دمشق - نور خوام
يعقد قادة كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيـا مؤتمرًا عبر الهاتف، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحثونه فيه على القيام بالمزيد للحد من الانتهاكات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في سورية. وتأتي هذه الخطوة وسط تصاعد لإشارات عن تورط القوات الحكوميَة السوريَة في ارتكاب أعمال عنف في ظل الهدنة المتفق عليها والتي بدأت السبت ولا تزال تخضع للتفسير من جانب كل من روسيـا والولايات المتحدة الأميركية.
ويشارك في المؤتمر عبر الهاتف والمقرر عقده الجمعة، الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند والمستشارة الألمانية آنجيلا ميركل، إضافة إلى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون. ليكون هو المؤتمر الأول لسياسيين أوروبيين منذ التوصل إلى الاتفاق على وقف إطلاق النار والذي تم التفاوض عليه الأسبوع الماضي ما بين الولايات المتحدة وروسيـا. وتؤكد الأمم المتحدة حرصها على بدء محادثات للسلام الأسبوع المقبل في جنيف ولا تزال تتحدث بتفاؤل حول التقدم في اتفاق وقف إطلاق النار، ولكن يقع عليها التزام كبير في العمل على إنجاح هذا الاتفاق.
وأكدت وزارة الخارجية البريطانية هذا الأسبوع على أن الاتفاق بشأن كيفية التعامل مع الانتهاكات لاتفاق وقف إطلاق النار لم يتم التوصل إليه. وزعم ناشط سوري بأن الخط الساخن الذي خصصته أميركا للتعامل مع التقارير حول الانتهاكات يفتقر إلى المسؤولين الذين لهم دراية بالشأن السوري ولا يملكون القوة في التعامل مع هذه المزاعم الخاصة بالانتهاكات.
وعملت كل من الولايات المتحدة الأميركية وروسيـا على تخصيص خطوط ساخنة ومواقع على الإنترنت للإبلاغ عن أية انتهاكات لوقف إطلاق النار. ولكن موقع "سورية مباشر" على الإنترنت والذي يتواصل مع الصحافيين والنشطاء داخل الأراضي السورية نشر نسخة من المحادثات ما بين ناشط سوري يبلغ بالانتهاكات لاتفاق وقف إطلاق النار ومسؤول عسكري أميركي يعمل في الخط الساخن الذي خصصته الولايات المتحدة، وظهر المتصل يجاهد من أجل النجاح في جعل ذلك الضابط المسؤول يفهم تفاصيل الانتهاكات.
وتؤمن بريطانيـا بأن هناك اتفاقًا يحرم بموجبه توجيه غاراتٍ جوية أو إطلاق نيران المدفعية من جانب الجيش السوري أو القوات الجوية الروسية على الأراضي التي تتواجد فيها المعارضة السورية المعتدلة مع جبهة النصرة. وخلال مؤتمر صحافي أقيم في نيويورك، فقد تحدث الرئيس التنفيذي لوكالة "ميرسي كوربس" نيل كيني غاير، العاملة داخل الأراضي السورية ضمن وكالات أخرى في الشؤون الإنسانية قائلًا إنه كان هناك خمسة غارات جوية مشتبه في قيام القوات الجوية الروسية والسورية بها عند مدخل مدينة حلب.
ودارت أحادث قصف وأعمال قتال منذ الإثنين، داخل وحول مدينة حلب وكذلك الطرق الرئيسية التي تعرضت للإغلاق على فتراتٍ متقطعة، بينما تم إغلاقها تمامًا الثلاثاء. وهناك تقارير إضافية حول وجود اشتباكات على بعد 15 كيلومتر من الحدود التركية عند معبر باب الهوا الحدودي، وأضاف كيني غاير أنه وعلى الرغم من التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار، إلا أن هذا الأسبوع وقعت خلاله اشتباكات وغاراتٍ جوية وقصف بواسطة المدفعية على مستوى أقل بكثير.
أرسل تعليقك