دمشق - نور خوام
أجبر المتطرفون المنتمون لتنظيم "داعش" طفلًا صغيرًا على تنفيذ عملية ذبح وحشية بحق ضابط من القوات الحكومية السورية غرب قرية "قصر الحير" في ريف حمص، بعدما تم القبض عليه على مقربة من نقطة تفتيش البصيري في أول عملية إعدام يشترك فيها طفل.
ويعتقد بأن الضابط المجني عليه والذي لم يتم الكشف عن اسمه كان يقضي خدمته في مدينة تدمر الأثرية التي استولى عليها "داعش" خلال أيار/ مايو الماضي، وقام منذ ذلك الحين بتدمير منهجي للمباني والمتاحف الأثرية التي تعود إلى آلاف السنين لاعتقادهم بأنَّها "تصرف الناس عن عبادة الله".
واستخدم "داعش" الأطفال على نحو متزايد خلال عمليات الإعدام البشعة بعدما أجبر في السابق أطفالًا لا تتجاوز أعمارهم 12 عامًا بإطلاق النار على معارضين للتنظيم المتطرف من مسافة قريبة، إلا أن استخدام طفل لتنفيذ عملية ذبح وحشية باستخدام سكين هو انحطاط أخلاقي جديد لهذا التنظيم.
وتمت مشاركة فيديو واقعة الذبح من قبل مؤيدي "داعش" على مواقع التواصل الاجتماعي، وأظهرت أنَّ طفلًا لا يتعدى العاشرة من عمره يرتدي ملابس مموهة وكاشفًا رأسه يقترب من خلف الجندي التابع للقوات الحكومية، الذي أجبر على الاستلقاء على بطنه، ومن ثم يقوم الطفل بتنفيذ عملية الذبح الوحشية باستخدام سكين صغير، بعدها يرفع رأس الضحية المقطوعة احتفالًا بما قام به.
وكان على مقربة من عملية الذبح أحد مقاتلي "داعش" البارزين والذي كان يراقب عن كثب سير الجريمة ويظهر في نهاية الفيديو وهو ينظر إلى الكاميرا ويقوم بتهديد الغرب، قائلًا إنَّ "هدفهم لا يقتصر فقط على مدينة تدمر أو ريف حمص أو دمشق وإنما هدفهم هو الوصول إلى القدس وروما".
ونشر التنظيم المتطرف، في وقت سابق من هذا الشهر، فيديو لعملية إعدام من داخل مدينة تدمر، التي تندرج ضمن المواقع التراثية العالمية لـ"اليونسك" يكشف اصطفاف جنود مأسورين في المدرج الروماني وإطلاق النار عللا رؤوسهم في مشهد اشترك فيه الصبية إلى جانب الرجال وكان الكثير منهم يرتدي زيًا عسكريًا وغطاء للرأس.
ويطلق على الأطفال المنتمين لتنظيم "داعش" اسم "أشبال الخلافة" ويتم استخدامهم بصورة متزايدة كإحدى الأدوات الترويجية الشائعة، وأول علمية تم إشراك الأطفال فيها كانت في كانون الثاني/ يناير عندما أطلق طفلان النار على أثنين من المتطرفين اللذين اعترفا بأنهما جواسيس لجهاز الاستخبارات الروسي، ومنذ ذلك الحين أعتاد "داعش" استخدام الأطفال وإشراكهم في عمليات الإعدام الوحشية.
وفي أعمال القتال الدائرة على الأراضي السورية فقد لقي 17 من القوات الحكومية حتفهم من بينهم أحد الضباط الكبار وذلك أثناء الاشتباك الذي وقع مع مقاتلي "داعش" بالقرب من مدينة تدمر.
أرسل تعليقك