تبدأ محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة الثلاثاء في جنيف بين الحكومة الشرعية في اليمن وجماعة الحوثيين والتي تهدف إلى إيجاد صيغة تؤدي إلى وقف الحرب وتطبيق القرار الدولي رقم 2216.
وترافق المحادثات شكوك في التزام الحوثيين بالتعهدات التي قطعوها للمبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد وباحترامهم لوقف إطلاق النار الذي كان مقررًا أن يبدأ تنفيذه في منتصف ليلة الثلاثاء.
ورحّب مجلس الوزراء السعودي الاثنين في الجلسة التي عقدها برئاسة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز، بما أعلنته قيادة التحالف لدعم الشرعية في اليمن، عن تطهير جزيرة حنيش الكبرى من الميليشيات الحوثية لإعادة فرض سلطة الحكومة الشرعية فيها، وصولًا إلى الهدف الرئيسي وهو استقرار اليمن.
وصدر عن ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، قرار بمباشرة قوات الأفواج الأمنية مهامها في حرب العصابات في المناطق الجبلية الحدودية وتخويلها صلاحيات رجال الأمن في الضبط والتوقيف والتفتيش والمطاردة وإطلاق النار، وفق الإجراءات النظامية.
وأمل أحد أعضاء الوفد الحكومي معين عبد الملك، في تصريح لوكالة "فرانس برس"، في أن يلتزم الحوثيون هذه المرة بوقف إطلاق النار بعد ارتكابهم خروقات سابقة للاتفاقات في أيار / مايو، وتموز / يوليو الماضيين، كما أكد مسؤول في مكتب الرئيس عبد ربه منصور هادي أن وقف إطلاق النار سيبدأ عند منتصف الليل وفق الاتفاق مع المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، خلال لقائه الأخير مع هادي في مدينة عدن.
وأعلن الاثنين عن مقتل قائد القوات السعودية الخاصة في عدن العقيد الركن عبد الله السهيان الخالدي، والضابط الإماراتي سلطان الكتبي خلال مشاركتهما في المعارك الدائرة لتحرير مدينة تعز، وكان الرئيس هادي منح السهيان وسام الشجاعة تقديرًا لدوره ومواقفه البطولية في قيادة المعارك في حرب اليمن.
وأفاد من رافقوا السهيان في عدن على مدار خمسة أشهر، بأنه كان دائمًا قائد العمليات وفي صفوفها الأولى، في دلالة على إقدامه وتفانيه في خدمة وطنه، وتكاتفه مع الأفراد والضباط الذين كانوا تحت إمرته، ويحرص على تفقد القوة فردًا فردًا بعد نهاية كل عملية.
وقتل عشرات الحوثيين الاثنين إثر غارات شنتها طائرات التحالف ومواجهات مع الجيش والمقاومة في تعز والضالع وحجة والحديدة، فيما توسعت رقعة المواجهات إلى محافظة ريف صنعاء، واستهدفت مقاتلات التحالف مواقع الانقلابيين في صنعاء وضواحيها، وفي الشريط الحدودي مع السعودية.
وأكد المتحدث باسم المجلس العسكري في تعز العقيد منصور الحساني، أن قوات الجيش والمقاومة الشعبية تمكنت من السيطرة على جبا ودار القبة، واقتربت من منطقة الكريف ومركز مديرية المسراخ شمالًا، مع استمرار الاشتباكات العنيفة، وتم دحر الميليشيات من منطقة دار المنار في منطقة الأقروض، وإحراق عربتين عسكريتين في منطقتي الأقروض والمسراخ، وسقوط من كان فيهما بين قتيل وجريح، وإحكام السيطرة على خط الإمداد بين الدمنة والمطالي والمسراخ، ومحاصرة الحوثيين والتضييق عليهم.
واستمرت الغارات على ساحل البحر الأحمر باتجاه مديرية الخوخة والمنطقة الواقعة بين هذه المديرية ومديرية المخا المجاورة، في حين شن طيران التحالف غارات مكثفة على مواقع الحوثيين في مديرية ضحيان في محافظة صعدة، إلى جانب عدد من المديريات على الخط الحدودي مع السعودية.
وقصفت المدفعية السعودية الاثنين مواقع في مديريات رازح وغمر وحرض اليمنية، كان يحتشد فيها مسلحون حوثيون وقوات الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، وتمت مشاهدة تعزيزات في مديرية حرض القريبة من محافظة الطوال الحدودية، وتم قصفها من طريق البحرية.
وأوضح وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي، أن الوفد الحكومي ذاهب إلى جنيف بنوايا مخلصة من أجل استعادة الدولة رغبة في تحقيق السلام.
وأصدر ولي العهد ووزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز قرارًا للأفواج الأمنية بمباشرة عمليات خاصة في المناطق الحدودية لمساندة القوات العسكرية في العمليات القتالية على الحدود، بالتزامن مع إعلان وزارة الحرس الوطني إرسالها تعزيزات عسكرية إضافية إلى منطقة نجران الحدودية، في حين تكبدت ميليشيات الحوثيين خسائر فادحة في معركة مركز المغيالة في قطاع الحرث في جيزان، عندما تصدت القوات السعودية لمحاولة تسلل جديدة، وارتفع عدد قتلى الانقلابيين إلى أكثر من 100 قتيل، و122 جريحًا.
أرسل تعليقك