شكّلت الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن اجتماع اطياف مختلفة سياسية وعسكرية من المعارضة السورية التي اجتمعت في الرياض الشهر الماضي، وفدها لمباحثات محتملة مع نظام الرئيس بشار الاسد، بحسب ما اعلن منسقها رياض حجاب الاربعاء.
وكرّرت الهيئة التأكيد ان المفاوضات التي تأمل الامم المتحدة عقدها خلال أيام، يجب ان تقترن برفع الحصار ووقف القصف لا سيما الغارات الروسية، رافضة ادراج اطراف جديدة على طاولة المفاوضات.
وأعلن حجاب خلال مؤتمر صحافي في العاصمة السعودية "قمنا بتسمية الوفد المفاوض، وتم الاختيار وفق معايير دقيقة", واضاف "تمت تسمية العميد اسعد الزعبي رئيساً للوفد، وجورج صبرة (رئيس المجلس الوطني السوري المعارض) نائباً له، ومحمد علوش ممثل "جيش الاسلام" (احدى ابرز الفصائل المقاتلة، والتي تحظى بنفوذ واسع في مناطق ريف دمشق) كبير المفاوضين".
وأكّد حجاب الذي شغل منصب رئيس الوزراء السوري قبل ان ينشق عن النظام، ان "المفاوضات تقتصر على من رأت الهيئة انه يمثّل وفدها فقط",وقال "نسمع ان هناك تدخلات خارجية وتحديدا تدخلات روسية ومحاولاتها لزج اطراف اخرى في وفد الهيئة"، مؤكدا ان "موقفنا واضح ولن نذهب للتفاوض اذا ما تم اضافة وفد ثالث او اشخاص".
وأعلن حجاب "عند الدخول إلى مفاوضات نريد أولاً مناخا ملائماً وأرضية ملائمة للمفاوضات. لا يمكن أن نذهب إلى التفاوض وشعبنا يموت من الجوع وتحت القصف بالأسلحة المحرمة دولياً"، وانتقد "القصف الروسي على المدارس والمواقع المأهولة بالسكان" حسب تعبيره.
ورفض وزير الخارجية السعودية عادل الجبير الثلاثاء اي ضغط خارجي على المعارضة، مؤكداً انها "هي الوحيدة التي تستطيع تحديد من يمثلها في المباحثات، واللجنة العليا المنبثقة من مؤتمر الرياض هي الجهة المعنية بتحديد من يمثلهم في المفاوضات، ولا يجوز لاي كان ان يفرض على المعارضة من سيمثلها في المباحثات".
واتى كلام الجبير غداة اعلان المتحدث باسم الامين العام للامم المتحدة فرحان حق ان المنظمة الدولية ستوجه الدعوات للمباحثات "عندما تتفق الدول التي تقود العملية حول من ستوجه لهم الدعوة من المعارضة".
واتفقت دول معنية بالنزاع السوري أبرزها الولايات المتحدة والسعودية الداعمتين للمعارضة، وروسيا وايران المؤيدتين للنظام، في فيينا في تشرين الثاني على خطوات للتوصل الى حل للازمة المستمرة منذ قرابة خمسة اعوام، تشمل جمع طرفي النزاع حول طاولة التفاوض.
وقبل عقد هذه المباحثات، جمعت السعودية في كانون الاول أطيافاً مختلفة من المعارضة السياسية والعسكرية، في مؤتمر تم التوصّل خلاله الى رؤية مشتركة للتفاوض، من ابرز بنودها اشتراط رحيل الرئيس الاسد عن السلطة مع بدء المرحلة الانتقالية, وطالبت المعارضة في حينه بخطوات ملموسة قبل المفاوضات، منها وقف القصف والحصار والافراج عن المعتقلين.
وبدأت روسيا نهاية ايلول بتنفيذ ضربات جوية في سوريا تقول انها تستهدف "الارهابيين". إلاّ ان المعارضة ودولاً مؤيدة لها، تتهم موسكو باستهداف الفصائل المسلحة "المعتدلة" ومناطق مدنية دعما لقوات النظام.
ويلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الاميركي جون كيري في زوريخ لبحث النزاعين في سورية وأوكرانيا، بحسب ما اعلنت وزارتا خارجية البلدين قبل ايام.
أرسل تعليقك