أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أنَّ إنشاء قوة عربية موحدة، أصبحت ضرورة ملحة في المرحلة الراهنة، قائلًا "إنَّ التحديات التي تواجهنا أصبحت خطيرة جدًا"، مشيرًا إلى أنَّ القوات المسلحة المصرية موجودة في المنطقة الشرقية والغربية والجنوب، وتحمي مصر وشعبها، وإذا تطلب الأمر ستحمي المنطقة العربية كلها.
وكشف السيسي أنَّ الملك الأردني عبد الله الثاني، عرض عليه إرسال قوات لمساندة مصر في حربها ضد التطرف, مبرزًا أنَّ المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات والكويت كان لهم موقف مشرف في دعم مصر في محاربة التطرف، نافيًا ما جاء في التسجيلات المسربة التي زعمت أنَّه يسيء إلى دول الخليج، مشدّدًا على أنَّه "لا يوجد أي إساءة بدرت من بحق أي دولة أو كيان أو إنسان".
وأوضح في كلمة للشعب المصري، مساء الأحد، "لم أقدر على تقديم العزاء في شهداء ليبيا إلى بعد الأخذ بثأر الشهداء"، مؤكدًا أنَّ رد فعل القوات المسلحة كان محل تقدير من كل المصريين والأشقاء العرب وبعض دول العالم.
وشدَّد على أنَّ القوات المسلحة المصرية لا توجّه أعمالًا عدائية ضد المدنيين، كاشفًا للمرة الأولى عن "عناصر متطرفة بعدد ضخم، كانت تفطر في رمضان، وتم توقيف الضربة العسكرية ضدهم؛ لوجود أطفال ونساء بينهم"، مشيدًا برد الفعل من قبل الأشقاء العرب.
وأبرز أنَّ النيابة تنظر في أحداث "الدفاع الجوي" وقضية الناشطة شيماء الصباغ، مشدّدًا على أنَّه لن يتساهل مع أي تقصير من قبل المسؤولين، موضحًا أنَّهم سيلقون جزاءهم بالقانون إذ ثبت تورطهم في أي مشكلة، مضيفًأ "كلمت النائب العام، وعزيته في وفاة قريبته، وسألته على سير التحقيقات".
ونوَّه السيسي بأنَّ مصر فيها قضاء ونيابة عامة شامخان، مؤكدًا أن حادثتي شيماء الصباغ، وإستاد الدفاع الجوي أمام النائب العام، مضيفً "كنت في لقاء مع النائب العام أوضحت له أنني لا أتدخل في أحكام القضاء الشامخ"، وتابع "النائب العام أخبرني: لن يكون معنا أحد عندما نحاسب أمام الله".
وأشار إلى أنَّه تولى المسؤولية منذ 7 أشهر في ظروف بالغة الدقة والحرج على مصر، حيث تم تجميد عضوية مصر في الاتحاد الإفريقي، فضلًا عن عدم الاعتراف بالتطور الذي حدث فيه،ا وعدم تفهم الدول للأوضاع في مصر والمنطقة والموقف الاقتصادي والأمني، ونقاط كثيرة بدأنا بها منذ 7 أشهر.
وتابع إنَّ الواقع يظهر أنه على الصعيد الإفريقي تحركت مصر ونجحت في استعادة رؤيتها في الاتحاد الإفريقي ورفع التجميد، مضيفا "زرنا الجزائر وغينيا الاستوائية والسودان وإثيوبيا وحدث تطور ايجابي وتفهم أكثر في العلاقات مع إثيوبيا ومصر استعادت مكانتها على الصعيد الإفريقي ونبدأ حقبة جديدة مع أشقائنا وهناك إجماع إفريقي بالكامل على دعم ترشيح مصر على عضوية مجلس الأمن غير الدائمة".
وبيَّن السيسي أنَّه التقى الرئيس الأميركي باراك أوباما على هامش زيارة نيويورك ودار بينهما محادثات إيجابية، مشدّدًا على أن مصر تدير علاقات توافقية مع كل دول العالم على رأسها أميركا وروسيا والصين ودول أوروبا، مستطردًا "مصر في حاجة لأن تنفتح على كل دول العالم وتتعاون معها من أجل مصلحة مصر".
ولفت إلى أنه خلال نيسان/ أبريل المقبل ستستقبل مصر الرئيس الصيني استكمالًا للعلاقات بين البلدين، منوهًا إلى أن القوات المسلحة المصرية على الحدود تهدف إلى تحقيق الأمن والاستقرار، قائلًا "الإجراءات التي ينفذها الجيش المصري في مكافحة التطرف شمال سيناء لن تنتهي إلا بعد القضاء على بؤر التطرف بالكامل، سيناء لن تعمر بالكامل إلا بعد توفر أمن واستقرار حقيقي".
وأردف السيسي على الصعيد الأوروبي، "استقبلنا رؤساء دول من قبرص وإيطاليا واليونان، وتمت زيارات إلى إيطاليا وفرنسا وسويسرا وهناك المزيد من التفهم والانفتاح وتدعيم العلاقات مع مصر"، مشيرًا إلى أنه التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتم الاتفاق على إنشاء محطة نووية للطاقة السلمية في الضبعة.
واستكمل "لأننا نحتاج إلى كل مشتقات الطاقة في المرحلة المقبلة، لاسيما أنّ الطاقة النووية ضرورة وتنوع مصادر الطاقة مهم أيضًا، بغض النظر عن التكلفة المالية التي تنتج عنها، وليس لدينا أجندة، وملتزمون باتفاقية عدم الانتشار النووي".
أرسل تعليقك