في عمليات قد تكون الأولى من نوعها في العراق تم تشكيل نواة عسكرية جديدة تشترك فيها جميع فصائل ومكونات العراق مهمتها حسب قول المصادر العسكرية خاصة، وهي عبارة عن مجموعة متخصصة متدربة على المهمات الخاصة تقوم بتنفيذها بشكل دقيق داخل المناطق التي تستولي عليها التنظيمات المتطرفة في الأنبار والموصل وصلاح الدين .
وأوضح مصدر عسكرية رفيع المستوى لـ"العرب اليوم " أن مجموعة من القوات الخاصة تدربت منذ عام 2014 على يد مستشارين أمريكيين في تنفيذ عمليات كبرى داخل المناطق المحتلة من قبل التنظيمات المتطرفة ،مبينًا أن المجموعة قامت بتنفيذ ما يقارب 16 عملية داخل تلك المحافظات .
وأضاف المصدر أن المجموعة الخاصة تضم نساء وخبراء وضباط وضفادع بشرية متخصصة في جميع الصنوف العسكرية ،لافتًا إلى قيام تلك المجموعة بعمليات عسكرية داخل الموصل وبـ"السلاح الأبيض" و تم نجاح جميع العمليات ومن دون إحداث خسائر بشرية .
ويروي المصدر تفاصيل إحدى العمليات التي حدثت في الموصل بالقول "تم تشكيل فريق عمل من نخبة فصيل المهمات الخاصة كما التحق بالفريق ثلاثة من النساء المتطوعات لاحتياج العملية للعنصر النسوة، فضلاً عن رسم خطة الدخول عن طريق إقليم كردستان ولكن الصعوبة كانت ليست في عملية الدخول واختراق نقاط التفتيش من قبل التنظيمات المتطرفة على الطرق و كيفية إدخال السلاح"، مبينًا أن الاتفاق جرى على إن تنفذ هذه العملية بالسلاح الأبيض.
وتمكنت المجموعة التابعة لفصيلة المهمات الخاصة من الدخول إلى المدينة بعد الاتصال بأحد المصادر في المدينة، على أنهم عائلة نازحة من تكريت وتم عمل أوراق تثبت ذلك وان العائلة ضاقت بها سبل العيش في كردستان ،وقد هيأ المصدر وهو من أهالي الموصل سبعة أطفال بشتى الأعمار للتمويه وهو تحد آخر لأن الأطفال لا يمكن الوثوق بتصرفاتهم إلا إن العناية الإلهية سهلت الأمور ويسرتها.
ويتابع المصدر روايته لعملية الموصل بالقول "تم استئجار بيت من التنظيم ذاته بمبلغ 150 ألف دينار شهريًا يعود لعائلة مسيحية تم تهجيرها قسرًا، وبعد ثلاثة أيام وبعد إن اطمأن التنظيم المتطرف بدأت ساعة الصفر بتفرق المجموعة إلى منازل أخرى غير مسكونة مع بقاء مجموعة صغيرة داخل البيت الأول".
لكن المعوقات التي كانت تواجه المجموعة هي كيفية إخفاء الأطفال واتفقت المجموعة على أنه لابد إن يتم قتل المتطرفين الذين أسكنوهم أول مرة لأنهم أمعنوا التدقيق ،وبالفعل تم وضع الخطة وتم تقسيم الفريق إلى ثلاث مجموعات وتم استدراج المتطرفين المسؤولين عن إسكانهم في البيت الأول وعددهم ثلاثة وتم قتلهم بالسلاح الأبيض.
وأشار المصدر إلى أن أفكار المجموعة اتجهت إلى ضرورة الاستعجال في تنفيذ الواجب قبل أن يكتشف المتطرفين اختفاء عناصره الثلاثة وعلى هذا الأساس تحركت المجاميع الثلاثة نحو أهداف رصدت تحركاتهم خلال ٢٤ ساعة حيث تم قتل اثنين من المتطرفين بشنقهم بعد استدراجهم لأحد البيوت بحجة المساعدة بنقل أثاث.
وتحدث المصدر عن قيام المجموعة الثانية باستدراج اثنين آخرين عن طريق إحدى نساء المجموعة بحجة إن لديها شكوى على زوجها الذي يتعاطى المخدرات يوميًا وتم قتلهم بالسلاح الأبيض.
وتابع المصدر أن عناصر المجموعة الثالثة هاجمت عجلة نوع "شوفر أوبترا"، لما يسمى "عناصر الشرطة الإسلامية" وعددهم ثلاثة حيث تم قتلهم وإحراق العجلة التابعة لهم بعد أن قامت المجموعة بغلق أحد الطرق الفرعية بعجلة نوع "دايو" برنس بحجة أنها معطلة وبعد أن توقفوا وترجل اثنان منهم تم السيطرة عليهم وذبحهم وحرق عجلتهم"، مبينًا أنه بعد هذه العملية انسحبت المجموعة بشكل منظم برفقة المصدر الدليل إلى بلدة القوش وبعدها تم سحبهم إلى الإقليم ومن ثم إلى بغداد.
وكشف مواطن من أهالي الموصل لـ"العرب اليوم " أن قيادات التنظيمات المتطرفة اجتمعت قبل أيام في أحد مقارهم قرب جامعة الموصل، ثم اختفوا بعدما أخلوا أغلب المنازل التي استخدموها مقارًا لهم، قائلين إن الموصليين استفاقوا من سباتهم، وصاروا يطالبون بالخلاص من تلك التنظيمات ، بعدما شعروا بالخطر الذي يتهدد حياتهم وحرياتهم الشخصية ومصالحهم، وأبدوا استعدادهم لمساندة الجيش في حال دخوله الموصل.
وقال أبو مصطفى إن التنظيمات المتطرفة أخذت بإعفاء النساء من ارتداء النقاب، ليتخلصوا من المنقبين "خلايا عمليات خاصة" الذين يغتالون عناصر منهم.
وأكمل أن بعض عمليات الاغتيال التي نفذت ضد عناصر المتطرفين كانت من قبل نساء ،موضحًا أنهن استغلن لبس النقاب في تنفيذ عملياتهم الخاصة ولتمويه أمام المارة والحيلولة من دون كشف شخصياتهم.
وذكر أبو مصطفى أن التنظيمات المتطرفة بدأت تتخوف من أية امرأة منقبة، وقتلوا وأصابوا بعض النساء المنقبات، مضيفا أن هناك إنباء تناقلها الموصليون تقول إن قياديي المتطرفين يريدون إعفاء النساء من ارتداء النقاب، ليتخلصوا من المنقبين الذين يغتالون عناصر منهم.
وأكد أبو مصطفى أن القصف الجوي والمدفعي مستمر على مواقع المتطرفين في قضاء تلكيف في الموصل.
وصرح الخبير في الشؤون الأمنية عبد الكريم خلف لـ"العرب اليوم "، بأن التنظيمات المتطرفة تبث الشائعات ورسائل الخوف إلى أهالي الموصل لمنعهم من مساعدة الجيش في تطهير مدينتهم.
وأضاف خلف أن أفراد التنظيم المتطرف يوهمون الموصليين بأن الجيش سينتقم منهم انتقامًا لا حدود له، وسيقوم باعتقالات على أسس طائفية، مشيرًا إلى أن المتطرفين يركزون على الجانب الإعلامي من أجل استمرار بقائهم.
لكن خلف لاحظ أن أهالي الموصل كشفوا أقاويل وكذب ذلك التنظيم في شائعاته الرامية إلى إخافة الموصليين من الجيش.
وأوضح خلف أن أهالي الموصل بدءوا بالانتفاض على التنظيمات المتطرفة وتنفيذ عمليات واغتيالات خاصة من قبلهم.
وأشار الخبير الأمني إلى أن الرافضين للتنظيمات المتطرفة في الموصل يعملون بشكل سري، بالإضافة إلى تشكيل قوات مقاومة، فهناك خلايا عمليات خاصة باشرت في عملياتها ضد المتطرفين .
من جانبه أكد رئيس إسناد أم الربيعين زهير الجلبي لـ" العرب اليوم أن منتسبي أجهزة الشرطة النازحين من الموصل إلى أربيل أعادوا تشكيل أفواجهم بإشراف من مجلس محافظة نينوى.
وامتنع الجلبي عن ذكر المنطقة التي تنتشر فيها أفواج الشرطة حاليًا، حفاظا على سرية المعلومات، مؤكدًا أن عدد منتسبي هذه الأفواج بلغ حتى ألان 7 آلاف شرطي.
وأضاف الجلبي ، أن الدعم الدولي للعراق كان له الأثر البالغ في رسم خطط عديدة لمواجهة خطر المتطرفين ومن بين هذه الخطط تشكيل أفواج أمنية من ضباط أكفاء ورجال الإنزال الجوي لمهمة خاصة من شأنها أضعاف قدرة العدو وإرباكه .
وبيّن الجلبي أن هذا الفصيل تلقى تدريبات على القتال الأعزل الحر والقتال بالسلاح الأبيض والقنص والغوص والتسلق والاتصالات، بالإضافة إلى دورات هندسية لزرع ومعالجة الألغام بكل أنواعها ولمدة ستة أشهر وفي دول مختلفة.
وأوضح رئيس إسناد أم الربيعين أن التدريب شمل أيضًا دراسة الوضع الجغرافي للمناطق المحتلة من قبل التنظيم المتطرف وفق أحدث الخرائط المسحوبة من الأقمار الصناعية.
ويجزم الجلبي بعدم فشل القوات الخاصة في العمليات التي ينفذها مبررًا ذلك إلى دراسات مستفيضة لكل الثغرات التي ممكن أن تحصل.
أرسل تعليقك