أكدت جهات إسرائيلية متعددة، الأربعاء، أنَّ خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس الأميركي، مساء الثلاثاء الماضي، زاد من عزلة إسرائيل، في حين فشل في تغيير مسار المفاوضات الغربية مع إيران بشأن برنامجها النووي.
وعقّب رئيس المعسكر الصهيوني، يتسحاق هرتسوغ، على خطاب نتنياهو أمام الكونغرس، قائلًا: "الخطاب لا يؤثر على الاتفاق، ولكن فقط يعمق الصدع والخلاف مع الولايات المتحدة، الخطاب سبَّب خسارة كبيرة وصعبة في علاقات إسرائيل مع الولايات المتحدة، وبعد التصفيق تبقى إسرائيل معزولة"، مشددًا على أنَّ "أي زعيم إسرائيلي لن يسلم بإيران نووية".
بدورها؛ ذكرت رئيس حزب "الحركة" تسيبي ليفني أنَّ "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو استخدم حاجات إسرائيل الأمنية لأغراض حزبية من خلال الخطاب الذي ألقاه أمام الكونغرس"، معتبرة أنَّ "هذا الخطاب ألحق ضررًا؛ فإسرائيل فقدت قدرتها على التأثير في قضية النووي الإيراني، خطاب نتنياهو زاد من عزلة إسرائيل، ومن واجب الزعيم معالجة المشاكل وعدم إشاعة المخاوف".
هذا وعلقت مصادر في "الليكود" على أقوال هرتسوغ، مؤكدة أنَّ رئيس "المعسكر الصهيوني" والأحزاب اليسارية أثبتت أنَّ أمن إسرائيل أقل أهمية بالنسبة لها من اعتبارات سياسية شخصية.
وذكرت هذه المصادر أنَّ "هرتسوغ يهاجم نتنياهو وسياسته بهدف الحصول على أصوات انتخابية أخرى".
افتتح نتنياهو خطابه في الكونغرس الأميركي معبّرًا عن جزيل شكره لإعطائه فرصة التحدث في هذا المكان القانوني الأهم في العالم للمرّة الثالثة، قائلًا: "أنا أعلم أنَّ أمر خطابي هذا كان قضية جدلية؛ وأنا أشعر بالأسف من أنَّ البعض ينظر له على أنه سياسة"، مؤكدًا أنَّه "لم يكن هذا مقصدي من وراء الخطاب أبدًا".
وقدّم نتنياهو شكره إلى الديمقراطيين والجمهوريين على دعمهم إسرائيل عامًا وراء عامٍ وعقدًا وراء عقدٍ.
وأشاد نتنياهو بالرئيس الأميركي بارك أوباما والمجتمع الأميركي، مضيفًا: "بغض النظر عن ماذا حدث فأنتم في جميع الأحوال تقفون مع إسرائيل"، مشيرًا إلى "الاتحاد العظيم الذي بيننا هو دائمًا فوق السياسة، ويجب أنَّ يستمر كذلك دائمًا".
وأما الشأن الإيراني فأشار نتنياهو إلى الاتفاق قيد التفاوض مع إيران، وقال: "أنا هنا في واشنطن حيث يوجد حرية وحياة، أما في إيران فيوجد كراهية وجهاد"، مشددًا على أنَّ "هناك دول كاملة تنهار في الشرق الأوسط وإيران تفعل بالضبط ما أراده مؤسسوها".
وأضاف أنَّ "إيران دخلت غزة ولبنان وسورية، وتحيط بإسرائيل وتحاول خنقها بحلقة من التطرف"، مؤكدًا على أنه "يجب أنَّ نعمل معًا لوقف حملة تطرف إيران"، معتبرًا أنَّ "إيران وقادتها يُشكلون خطرًا ليس فقط على إسرائيل والشرق الأوسط بل على العالم بأكمله".
ثم دعا نتنياهو الرئيس الأميركي لأن يطلب من إيران 3 أمور قبل توقيع الاتفاق؛ الأول وقف العدوان تجاه جيرانها في الشرق الأوسط، والثاني التوقف عن دعمها التطرف في أنحاء العالم، والثالث التوقف عن تهديد إسرائيل، الدولة اليهودية الواحدة والوحيدة.
وشدد نتنياهو على أنَّ "سنقف وحدنا أمام إيران، وليس سهلًا الوقوف أمام نظام قاتل، لكنّ نظامنا الدفاعي جيدًا"، مؤكدًا أنَّه "حافظنا على سيادتنا في دولتنا العتيقة ونستطيع الدفاع عن أنفسنا"، كما نوّه إلى أنَّ "إذا وقفت إسرائيل وحدها أمام إيران فستصمد، وأعرف جيدًا أنَّ إسرائيل ليست وحدها".
بينما علق مسؤولون مقربون من نتنياهو على حديث الرئيس أوباما بأنَّ نتنياهو لم يأتِ بجديد في خطابه أمام الكونغرس، وأضافوا أنَّ "نتنياهو قدم حلاً بديلاً مُجديًا للاتفاق النووي الذي يتم صياغته مع إيران".
وادعى المقربون أنَّ "البديل الذي قدمه نتنياهو يركز على وضع شروط لإيران يتم بموجبها إزالة العقوبات التي يمكن أن تُفرض، وإجراء تغييرات على سلوك إيران".
كما أضاف المسؤولون أنَّ "الخطوط العريضة لنتنياهو تسعى لتحسين الصفقة المقترحة، فهو لم يتجاهل أيضًا الاستمرار في تطوير الصواريخ بعيدة المدى من قِبل إيران، والتي من الممكن أنَّ تحول التهديد النووي إلى حقيقي".
ودافعت عضو الكنيست ميري ريغيف عن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بقولها: "نتنياهو وصل الثلاثاء الماضي إلى الكونغرس بالرغم من كل المعارضات، وأوضح للعالم لماذا يعتبر الاتفاق مع إيران أمرًا سيئًا".
وأشارت ريغيف، خلال برنامج صباحي إذاعي، أنَّ "نتنياهو خطب بشكل فعال ومُجدٍ".
أرسل تعليقك