أنقرة - جلال فواز
قصف الجيش التركي أهدافًا للقوات الحكومية السورية وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، شمال سورية، وذلك بعد ساعات من إعلان أنقرة استعدادها للتحرك عسكريًّا ضد المقاتلين الأكراد، والمشاركة في عملية برية مع المملكة العربية السعودية ضد متطرفي "داعش" في سورية.
ونقلت وكالة الأناضول التركية للأنباء عن مصدر عسكري قوله، إنه بحسب قواعد الاشتباك قصفت القوات المسلحة التركية أهدافًا لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي على مشارف مدينة أعزاز في محافظة حلب، كما ردّ الجيش على نيران أطلقتها القوات الحكومية السورية على نقطة حراسة في محافظة هاتاي، جنوب تركيا.
وأكد رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، الضربات التي استهدفت حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وقال كما نقلت عنه وكالة الأناضول خلال زيارته مدينة أرزنجان التركية شرق البلاد: عملاً بقواعد الاشتباك، قمنا بالرد على القوات الموجودة في أعزاز ومحيطها والتي تشكل تهديدًا.
وفي إشارة على ما يبدو إلى حزب الاتحاد الديمقراطي، تحدث أوغلو عن "مجموعة متطرفة تشكل فرعًا للقوات الحكومية السورية ومتواطئة في الغارات الروسية ضد المدنيين.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مصدر في وحدات حماية الشعب الكردية، في وقت سابق، أن المدفعية التركية استهدفت مناطق خاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية في ريف حلب الشمالي، من بينها قرية المالكية ومطار منغ العسكري، كما استهدفت فصائل مقاتلة، أهمها جبهة النصرة وحركة أحرار الشام، بالقذائف حي الشيخ مقصود ذات الغالبية الكردية في مدينة حلب.
ويأتي القصف المدفعي التركي بعد إعلان أوغلو أن بلاده ستتحرك عسكريًّا عند الضرورة ضد وحدات حماية الشعب الكردية، الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، الحزب الكردي الأبرز في سورية، كما تعتبر أنقرة الحزب فرعًا لحزب العمال الكردستاني في تركيا، والذي تصنفه "متطرفًا" ويشن تمردًا منذ عقود ضد الدولة التركية كثفه خلال الأشهر الأخيرة.
وأوضح أوغلو بقوله "نستطيع إذا لزم الأمر أن نتخذ في سورية الإجراءات ذاتها التي قمنا بها في العراق وقنديل"، في إشارة إلى حملة القصف ضد معقل حزب العمال الكردستاني شمال العراق.
وإلى جانب إعلان أنقرة استعدادها للتحرك عسكريًّا ضد المقاتلين الأكراد في سورية، ذكر وزير خارجيتها، مولود جاويش أوغلو، السبت، أن تركيا والسعودية يمكن أن تطلقا عملية برية ضد تنظيم "داعش" في سورية، مؤكدًا إرسال الرياض طائرات حربية إلى قاعدة تركية.
ونقلت صحيفتا "يني شفق" و"خبر ترك" عن أوغلو قوله، بعد مشاركته في مؤتمر الأمن في ميونيخ "إذا كانت هناك استراتيجية ضد تنظيم داعش فسيكون من الممكن حينها أن تطلق السعودية وتركيا عملية برية، وترسل السعودية طائرات إلى تركيا "قاعدة أنغرليك" التي تعتبر نقطة رئيسية لعمليات قوات التحالف بقيادة واشنطن ضد التنظيم المتطرف في سورية.
وأكدت وسائل إعلام تركية، في وقت لاحق عن مصادر عسكرية، أن السعودية قد تنشر ما بين 8 إلى 10 مقاتلات في أنغرليك خلال الأسابيع المقبلة من بينها طائرات أف- 16.
وردًا على سؤال بشأن إذا ما كانت السعودية سترسل قوات إلى الحدود التركية للتدخل في سورية، أضاف أوغلو أن هذا أمر يمكن أن يكون مرغوبًا، لكن ليس هناك خطة، فالسعودية ترسل طائرات وقالت عندما يحين الوقت اللازم للقيام بعملية برية يمكن أن ترسل جنودها.
ومع تقدم الجيش السوري، بغطاء جوي روسي، في ريف حلب الشمالي، منذ بدء هجومه مطلع الشهر الجاري، تقدمت وحدات حماية الشعب الكردية بدورها في مناطق عدة على حساب الفصائل المقاتلة، وتمكنت قوات سورية الديمقراطية، وهي عبارة عن تحالف فصائل عربية وكردية على رأسها وحدات حماية الشعب، من السيطرة قبل يومين على مطار منغ العسكري بعد اشتباكات عنيفة مع الفصائل المقاتلة استمرت أيام عدة.
ويقع مطار منغ، الذي كان تحت سيطرة الفصائل المقاتلة منذ صيف 2013، بين طريقين استراتيجيين يصلان حلب بمدينة أعزاز، أحد معاقل الفصائل في المنطقة إلى جانب مدينتي تل رفعت ومارع، بينما يواصل الجيش السوري من جهته التقدم في ريف حلب الشمالي؛ إذ سيطر، السبت، على عدد من القرى، وتترافق الاشتباكات مع قصف للطائرات الحربية الروسية التي استهدفت مدينة تل رفعت بأكثر من 20 غارة، كما دخلت قافلة مساعدات طبية إلى مدينة دوما المحاصرة في الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المقاتلة في ريف دمشق، وفق ما أفاد به الهلال الأحمر السوري.
أرسل تعليقك