وعد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بتقديم مساعدات للبنان بقيمة مئة وخمسين مليون اورو تتوزع على ثلاث سنوات من اجل المساعدة في استيعاب اللاجئين. وحاول طمأنة من التقاهم من المسؤولين اللبنانيين في أول يوم من زيارته للبنان، بأن "لا توطين للسوريين في لبنان بل في بلد ثالث، في تصريح لافت لم يأخذ في الاعتبار القرارات الدولية التي نصت على عودة هؤلاء وان كانت طوعية.
أما في الشأن الرئاسي فلم يحمل الرئيس هولاند معه اي مبادرة لحل أزمة انتخاب رئيس للجمهورية المستمرة منذ نحو سنتين، وصرح بانه "يتكل على اللبنانيين في دفع اي مبادرة داخلية لملء الشغور الرئاسي"، متمنيا "عودة قريبة له الى لبنان ولقاء الرئيس الجديد".
وكان الرئيس هولاند أجرى محادثات في بيروت أمس شملت رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس مجلس الوزراء تمام سلام الذي وصفه بأنه "صديق لبنان الكبير". وأبلغ هولاند من التقاهم أن وزير خارجيته جان مارك إرولت سيزور بيروت في 27 أيار/ مايو المقبل للتحضير لاجتماع مجموعة الدعم الدولية والدول المانحة للبنان.
وركزت محادثات هولاند الذي رافقه وزير الدفاع جان إيف لودريان ووزيرة الثقافة أودري أزولاي، على اتفاقات دعم الجيش اللبناني الموقعة بين لبنان وفرنسا لمكافحة الإرهاب، مشدداً على أن أمن لبنان هو أمن فرنسا وسائر دول العالم، وعلى الدعم الفرنسي للبنان في مواجهة أزمة النازحين السوريين الذين سيزور اليوم أحد مخيماتهم في البقاع، ويلتقي عائلات ستنتقل إلى فرنسا في إطار تحمل الدول الأوروبية قسطاً من عبء هذه الأزمة عن دول الجوار. وأعلن عن مساعدة لبنان بـ 50 مليون يورو لهذه السنة و100 مليون يورو للسنة المقبلة".
والتقى هولاند بري بحضور نائبه فريد مكاري ووزير الدفاع اللبناني (نائب رئيس الحكومة) سمير مقبل ونظيره الفرنسي وبعض المستشارين مدة نصف ساعة، بعدما كان بري عبّر عن أسفه لعدم استقباله في القصر الجمهوري بفعل استمرار الفراغ الرئاسي. وحيا بري دور فرنسا في قوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان منذ عام 1978 والتي اصطدمت بالإسرائيليين في بلدة حاريص، مشيراً إلى تضحياتها، فذكّر هولاند بخسارة فرنسا جنودها في لبنان عام 1983 (تفجير قاعدة دراكار بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان).
وأشار مصدر نيابي إلى أن بري طلب من هولاند مساندة طلب لبنان من الأمم المتحدة العمل على ترسيم الحدود البحرية المختلف عليها مع إسرائيل، لافتاً الرئيس الفرنسي إلى أن "تعدي إسرائيل لا يقتصر على خرق الحدود الجوية والبرية اللبنانية بل يشمل مياه البحر حيث تدعي إسرائيل أن جزءاً من المنطقة الاقتصادية الخالصة لها، بينما لدينا الإثباتات المعاكسة، وهذا النزاع يعيق استثمارنا النفط والغاز الموجودين فيها وشركة "توتال" الفرنسية من الشركات المصنفة لاستثمار هذه الثروة".
وأكد المصدر أن بري قال لهولاند إن "هذه المشكلة التي تخلقها إسرائيل قد تسبب حرباً معها وعندها سيتوحد اللبنانيون من أجل كرامتهم كما في حرب عام 2006".
وقال مصدر لبناني رسمي إن هولاند أكد اهتمامه بمصير اتفاق كان جرى توقيعه بين الجيشين اللبناني والفرنسي، في إطار المساعدات للقوات المسلحة اللبنانية، فقيل له أنه أنجز في اللجان النيابية المختصة وأحيل إلى الهيئة العامة للبرلمان. وأوضح المصدر إياه أن البحث تناول مواجهة الإرهاب، فأكد الرئيس الفرنسي أن بلاده لا تستطيع أن تتدخل مباشرة على الصعيد العسكري لمحاربة "داعش" والتنظيمات المتطرفة الأخرى، معتبراً أن هذه مهمة أبناء المنطقة وحكوماتها.
وأشار عضو هيئة مكتب المجلس النائب أحمد فتفت إلى أن التصدي للإرهاب يجب أن يترافق مع قيام الحكم العادل والديموقراطي، لمواجهة التطرف. وطالب برفع الحظر عن زيارة الفرنسيين طرابلس "لأن لا مسوغ له بعد نجاح تنفيذ الخطة الأمنية في المدينة"، فوعد هولاند بالنظر بالأمر. كما وعد بإثارة الوثائق التي تتناول العيش المشترك وحوار الأديان ورفض التطرف باسم الدين، الصادرة في "إعلان الرباط" والأزهر ومؤسسة المقاصد، خلال لقائه اليوم مع الزعماء الروحيين المسيحيين والمسلمين.
واستقبل هولاند مساء أمس رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في قصر الصنوبر، وبحثا في أوضاع لبنان والمنطقة. وكان هولاند التقى وزيرالخارجية جبران باسيل في قصر الصنوبرأيضا.
وأعلن رئيس اللقاء الديموقراطي عبر "توتير" أنه التقى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، رافقته زوجته السيدة نورا، وبحضور ابنه تيمور. وقد أرفق جنبلاط تغريدته التي كتبها باللغة الفرنسية، بصورة تجمعهم بهولاند.
أرسل تعليقك