أكدت صحيفة أميركية، الاثنين، أن الجيش العراقي يخوض معارك تحرير الرمادي بمعزل عن قوات "الحشد الشعبي"، لافتة إلى أن ذلك يُعد اختبارًا مهمًّا له لتحسين صورته عقب سقوط مدينة الموصل، مشيرة إلى أن القادة العسكريين العراقيين يتوقعون تحرير الرمادي بالكامل، مع حلول نهاية العام 2015 الجاري.
وأعلنت صحيفة "واشنطن بوست The Washington Post"، الأميركية، في تقرير لها، الإثنين، أن، "مجموعة صغيرة من الجنود العراقيين جلست عند إحدى الثكنات العسكرية الصغيرة في الحافة الشمالية لمدينة الرمادي، تتنصت لحديث قيادي في تنظيم داعش عبر جهاز ووكي توكي، وهو يحاول تحشيد رجاله للمعركة"، مشيرة إلى أن "صوت القيادي الداعشي جاء عبر الأثير وهو يتحدث بلكنة مصرية، موجها اتباعه بالقول، نحن نواجه الآن بعض المعاناة، لكنه امتحان من الله لنا، ابقوا على هذا الدرب، إنه طريق الشرف والكرامة، اذهبوا وقاتلوا، فإما أن تنتصروا أو تكونوا شهداء في الجنة، قاتلوهم قاتلوهم".
وأكدت الصحيفة، أن "الجنود العراقيين، يقولون إن أغلب أحاديث تنظيم داعش التي يتم استراقها من اتصالاتهم، أصبحت تعكس الإحباط خلال الاسابيع الأخيرة، في وقت تمسك القوات العراقية بزمام المبادرة في الحرب ضد داعش وتحرز إنجازات مهمة في الرمادي، حيث تزحف نحو مركز المدينة"، مبينة أن "قادة عراقيين يتوقعون استعادة مدينة الرمادي بالكامل نهاية العام 2015 الحالي".
وأوضحت "واشنطن بوست"، أن "الجيش العراقي يخوض معركة الرمادي بمعزل عن قوات الحشد الشعبي"، عادة أن ذلك "يشكل اختباراً مهماً بالنسبة للجيش العراقي وفرصة لتحسين صورته بعد تسببه بسقوط الرمادي قبل سبعة أشهر".
ونقلت الصحيفة عن قائد عمليات الأنبار، اللواء إسماعيل المحلاوي، قوله وهو يتطلع لأعمدة الدخان المتصاعدة الناجمة عن ضربات طائرات التحالف الدولي لمواقع داعش داخل الرمادي، إن "تحرير الرمادي ينبغي أن يكون معركة الجيش العراقي فقط لاستعادة هيبته"، ويتابع كان "الجيش في السابق جيش انكسارات، وآن له أن يكون جيش التحرير".
وأعرب المحلاوي، عن أن "التقدم الذي أحرزه الجيش في الرمادي وسيطرته على موقع مقر العمليات في المدينة، وتحريره، يعد نصراً مهماً تحقق بجهود الجنود وحدهم برغم وجود الضربات الجوية الأميركية".
وعند مقر قيادة عمليات الأنبار الذي تم تحريره، وقف الرائد سعد أسري، في مكتبه القديم الذي تركه في أيار/ مايو الماضي، عند سقوط المدينة، حيث كانت بعض الملفات العسكرية مبعثرة على الأرض، وفي غرفة العمليات الرئيسة، كانت خارطة معلقة على الحائط مثبت عليها مواقع القوات العراقية قبل سقوط المدينة.
واستذكر الرائد أسري، يوم الانسحاب، وفقاً لـ"واشنطن بوست"، قائلاً "لقد كانت حالة من الرعب، وكانت هناك حالة فرار مربكة"، معرباً عن أمله أن "تتمكن القوات العراقية من تحسين أدائها بإسناد جوي من قبل التحالف الدولي، وتثبت قدرتها على مسلك الأرض بعد تحريرها".
وعدّ الرائد العراقي، أن "الضربات الجوية للتحالف أسهمت بنحو كبيرة في تقدم الجيش العراقي في الرمادي"، مشيراً إلى أن "80 بالمئة من المعركة حسمت من الجو".
وتابع أسري، أن "القوات العراقية واجهت مقاومة قليلة في الرمادي، إذ كان للضربات الجوية الدور الكبير في المعركة".
وفي الجزء الجنوبي الغربي من الرمادي، أسهمت القوات الخاصة العراقية، المعرفة باسم (الفرقة الذهبية) بـ"دور كبير في حسم المعركة ضد مسلحي داعش الاسبوع الماضي، وتحرير منطقة التأميم".
وأعلن قائد القوات الخاصة، الفريق عبد الغني الأسدي، في حديث إلى الواشنطن بوست، وهو ينظر إلى خارطة افترشها على مكتبه في بغداد، إن "عناصر الفرقة الذهبية يعرفون أحياء الرمادي وتفاصيل كل شارع أو بيت فيها"، مبيناً أن "أكثر من 600 مقاتل من الفرقة الذهبية يشاركون في تحرير الرمادي".
وأشار الأسدي، متحدثا عن دور الحشد الشعبي، إلى أن "الحشد الشعبي كان مع الجيش في جميع العمليات الأخرى، كما في بيجي وتكريت حيث اثبتوا قدراتهم لأنهم يقاتلون عن إيمان"، مستدركاً "لكن معركة الرمادي تخص الجيش العراقي، ولا يوجد أي عنصر من الحشد الشعبي فيها".
وأوضحت "واشنطن بوست"، أن "الحكومة العراقية ومسؤولين أميركيين طالبوا باشراك مقاتلين محليين من العشائر السنية فقط، ليقاتلوا إلى جنب الجيش العراقي في معركة تحرير الرمادي"، مبينة أن "إسهام تلك القوات المحلية اقتصرت حتى الآن على تواجدها عند نقاط التفتيش والمواضع الدفاعية خلف خطوط المواجهة".
ومضى اللواء المحلاوي قائلاً، بحسب الصحيفة، إن "الجيش يحتاج مشاركة رمزية من القوات المحلية ليقال إن شعب الأنبار أسهم في المعركة"، لافتاً إلى أن "القوات المحلية ستستخدم لمسك الأرض عند استعادة المدينة من داعش".
وعند أحد المواضع القتالية على بعد أميال قليلة من الرمادي، أكد النقيب محمد المحمد،(28 سنة)، وهو مقاتل من أهالي الرمادي، في حديث إلى الصحيفة، إن "المقاتلين من أهالي السنة متلهفون للمشاركة في المعركة لاستعادة بيوتهم"، وتابع أن "بيتي يقع على مسافة خمسة كيلومترات من هنا، وفي الليل اتسلق التل حيث يكون بإمكاني رؤية أضواء شوارع منطقتنا".
ويتوقع المسؤولون الأميركيون، كما أوردت الواشنطن بوست، "تواجد ما بين 250 إلى 650 مسلحا من تنظيم داعش في الرمادي، بعد قتل 350 من أقرانهم خلال الهجوم الأخير عليهم، في حين تتضارب التقديرات بشأن حجم عدد الأهالي المدنيين الذي ما يزالون عالقين في المدينة".
وأوضح قائد عمليات الأنبار، اللواء إسماعيل المحلاوي، للصحيفة، إن "قرابة 150 عائلة ما تزال متواجدة داخل الرمادي، في حين يقدر مسؤولون أمنيون عراقيون آخرون عددهم بنحو عشرة آلاف مدني".
وأعلن قائد القوات الخاصة، الفريق عبد الغني الأسدي، للصحيفة، أن "الطائرات العراقية القت منشورات تحث العوائل على مغادرة المدينة"، مستدركاً "لكن من يحاول الهروب يلقى مصير الإعدام من قبل داعش، حيث تم إعدام عائلة رفعت العلم الأبيض فوق بيتها في شارع عشرين في الرمادي".
وأضاف الأسدي، أن "داعش يعدم أي شخص يحاول الهرب من الرمادي"، مضيفاً أن "المدنيين يؤخرون تقدم القوات العراقية في الرمادي".
وبخصوص محاصرة الجيش العراقي لتنظيم "داعش" من ثلاثة محاور، كشف الأسدي، عن "قيام الجيش بمحاصرة داعش من جناح رابع، لإطباق الخناق عليه"، مؤكداً أن "مسلحي داعش باتوا عالقين داخل المدينة، وليس لديهم مجال للحصول على ذخيرة، وأن القضاء عليهم مسألة وقت فقط".
أرسل تعليقك