طرابلس ـ فاطمة السعداوي
استنكر المجتمع الدولي الهجمات المتطرفة التي استهدفت مركز تدريب خفر السواحل في مدينة زليتن، فيما تبنى تنظيم "داعش" في ليبيا التفجير الانتحاري الذي أوقع ستة قتلى في مدينة رأس لانوف النفطية في شرق ليبيا. كما استنكر الاتحاد الأوروبي وأميركا ودول غربية وعربية ومنظمات دولية وإقليمية التفجير، حيث أعربت الولايات المتحدة الأميركية عن إدانتها الشديدة للتفجير. فيما أكدت الممثلة السامية للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أن المحادثات التي أجرتها في وقت سابق، الجمعة مع مجلس الرئاسة الليبي كانت بناءة ومثمرة وتم خلالها التطرق إلى سبل دعم الجهود الرامية لبناء القدرات الليبية في مختلف المجالات.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية جون كيربي في بيان صحافي "إننا نعرب عن تعازينا لأسر القتلى والمصابين. وأضاف "المتطرفون الذين يمارسون العنف بما في ذلك الجماعات التابعة لـ "داعش" يهددون كل الليبيين في جميع أنحاء البلاد". كما ندد بالهجمات التي استهدفت موانئ النفط في منطقتي السدرة وراس لانوف. وتابع "مع هجماتهم على حقول النفط فإنهم يهددون موارد الشعب الليبي وعلى جميع الليبيين أن يسعوا لحماية الأجيال المقبلة".
ونوَه في إشارة إلى أن الحكومة المعترف بها دوليًا في شرق البلاد وكذلك الحكومة التي تسيطر على العاصمة طرابلس، "هذه الحوادث تؤكد مجددًا الحاجة الملحة لقادة ليبيا الجدد لإضفاء الطابع الرسمي على حكومة الوفاق الوطني على النحو المبين في الاتفاق السياسي الليبي.. هذه خطوة حيوية لمعالجة التحديات الإنسانية والاقتصادية والأمنية الخطيرة التي تواجه البلاد".
وخلص البيان إلى أن "الولايات المتحدة مستعدة لمساعدة مجلس الرئاسة الجديد وقادة ليبيين آخرين في تنفيذ الاتفاق السياسي الليبي.. ونحن ملتزمون بتقديم الدعم السياسي الكامل وكذا التقني والاقتصادي والأمني والمساعدة في مكافحة التطرف لحكومة الوحدة".
وأشار وزير الخارجية المالطي جورج فيلا إلى أن الهجوم المتطرف من غير المحتمل أن يدفع المتصارعين في ليبيا إلى تجاوز خلافاتهما.
وأدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التفجير. وقال المتحدث باسم كي مون "إن الأمين العام يدين ذلك الهجوم وكذلك أيضًا الهجمات المتواصلة من جانب التنظيم المتطرف في منشآت النفط القريبة من ميناء السدرة النفطي". كما دعا بان إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية «كأفضل حل لليبيين لكي يواجهوا التطرف بكل أشكاله».
واستنكرت الخارجية الألمانية على موقعها الإلكتروني التفجير، وذكرت "إن التفجير يؤكد على مدى أهمية توحّد الليبيين للقضاء على التطرَف". في حين قال وزير الخارجية السويدي كارل بيلدت في تغريدة له على "تويتر"، "إن المأساة مازالت مستمرة في ليبيا بالهجوم على المنشآت النفطية وتفجير زليتن". مشيرًا إلى أن الاستقرار في ليبيا يبدو بعيد المنال.
وأعرب السفير البريطاني لدى ليبيا بيتر ميليت في تغريدة له على تويتر عن استنكاره للتفجير، مشيرًا إلى أن الاعتداء يؤكد الحاجة الملحة لحكومة فعالة في ليبيا. بينما دعا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في بيان جميع الأطراف الليبية إلى نبذ الخلافات وتوحيد الصفوف من أجل الإسراع في تشكيل حكومة الوفاق الوطني الجديدة تنفيذاً لاتفاق الصخيرات. وأكد على ضرورة تضافر جهود جميع الأطراف الليبية من أجل تفويت الفرصة على التنظيمات المتطرفة التي تحاول استغلال الأوضاع الراهنة لتعطيل مسار الحل السياسي والعبث بمقدرات الشعب الليبي وثرواته الوطنية وبأمن واستقرار ليبيا ووحدتها وسيادتها وسلامة أراضيها.
وأبدى البرلمان العربي بشدة إدانته للهجمات، وأكد رئيسه أحمد الجروان في بيان «أن إهدار تلك الموارد النفطية الليبية والتي هي ملك للشعب الليبي ومؤسسات الدولة الليبية الشرعية إنما هو مجرد محاولات يائسة من التنظيم المتطرف للسيطرة على مقدرات ومستقبل الشعب الليبي».
وتم فتح المعبر الواقع في مدينة الذهيبة التابعة لولاية تطاوين جنوبي تونس، مساء الخميس وهو المعبر الثاني مع ليبيا إلى جانب المعبر الرئيسي راس الجدير بمدينة بن قردان.
وعلى صعيد آخر، أكدت الممثلة السامية للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أن المحادثات التي أجرتها في وقت سابق، الجمعة مع مجلس الرئاسة الليبي كانت بناءة ومثمرة وتم خلالها التطرق إلى سبل دعم الجهود الرامية لبناء القدرات الليبية في مختلف المجالات.
وأضافت خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبي فائز السراج في العاصمة التونسية أن الاتحاد الأوروبي تعهد بتخصيص 100 مليون يورو لدعم الحكومة بمجرد تشكلها، وأن الاتحاد مستعد لتوسيع دائرة المساعدات لليبيا تبعاً للأولويات التي يحددها المجلس الرئاسي والحكومة.
وأشارت إلى أنه تم خلال الاجتماع بحث مسألة تذليل الصعوبات التي تعترض مسار الانتقال الديمقراطي في ليبيا، مؤكدة أن التطرَف الذي يضرب في ليبيا ووصل إلى دول الاتحاد الأوروبي يستدعي تكاتف الجهود لتحقيق السلام والاستقرار في ليبيا.
وأكد فائز السراج أن اللقاء بحث مختلف مجالات الشراكة بين ليبيا والاتحاد الأوروبي والتنسيق بشكل فاعل بخصوص مواجهة المتطرف وبرنامج مراقبة الحدود وكيفية إيصال المساعدات الدولية إلى المناطق المتضررة. كما دعا الفرقاء الليبيين إلى التعالي عن الخلافات لمواجهة التطرف وبناء ليبيا موحدة، مؤكداً أن حكومته ستجعل من المصلحة الوطنية إحدى أهم أولوياتها.
وحذر وزير خارجية إيطاليا باولو جينتيلوني من «التسرع في التدخل العسكري بدعوى مواجهة الخطر التطرَفي. وقال في تصريح للإذاعة الايطالية ان التدخل العسكري الخارجي في ليبيا لن يحل الأزمة بل سيؤدي إلى المزيد من الارتباك، مشددًا على أن ليبيا ليست ساحة «لاستعراض العضلات».
وأوضح الوزير الايطالي انه في حال «لم ينجح في ترسيخ الآلية الدبلوماسية في غضون الأشهر المقبلة ستكون هناك سبل أخرى للقيام بأعمال عسكرية لاحتواء التطرَف.
أرسل تعليقك