أعلن وزير الخارجية إبراهيم الجعفري، الذي يزور اليابان حاليًا- أن العراق يرفض عودة إنشاء قواعد عسكرية فيه" مشيرًا إلى أن "السعودية وقطر ستكونان (مشتبهتين) بالهدنة مع تنظيم داعش المتطرف".
ونقل بيان للخارجية ورد لـ"العرب اليوم" نسخة منه، عن الجعفري قوله خلال ندوة عقدها مع وسائل الإعلام اليابانية في العاصمة طوكيو: أن "العراق في حالة حرب على داعش فلا نستطيع أن نـخفـض من موازنة القوات المسلـحة العراقـية ضمن إجراءات الترشيق التي أقدمت عليها الحكومة؛ باعتبار أن الأمن مهدد، وهناك شهداء، وأرامل، وأيتام، وثكالى".
وبيّن أن "العراق يقيّم الآن الدول التي وقفت إلى جانبه، وقدمت بعض المساعدات ذات الطابع الإنساني، والخدمي، ومن جملتها اليابان، وبعض الدول الصديقة الأخرى التي ساعدت العراق".
وأكد "نحن نتمسك بمبدأ من الناحية الأمنية بأنـنا لا نـريد قوات دولية تأتي إلى العراق، وتـقاتل بدلًا من الجنود العراقـيين؛ لأنـنا لا نـعاني من نقص من هذه الناحية فالرجال العراقـيون هم الذين يحملون السلاح، وهم الذين يديرون المعركة على الأرض العراقـية.. المعركة البرية يديرها العراقـيون فقط".
وأشار الجعفري إلى "هناك دعم جوي لوجستي، وتدريب من قبل مستشارين، ونحن نتقـبل ذلك، ولكن لا نتقـبل أن يأتي جنود؛ لئلا يعود شبح القواعد العسكرية مرة أخرى إلى العراق كما حصل بعد الحرب العالمية الثانية في كوريا، واليابان، وألمانيا، وتركيا، ولكننا نقبل المستشارين".
وأوضح كما نتقبل "المساعدات الإنسانية خصوصًا أن عددًا غير قليل نزحوا من الموصل إلى مناطق أخرى في كردستان، وكربلاء، وديالى، وكركوك، وهؤلاء يستحقون المساعدة، وقد تحولت ظاهرة النـزوح في الآونة الأخيرة من الداخل العراقي إلى ظاهرة الهجرة واللجوء إلى خارج العراق، فالإرهاب لم يعد ظاهرة سورية، أو ظاهرة عراقـية، أو أفغانية، بل الإرهاب الآن يشكـل تحدياً حقيقياً لكل دول العالم".
وعن سؤاله في تقييمه المساعدات العربية في الحرب ضد داعش، ولاسيما قطر، السعودية؟ أجاب وزير الخارجية العراقية إبراهيم الجعفري "هذه الدول تشتبه إذا تصورت أنـها مستثناة من داعش؛ لأن داعش لا يـصالح أحدًا، ويعد كل شيء غير داعش عدوًا له، ويشتبه من يتصور أنـها تـمثـل الإسلام؛ لأن أغلب ضحاياها في الأوساط الإسلامية نساءً، وأطفالاً، وشيوخاً، ومعابد، ومساجد".
وأضاف "داعش لا يمتـون إلى الإسلام بصلة؛ لذا هذه الدول التي لم تتعرض بلدانها للتفجير تتواجد فيها خلايا نائمة في منطقة الشرق الأوسط عمومًا سواء كانت هذه الدول جارة للعراق كما في سورية فهم الآن يفتكون في سورية، ويمارسون نشاطًا ضد السعودية".
وقال الجعفري "أنا سمعت من الملك السعودي عبدالله قبل وفاته بأقل من شهر في آخر لقاء معه قال: داعش تود أن تشرب من دمي، وأشار إلى عنقه، وقال: تريد أن تشرب دمي".
وذكر وزير الخارجية أن "كل هذه الدول تدرك جيدًا أن داعش ضدها، وتشتبه إذا تصورت أنها تستطيع أن تدخل في هدنة مع داعش، فداعش لا يـصالح أحدًا، بل سيحارب نفسه، وسيبدأ الاحتراب الداخلي بين فصائله؛ لأنه لا يفهم شيئًا اسمه حوار، إلا التفجير، فهي منظمة بهذا الدرجة من الوحشية، والحيوانية لا يطمأن لها، ومرة أخرى أؤكـد أن أي طرف حكوميٍ، أو غير حكوميٍ إذا هادن داعش سيكون خاسرًا؛ لأن داعش ستنقض عليه، ولا تعرف إلا القتل، والغدر".
ونفى الجعفري "وجود صفقة مع روسيا بأن تـمارس قصفًا على الأرض العراقـية، هذا مجال لم نتحاور فيه، وقد تكون له ضرورة في المستقـبل، ويجب أن يعطي البرلمان رأيه فيه، وكذا الحكومة، ولكن على مستوى التعاطي بالمعلومات نعتقد أنـه أمر مهم إلى درجة عالية".
وبين "الآن القصف الروسي حصل في سوريا عملـيًا، ولم يحصل في العراق أن تضرب القوات الروسية الجوية مقرات لداعش في العراق، إلا أن قوات التحالف الدولي تمارس عملية قصف، ولكننا ننفتح على أي دولة يمكن أن تـساعد العراق في إرساء الأمن بشرط أن لا تتقاطع الإرادات بين التحالفات الدولـية في سماء العراق".
واستدرك بالقول "لكن عندما تكون هناك حاجة سنـملي شروطنا مثلما أملينا شروطنا على التحالف الدولي بأن يعملوا في العراق، ويخضعوا لشروط عراقـية، ومنها: احترام الدستور، والتقـيد بضرب الأهداف الإرهابية فقط، والابتعاد عن الأهداف المدنية، والمناطق الآهلة بالسكان، هذه شروطنا عندما وقـعنا الطلب، وسلـمناه للسيدة رئيسة مجلس الأمن في ذلك الوقت في نهاية 2014".
أرسل تعليقك