أكَد مصدر مطَلع بأن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية برئاسة فائز السراج، عقد السبت، اجتماعه الثاني في تونس، لمناقشة وضع اللائحة الداخلية وآلية اتخاذ القرار داخل المجلس، مضيفًا أن الاجتماع بحث سبل تنظيم العمل الداخلي للمجلس وأولويات المرحلة المقبلة، التي من شأنها الإسراع في مشاورات تشكيل الحكومة، وإتمام الترتيبات اللازمة وفقًا للاتفاق السياسي لبدء عمل الحكومة من العاصمة.
وشدد رئيس البرلمان العربي أحمد بن محمد الجروان، على ضرورة إسراع المجتمع الدولي بتسليح الجيش الليبي لحماية الشعب وزيادة قدراته في محاربة التطرَف وفرض القانون، لتنعم ليبيا بالأمن والأمان. حيث جاء ذلك خلال اللقاء الذي جمعه بالمستشار رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح، ورئيس الحكومة المؤقتة عبد الله الثني، بالإضافة لعدد من النواب، لمناقشة التطورات في ليبيا.
وأوضح الجروان أن البرلمان العربي يدعم الشعب الليبي بما يملكه من قنوات دبلوماسية برلمانية، معربًا عن رفض البرلمان العربي فرض أجندات على الشعب الليبي تتعارض مع إرادته الحرة، ومطالبته المجتمع الدولي بإعطاء الفرصة الكاملة للقيادة السياسية في ليبيا ممثلة بالبرلمان المنتخب والمعترف به دوليًا، بحيث يكون التعامل مع الملف الليبي من خلال هذا البرلمان المنتخب، مبديًا في الوقت نفسه استعداد البرلمان العربي للمشاركة في دعم الحوار الليبي، مشددًا على أن البرلمان العربي مع التوجه في التوصل إلى اتفاق للخروج بحكومة وفاق يتفق عليها الشعب الليبي وإعطائه الفرصة لإدارة شؤونه بنفسه.
وقال المستشار عقيلة صالح إن زيارة وفد البرلمان العربي تمثل مساندة كبيرة للشعب الليبي في ظل الظروف التي يعيشها حالياً، خصوصًا وأنها تعتبر أول زيارة رسمية لمسؤول عربي بهذا المستوى، كما لفت الثني، إلى أن زيارة رئيس البرلمان العربي تعبر عن دعم الشعب العربي لإرادة الشعب الليبي لبناء دولة المؤسسات، مشددًا على أن منع تسليح الجيش الليبي يزيد من معاناة الشعب في ظل تمدد المجموعات المتطرفة.
من جهة أخرى، فشل الاتفاق على وقف إطلاق النار في إجدابيا، الذي كان من المتوقع أن يتم السبت، لأن القائمين عليه تعرضوا لإطلاق نار من مصدر مجهول.
كما أكد مصدر مطلع من مدينة درنة تسليم ثلاثة عناصر من تنظيم «داعش» المتطرف أنفسهم لما يعرف بـ «شورى مجاهدي درنة»، حيث يتمركز عناصر التنظيم في حي الـ 400 آخر أحياء المدينة من الجهة الشرقية، ومرتفعات الفتائح خارج درنة.
وذكرت مصادر ليبية مطلعة، أن زيارة مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا مارتن كوبلر، اختُتِمت في شكل سلبي للغاية، إذ اقتحم رئيس هيئة الإعلام الخارجي في «حكومة الإنقاذ» غير المعترف بها دوليًا، والتي تسيطر على طرابلس، جمال زوبية المؤتمر الصحافي الذي كان يعقده كوبلر مساء الجمعة، عقب لقاءاته مع المسؤولين في العاصمة.
وأشارت المصادر لوكالة الأنباء الليبية التابعة للحكومة المعترف بها دوليًا (المنبثقة من البرلمان الذي مقرّه طبرق)، إلى أن "زوبية قاطع مؤتــمرًا صحافــــيًا كان يعـــقــده كوبلر، وطلب منه مغادرة البلاد على الفور، ووصفه بالشخص غير المرغوب فيه".
ولفت المصدر ذاته إلى أن تصرّف زوبية أثار حفيظة أعضاء المؤتمر الوطني المنتهية ولايته ورئيسه نوري بوسهمين، فيما أُشيع أن حجة المسؤول الليبي كانت أن المؤتمر الصحافي عُقد من دون إذن منه كونه رئيس هيئة الإعلامي الخارجي.
وذُكر أن المبعوث الدولي خرج غاضبًا مع الوفد المرافق له من قاعة المؤتمر، وتوجّه مباشرة إلى المطار، واستقلّ طائرته الخاصة وغادر البلاد. حيث وصل المبعوث الأممي مارتن كوبلر، إلى طرابلس صباح الجمعة، واجتمع مع بوسهمين وعدد من الشخصيات في طرابلس، على رأسهم رئيس أركان القوات المسلّحة والمسؤولون عن أجهزة الاستخبارات التابعون للمؤتمر الوطني.
كشف رئيس لجنة الحكماء والأعيان في أجدابيا آدم القاضي، أنه من المقرر أن يُعقَد اجتماع مساء السبت، بهدف توقيع اتفاق لوقف النار داخل المدينة وتسليم المواقع الأمنية إلى مديرية أمن أجدابيا. مضيفًا "الاتفاق سيكون في حضور جمعية الهلال الأحمر ومديرية أمن أجدابيا ومجلس الأعيان والحكماء في المدينة".
وتشهد أجدابيا منذ تاريخ 17 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، عمليات عسكرية تنفذها القوات العربية الليبية المسلّحة وشباب الأحياء المساندون لها، تهدف إلى طرد الجماعات المتطرفة من المدينة الواقعة غرب بنغازي.
أرسل تعليقك