بغداد - نجلاء الطائي
قلل رئيس البرلمان سليم الجبوري من تصويت النواب المعتصمين على اقالة هيئة رئاسة المجلس، لافتا إلى أن ما حدث غير قانوني، وحذر رئيس الوزراء حيدر العبادي من أن يكون الإصلاح والاختلاف على تفاصيله مدخلا لمزيد من الانقسام والتشرذم وفرصة يستغلها البعض للعرقلة وخلط الأوراق وتضييع الهدف الأساسي من الإصلاح الشامل.
عقد البرلمان العراقي اليوم جلسته برئاسة عدنان الجنابي الذي انتخبه النواب المعتصمون، وشهد التصويت على إقالة هيئة الرئاسة. وقال المكتب الإعلامي لرئيس البرلمان "ما يزعم أنه جلسة قام بها النواب المعتصمون بغياب رئاسة البرلمان غير دستوري ويفتقر إلى النصاب الكافي لعقد الجلسة".
وقال الجبوري خلال مؤتمر صحافي عقده في مبنى البرلمان إن الجلسة التي عقدت اليوم شابها الكثير من الأخطاء القانونية والدستورية، و"لن تؤثر على سير عمل المجلس". وأضاف أن "ما يدار لهذا البلد من مؤامرات ينبغي التنبيه له؛ فكل تصرف غير مدروس من شأنه أن يؤدي إلى نتائج كارثية"، ومن الممكن مناقشة إقالة رئاسة البرلمان خلال الجلسة الاعتيادية ليوم السبت المقبل. وشدد على أنه "لا يمكن تهميش مكونات مهمة يكون لها حضور لاتخاذ قرارات داخل البرلمان، ولا يمكن أن تسير الحياة السياسية والمدنية من فوضى إلى متاهة لأن ما تم إنجازه في مجلس النواب ليس قليلا ونحتاج إلى أن نعضد ذلك الدور المهم".
ووصف القيادي في ائتلاف دولة القانون النائب موفق الربيعي، موضوع إقالة الجبوري من نواب معتصمين بـ"الانتصار". وقال الربيعي للصحافيين "إقالة هيئة رئاسة مجلس النواب كانت الخطوة الأولى على طريق كسر المحاصصة الحزبية، ورفض سياسة فرض إرادة رؤساء الكتل التقليدية على أعضائها من نواب الشعب".
وحذر رئيس الوزراء من أن يكون الإصلاح والاختلاف على تفاصيله وجزئياته، مدخلا لمزيد من الانقسام والتشرذم وفرصة يستغلها البعض للعرقلة وخلط الأوراق وتضييع الهدف الأساسي من الإصلاح الشامل. وقال إن المعترضين على المرشحين للوزارات ينظرون إلى الإصلاح بنظرة المصالح الضيقة، ويخلطون بين مبدأ الشراكة والمحاصصة. وحذر من الأوضاع الحاصلة في البرلمان وانعكاسها على العراق.
وأضاف العبادي "لقد وُضعنا أمام خيار الاستسلام للفوضى والانقسام والخلافات وجرّ البلاد إلى المجهول والسقوط في الهاوية، وهذا خيار لا يمكننا الرضوخ له ونرفضه بشدة"، وقال: اخترنا بدلا عنه المضي في الطريق الذي صممنا منذ البداية على السير فيه رغم الصعوبات والعراقيل التي تلاحظونها، مدركين أن الإصلاح ومحاربة الفاسدين هو الآخر معركة ليست سهلة، لكن شعبنا هو الذي يجب أن ينتصر فيها مهما طال الزمن".
ورد المتحدث الرسمي باسم المعتصمين النائب هيثم الجبوري على كلمة رئيس الوزراء قائلا إن "تهديد النواب المعتصمين وتسمية اعتصامهم بالفوضى غير مقبول"، مشيرا إلى أن "العبادي ليس وصيا على ممثلي الشعب ليتحكم بقراراتهم". ودعا الجبوري لأن "يهتم بإصلاحات حكومته وتقديم الخدمات للشعب و توفير الأمن لهم". وبخصوص تصاريح رئيس مجلس النواب وصفها المتحدث باسم النواب المعتصمين بأنها "شيء من الماضي". وقال "تصاريح سليم الجبوري وعودته لكرسي الرئاسة صارت شيئا من الماضي وتشبثًا مقيتًا لعودة المحاصصة التي لقيت حتفها اليوم".
وقال النائب عن ائتلاف المواطن بزعامة عمار الحكيم حبيب الطرفي إن "ائتلافه لم يحضر جلسة اليوم ولم يصوت على إقالة هيئة رئاسة مجلس النواب"، مبينا أن "الجلسة غير دستورية ونصابها القانوني غير مكتمل".
وأضاف "التعديل الوزاري أو تغيير الحكومة يناقش مع رئيس الوزراء حيدر العبادي، فما دخل إقالة رئاسة البرلمان؟"، موضحا أن "العراق في برلمان واحد وهو برئاسة الجبوري ونائبيه همام حمودي وآرام الشيخ".
وحذر من أن "الأحداث الأخيرة والفوضى الحاصلة ستفتح باب جهنم"، في إشارة إلى خطورتها ونتائجها المحتملة.
وقصفت طائرات التحالف الدولي تتجمعا لعناصر تنظيم "داعش" في قرية كبرلي تجاه شارع بلاوات التابع لقضاء الحمدانية شمالي محافظة نينوى.
وأسفرت الضربة الجوية عن قتل 13 عنصرًا من تنظيم "داعش"، وإصابة 10 منهم بجروح متفاوتة، وتدمير 6 عجلات تابعة للتنظيم.
وبحث رئيس الوزراء حيدر العبادي في مكتبه اليوم مع قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي الجنرال جوزيف فوتل الانتصارات المتحققة على تنظيم " داعش"المتطرف، والاستعدادات لتحرير بقية المناطق ومعركة الفلوجة والموصل. وذكر بيان لمكتب رئيس الوزراء أن "الجنرال فوتل جدد موقف بلاده الداعم للعراق في حربه ضد الإرهاب واستمرار دعم الولايات المتحدة الأميركية للقوات الأمنية والعسكرية العراقية في مجالي التدريب والتسليح من أجل تحرير كامل الأراضي العراقية".
وقال قائد القيادة المركزية الأميركية الوسطى الجنرال جوزيف فوتيل- الذي وصل العاصمة بغداد- خلال لقائه وزير الدفاع خالد العبيدي بحسب بيان لوزارة الدفاع العراقية ورد لـ"العرب اليوم" نسخة منه، إن "الولايات المتحدة الأميركية ستكثف دعمها للعراق خلال المرحلة المقبلة التي تراها الإدارة الأميركية والرئيس باراك أوباما بأنها ستكون مفصلية في هزيمة تنظيم داعش المتطرف في المنطقة بشكل عام والعراق بشكل خاص".
وتسلم الجنرال فوتيل مهام أعماله خلفًا للجنرال لويد أوستن.
وأكد وزير الدفاع بحسب البيان " أهمية استمرار التعاون بين العراق والولايات المتحدة الأميركية في مختلف المجالات، مثمنًا الدور الكبير الذي يقدمه التحالف الدولي من دعم جوي ومشورة وتدريب في الجانب العسكري".
أرسل تعليقك