دمشق - نور خوام
كشفت مصادر استخباراتية غربية أن موسكو ساعدت إيران في نقل أسلحة إلى سورية مرتين يوميًا خلال الأيام العشرة الأخيرة، مؤكدة أنَّ طائرات شحن روسية نقلت الأسلحة، وأن الرحلات تشكل خرقا لقرارين صادرين من مجلس الأمن الدولي يفرضان حظرًا على تصدير الأسلحة من إيران.
وأوضحت المصادر أن الشحن المتزايد للأسلحة الإيرانية ينسقه قائد "فيلق القدس" الجنرال قاسم سليماني مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، مؤكدة أن الخطوط الجوية الإيرانية "ماهان اير" تنقل جنودا إيرانيين إلى سورية مرات عدة يوميًا من طهران إلى اللاذقية.
وأكد مسؤولان كبيران مطلعان في المنطقة، أنَّ القوات الحكومية السورية وقوات إيرانية ومقاتلين من "حزب الله" متحالفين معه يستعدون لهجوم بري على المعارضة في منطقة حلب بدعم من الضربات الجوية الروسية.
وأضافا أنَّ الهجوم سيوسع من نطاق هجوم بري شنه التحالف نفس الأسبوع الماضي ويستهدف مقاتلين من المعارضة في محافظة حماة إلى الغرب، قائلين إن آلاف الجنود الإيرانيين وصلوا للمشاركة في الهجوم البري لدعم الرئيس بشار الأسد.
ومن المرجح أن يثير هجوم كبير للحكومة في المنطقة قرب الحدود التركية غضب أنقرة العضو في حلف شمال الأطلسي والتي تدعم مسلحين يقاتلون الرئيس الأسد وعبرت بالفعل عن قلقها البالغ من الضربات الجوية الروسية التي تستهدفهم.
وفي السياق، قتل ثمانية أشخاص على الأقل الخميس، جرّاء غارات جوية استهدفت إحداها مستشفى ميدانيًا في مدينة دوما، أحد أبرز معاقل الفصائل المقاتلة في محافظة ريف دمشق، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأعلن مدير المرصد رامي عبد الرحمن، أنَّ "الطيران الحربي شن غارات عدة على مناطق في مدينة دوما في الغوطة الشرقية، ما تسبب بمقتل ثمانية مدنيين على الأقل بينهم طفلة وإصابة العشرات بجروح"، مضيفا أن "العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة".
واستهدفت إحدى هذه الغارات مستشفى ميدانيا في دوما وفق عبد الرحمن، الذي رجح أن تكون الطائرات الحربية تابعة للقوات الحكومية السورية، وتحدثت لجان التنسيق المحلية في سورية من جهتها عن "قصف طيران الأسد الحربي سوقا شعبيا" في المدينة.
وتخضع دوما في ريف دمشق منذ نحو عامين لحصار من القوات الحكومية، ما يتسبب بمعاناة السكان من نقص كبير في المواد الغذائية والأدوية، كما تتعرّض المدينة ومحيطها باستمرار للقصف.
كما قتل 34 شخصًا على الأقل، بينهم 12 طفلًا في غارات على المدينة خلال الأشهر الماضية، فضلًا عن مقتل 117 شخصا في 16 آب/ أغسطس الماضي، جراء قصف مماثل، استدعى تنديدًا دوليًا.
وتشهد سورية نزاعًا بدأ بحركة احتجاج سلمية ضد الرئيس الأسد منتصف آذار/ مارس 2011 قبل أن يتحوّل إلى حرب دامية متعددة الأطراف، تسببت بمقتل أكثر من 250 ألف شخص وبتدمير هائل في البنى التحتية بالإضافة إلى نزوح ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.
أرسل تعليقك