأعمال ولو أولية من أجل تحسين الوضع الاقتصادي والخدمي في سورية.وهذا ما نقوم به الآن بالنسبة لإعادة الإعمار".
وعن إحتمال تحول سورية لدولة فدرالية قال االأسد : "لا أعتقد بأن سورية مهيأة لفيدرالية، لا توجد عوامل طبيعية لكي يكون هناك فيدرالية، طبعاً، بالمحصلة، نحن كدولة نقول بأن ما يوافق عليه الشعب هو ما نوافق عليه.. لكن هناك مفهوم بحاجة لتصحيح بالنسبة لفيدرالية كردية، معظم الأكراد يريدون أن يعيشوا في ظلّ سورية موحّدة، بنظام مركزي بالمعنى السياسي وليس فيدرالي، فعلينا ألا نخلط بين بعض الأكراد الذين يريدون النظام الفيدرالي وكل الأكراد.. فكرة أن يكون هناك فيدرالية ليست طرحاً عاماً في سورية، لذلك لا أعتقد بأن هذا الطرح، في حال طُرح على التصويت، سيحظى بموافقة الشعب السوري."
ووجّه الرئيس بشار الأسد الاربعاء رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة مقدراً فيها ترحيب "بان كي مون" باستعادة الجيش السوري وحلفاء سورية لمدينة تدمر من أيدي إرهابيي داعش. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى بذل الجهود مع المنظمات والوكالات المعنيّة التابعة للمنظمة الدولية لتقديم الدعم للحكومة السورية في عملية إعادة ترميم مدينة تدمر الأثرية التي تعد أيقونة حضارية مصنّفة من قبل اليونيسكو على قائمة التراث الحضاري الإنساني العالمي.
وأضاف الأسد أن هذه اللحظة قد تكون الأكثر مناسبة لتسريع الحرب الجماعية ضد الإرهاب، مجدداً استعداد سورية للتعاون مع جميع الجهود الصادقة والهادفة إلى مكافحته.
أرسل تعليقك