رام الله ـ غازي مرتجى
نفى الناطق باسم الأجهزة الأمنية الفسلطينية عدنان الضميري، في اتصال هاتفي مع "العرب اليوم"، علمه بمعلومات اعتقال جهاز المخابرات العامة الفلسطيني 5 أفراد من "نواة تأسيسية" لحركة الصابرين الشيعية في بيت لحم.
ورفض مؤسس حركة الصابرين، هشام سالم، في اتصال هاتفي مع "العرب اليوم"، تأكيد أو نفي اعتقال خلية من حركته في بيت لحم، مؤكدا أن حركته تعمل في كل الأراضي الفلسطينية وهدفها مواجهة الاحتلال الإسرائيلي بالوسائل المتاحة كافة .
ولم يخف مؤسس حركة الصابرين المنشقة عن الجهاد الإسلامي هشام سالم في تقارير إعلامية سابقة، وجود عناصر تابعة لحركته في الضفة الغربية والقدس، قائلا "إنه يتلقى فعلا الدعم الكامل من الحكومة الإيرانية مثل حزب الله، لكن حركته ليست شيعية. غير أن هذا الكلام لا يبدو مصدقا بين الفلسطينيين خصوصا في قطاع غزة.
وزعم "سالم" أن "مسألة التشيع محض كذب وافتراء، ومحاولة لإثارة بعض الفتن وحرف البوصلة في مواجهة الاحتلال، لإحداث بلبلة مذهبية ليس في فلسطين فقط، بل في أوساط العالم العربي والإسلامي"، وأشار إلى أن كل ما كان يردده عبر الإعلام أو غيره بشأن كربلاء ومقتل "الحسين بن علي" ينبع من كونه داعية إسلاميا معروفا يتحدث في قضية تخص التاريخ الإسلامي.
وكشفت مصادر محلية اعتقال جهاز المخابرات العامة الفلسطيني 5 أفراد من "نواة تأسيسية" لحركة الصابرين الشيعية في بيت لحم؛ حيث أشارت المصادر إلى أن أفراد الخلية بدأوا بعملية تأسيس النواة الأولى للحركة المنشقة عن الجهاد الإسلامي في الضفة، من دون العمل عسكريا في المرحلة الجارية، واقتصارهم على نشاطات اجتماعية وتشكيل خلايا وتنظيم "المنشقين" عن الجهاد الإسلامي في كل محافظات الضفة.
وأفادت المصادر، في تصريح إلى "فلسطين اليوم"، بأن المخابرات التي يرأسها اللواء ماجد فرج والذي تنحدر أصوله من مخيم الدهيشة في بيت لحم، اعتقلت خمسة أشخاص كانوا قد بدأوا بعملية تأسيس النواة الأولى للحركة المنشقة عن الجهاد الإسلامي في الضفة، وبحسب اعترافات من تم إلقاء القبض عليهم، فقد كان الهدف من العمل تأسيس نواة لحركة "الصابرين" من دون العمل عسكريا في المرحلة الجارية، وأضافت أن بعض من توجهوا للضفة عبر معبر إيرز نقلوا أموالا إلى أفراد الخلية، كما أن هناك عمليات تبييض أموال تُجرى في المناطق التي تخضع للسيطرة الإسرائيلية من خلال "محلات الصرافة".
وأفادت تقارير إعلامية بأن عائلات المُعتقلين تشيّعوا "دخلوا المذهب الشيعي" أخيرا بسبب قربهم من حزب الله اللبناني، وهو ما لم يؤكده المصدر الأمني الخاص بـ"فلسطين اليوم"، مكتفيا بالقول إن التحقيقات بشأن نشاطات النواة المذكورة الأمنية ولا علاقة لها بالبُعد العقائدي.
الكشف عن هذه النواة جاء بعد تصريحات متتالية من الحركة المتشيعة، والتي تم تأسيسها في غزة ويرأسها هشام سالم القيادي المنشق عن الجهاد الإسلامي بأن حركته ستوسع نشاطها ليشمل الضفة والقدس، وتتلقى الحركة التي ينفي رئيسها تشيعه رسميا تمويلا سخيا من المرجعيات الدينية في إيران وحزب الله اللبناني، في ظل توقف الدعم الإيراني الرسمي "الحرس الجمهوري" لحركتي حماس والجهاد الإسلامي.
وتعاني حركة الجهاد الإسلامي التي انشق عنها "سالم" من أزمة مالية خانقة أثرّت على أذرع الحركة في الأراضي الفلسطينية وتوقف رواتب عناصرها لفترة تزيد عن ستة أشهر، ورفضتتأييد الموقف الإيراني بشكل رسمي ما يجري في اليمن وسورية والسعودية "إعدام النمر"، وتقف على الحياد في المواقف الحساسة، عكس الحركة الجديدة المنشقة عنها "الصابرين" التي أعلنت بشكل رسمي تأييدها لإيران في اليمن ورفضها لإعدام المرجعية الدينية "نمر النمر" في السعودية أخيرا، وتعادي الحركة المملكة العربية السعودية، ما سبب إحراجا لحركة حماس التي تحاول بين الفينة والأخرى فتح خط اتصال مباشر مع المملكة بدلا من إيران.
وسرب مجهولون تسجيلا صوتيا للقيادي في حركة حماس موسى أبو مرزوق يهاجم فيه الدعم الإيراني ويعتبره "كذبة"، ويعتقد مراقبون أن التسريب الأخير جاء لقطع الطريق أمام حزب الله وإيران في التقارب مع حماس ومحاولة ضمها للمحور المعادي للمملكة العربية السعودية التي شكلت تحالفا إسلاميا مؤخراً لمحاربة الإرهاب.
وأكدت قوات الأمن الفلسطينية أن تحركات سابقة ومستمرة لحزب الله وتنظيمات مختلفة لاختراق الساحة الفلسطينية في الضفة في محاولة لنقل العمليات المسلحة إلى المحافظات التي تشهد هدوءا عسكريا منذ استشهاد ياسر عرفات، وأكدت مصادر مختلفة في أجهزة الأمن أنّ المحاولات لتشكيل خلايا عسكرية كان الهدف الرئيسي منها، بحسب التحقيقات، مهاجمة قوات الأمن وتقصد المصادر أن حركة حماس حاولت تكوين خلايا مسلحة لمهاجمة السلطة وأجهزة الأمن.
أرسل تعليقك