الرئيس الأسد ينتقد السياسات الغربية ويعترف بتراجع قواته وتناقص أعداد الجنود
آخر تحديث GMT12:41:23
 العرب اليوم -

أشاد بـ"الانتصار" النووي الإيراني وجهود "حزب الله" في الدفاع عن سورية

الرئيس الأسد ينتقد السياسات الغربية ويعترف بتراجع قواته وتناقص أعداد الجنود

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الرئيس الأسد ينتقد السياسات الغربية ويعترف بتراجع قواته وتناقص أعداد الجنود

بشار الاسد
دمشق - نور خوّام

اعترف الرئيس السوري بشار الأسد، بأنَّ القوات الحكومية تواجه نقصًا شديدًا في الطاقة البشرية، مبررًا الانسحاب من بعض المناطق لصالح المعارضة بهدف الاحتفاظ بمناطق أخرى أكثر أهمية في الحرب ضد من وصفهم بالمسلحين.

وأكد الرئيس الأسد، في خطاب له خلال لقائه رؤساء وأعضاء المنظمات الشعبية والنقابات المهنية وغرف الصناعة والتجارة والزراعة والسياحة، أنَّه "على الرغم من تعقيدات الوضع في سورية فقد زالت الغشاوة عن كثير من العقول وسقطت الأقنعة عن كثير من الوجوه وهوت بحكم الواقع مصطلحات مزيفة وفضحت أكاذيب أرادوا للعالم أن يصدقها".

وأضاف إنَّ "الإرهاب فكر مريض وعقيدة منحرفة وممارسة شاذة نشأت وكبرت في بيئات أساسها الجهل والتخلف إضافة إلى سلب حقوق الشعوب واستحقارها ولا يخفى على أحد أن الاستعمار هو من أسس لكل هذه العوامل ورسخها ومازال".

وتساءل: "كيف يمكن لمن ينشر بذور الإرهاب أن يكافحه؟"، مؤكدا أنَّ "من يريد مكافحة التطرف فإنما بالسياسات العاقلة الواقعية المبنية على العدل واحترام إرادة الشعوب في تقرير مصيرها وإدارة شؤونها واستعادة حقوقها المبنية على نشر المعرفة ومكافحة الجهل وتحسين الاقتصاد وتوعية المجتمع وتطويره".

وأشار إلى أنَّ "التبدلات الغربية لا يعول عليها طالما أن المعايير مزدوجة"، مؤكدًا أنَّ "تعامل الغرب مع الإرهاب مازال يتسم بالنفاق فهو إرهاب عندما يصيبهم وثورة وحرية وديمقراطية وحقوق إنسان عندما يصيبنا"، موضحًا: "لم نعتمد إلا على أنفسنا منذ اليوم الأول وأملنا الخير فقط من الأصدقاء الحقيقيين للشعب السوري"، لافتا إلى أن "روسيا شكلت مع الصين صمام الأمان الذي منع تحويل مجلس الأمن إلى أداة تهديد للشعوب ومنصة للعدوان على الدول وخصوصًا سورية".

وشدَّد الرئيس الأسد على أنَّ "نهجنا كان وما زال هو التجاوب مع كل مبادرة تأتينا بغض النظر عن النوايا فدماء السوريين فوق أي اعتبار ووقف الحرب له الأولوية"، وأكد أنَ "إيران قدمت الدعم لسورية انطلاقا من أن المعركة ليست معركة دولة أو حكومة أو رئيس بل معركة محور متكامل لا يمثل دولا بمقدار ما يمثل منهجا من الاستقلالية والكرامة ومصلحة الشعوب واستقرار الأوطان".

وقال إنَّ "المبادرة الوحيدة التي يقبلون بها ويهللون لها هي تقديم الوطن لهم ولأسيادهم وهذا ما لن يحصلوا عليه؛ إنَّ الشعب السوري بعد هذه السنوات من حرب الوجود ما زال صامدا يضحي بأغلى ما عنده في سبيل وطنه ولو كان يريد أن يتنازل لما انتظر كل هذا الوقت ودفع كل ذلك".

وأبرز أنَّ "أي طرح سياسي لا يستند في جوهره إلى مكافحة الإرهاب وإنهائه لا أثر له على الأرض"، مشيرًا إلى أنَّ "الدول الداعمة للإرهابيين كثفت دعمها لهم أخيرًا وفي بعض الأماكن تدخلت بشكل مباشر لدعمهم"، مضيفًا: "إنّ إخوتنا الأوفياء في المقاومة اللبنانية امتزجت دماؤهم بدماء إخوانهم في الجيش وكان لهم دورهم المهم وأداؤهم الفعال والنوعي مع الجيش في تحقيق إنجازات، كما أنَّه لا يمكن لأي صديق أو شقيق غير سوري أن يأتي ويدافع عن وطننا نيابة عنا".

ونوَّه الرئيس الأسد بأنَّ "كل شبر من سورية غال وثمين وكل بقعة تساوي في أهميتها وقيمتها البشرية والجغرافية كل البقاع الأخرى"، لافتا إلى أن هناك فرقًا كبيرًا بين المعارضة الخارجية المنتجة في الخارج والمؤتمرة بأمره والمعارضة الداخلية التي تشترك معنا للخروج من الأزمة وزيادة مناعة الوطن".
وبيَّن أنَّ "العقل المدبر هو السيد ويستخدمون الإرهاب أداة رئيسية .. أما الحل السياسي فهو أداة احتياط"، وأوضح: "في الحوار هناك ثلاثة نماذج .. الوطني والعميل والانتهازي"، مؤكدًا أن المبادرات التي تقوم بها الدولة ليست مقالات في الصحافة بل هي وقائع على الأرض، مشيرا إلى أن المعارك تحكمها أولويات القيادة والوقائع الميدانية.

وأشار الرئيس الأسد إلى أنه في بعض المناطق حمل أهلها السلاح مع الجيش وهذا كان له تأثير في حسم المعارك بسرعة وبأقل الخسائر، مشددا على أن الحرب ليست حرب القوات المسلحة فقط بل حرب كل الوطن، وأكد أن "القوات المسلحة قادرة بكل تأكيد على حماية الوطن وهي حققت إنجازات وكسرت المعايير المتعلقة بالتوازن، كما أن الوطن ليس لمن يسكن فيه أو يحمل جنسيته وجواز سفره بل لمن يدافع عنه ويحميه".

وقال الرئيس السوري، إنه "بالتوازي مع الحرب العسكرية كنا نخوض حربا إعلامية نفسية تهدف إلى تسويق وترسيخ فكرة سورية المقسمة إلى كيانات موزعة جغرافيا بين موالاة ومعارضة ومجموعات طائفية وعرقية ولم نسمع منذ بدء الحرب بنزوح المواطنين باتجاه مناطق الإرهابيين “بعد تحريرها” حسب تعابيرهم ولم نسمع عن التنوع السوري الغني في أماكن وجودهم ولا عن التجانس بين الأطياف التي تعيش في ظلهم".

وتابع: "نحن في مرحلة مصيرية لا حلول وسطا فيها يتساوى فيها التردد مع الانهزامية مع الجبن مع العمالة والخيانة، فلا تنازل عن الحقوق ولا تفريط بشبر واحد .. لن نكون عبيدا بل أسيادا مستقلين .. أسيادا على بلادنا ومقدراتنا وحقوقنا"، واستأنف: "العالم يتغير شيئا فشيئا فالدول المتمسكة بحقوقها لا بد وأن تنتصر وخير مثال على ذلك هو ما حققته الشقيقة إيران من اتفاق بعد طول صبر وعناء لكن بثبات وعزيمة وإرادة وهذا هو نهج الدول الحرة التي لا ترضى الاستعباد ولا الانقياد".

واستطرد: "الثمن غال علينا بالتأكيد لأن المخطط كبير والحرب حرب وجود .. نكون أو لا نكون .. صحيح أن عامل التدخل الخارجي كان أساسيا في إضرام نارها لكن معظمنا يعي اليوم أن العامل الداخلي هو الأهم في إطفاء هذه النار، وإننا كسوريين لن نكون قادرين على إنقاذ سورية مما يحاك لها إلا عندما يشعر كل فرد فينا بأن هذه المعركة هي معركته هو وأنه هو المعني بوطنه ومدينته وقريته ومنزله قبل الآخرين هو المعني بوحدة تراب بلده والحفاظ على العيش المشترك".

واستكمل: "انتصار سورية في حربها لن يعني فقط دحر التطرف بل يعني أن المنطقة ستستعيد استقرارها فمستقبل منطقتنا سوف يحدد وترسم ملامحه استنادا إلى مستقبل سورية، خيارنا واضح منذ اليوم الأول .. امتلاك الإرادة والثقة بالانتصار والنصر هنا ليس لفئة من السوريين على فئة أخرى بل نصر لكل السوريين على ما خطط لهم".
وشدَّد الرئيس الأسد على أنَّ "وعود الخارج لمن ما زال يعيش عليها ستبقى مجرد أوهام طالما أن هناك أبطالا في الجيش والقوات المسلحة يفدون وطنهم ويقاتلون في أحلك الظروف ويسهرون لينام السوريون ويستشهدون لتحيا سورية".

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرئيس الأسد ينتقد السياسات الغربية ويعترف بتراجع قواته وتناقص أعداد الجنود الرئيس الأسد ينتقد السياسات الغربية ويعترف بتراجع قواته وتناقص أعداد الجنود



GMT 23:10 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 17:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
 العرب اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 15:38 1970 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

مصر تكثف اتصالاتها لوقف حرب غزة وتنفي "نقل معبر رفح"
 العرب اليوم - مصر تكثف اتصالاتها لوقف حرب غزة وتنفي "نقل معبر رفح"

GMT 07:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 17:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مسلحون يهاجمون مطرانية للروم الأرثوذكس في سوريا

GMT 09:54 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 13:51 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 22:04 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 10 فلسطينيين بضربة إسرائيلية على قطاع غزة

GMT 22:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

غرق 20 مهاجرا في تحطم مركب قبالة سواحل تونس

GMT 14:42 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الصين تطلق مجموعة جديدة من الأقمار الاصطناعية إلى الفضاء

GMT 17:10 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الإسرائيلي يُطالب بإخلاء 4 مناطق في وسط غزة

GMT 20:40 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

أميركا تسجل أول إصابة بشرية شديدة بإنفلونزا الطيور

GMT 21:05 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 21 من الفصائل الموالية لتركيا في هجوم على ريف حلب

GMT 05:37 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

مصرع 20 مهاجرا جراء غرق قاربهم في ثاني مأساة خلال أسبوع

GMT 14:20 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

معارك عنيفة بالخرطوم ومباحثات أممية لحل الأزمة السودانية

GMT 10:43 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

تحقيق يكشف عن تقييد "فيسبوك" للصفحات الإخبارية الفلسطينية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab