تخوض القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها معارك عنيفة على أطراف مدينة تدمر وسط البادية السورية وتنظيم "داعش" يجلي عائلته الى مناطق السخنة والرقة ودير الزور, وتمكنت القوات الحكومية من التقدم والسيطرة على أجزاء واسعة من مدينة التمثيل الواقعة في شمال المدينة، بعد قصف مكثف إستهدف مواقع تنظيم "داعش" في تدمر ومحيطها، وقصف جوي رافق الإشتباكات، من قبل الطائرات الحربية الروسية والسورية، و تستمر الإشتباكات بين الطرفين في محاولة من "داعش" معاودة التقدم وإستعادة السيطرة على المناطق التي خسرها، وسط معلومات مؤكدة عن مزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين, دون التأكد من الحصيلة.
ونفذ الطيران الحربي السوري في ريف دمشق أكثر من 30 ضربة جوية على مناطق في بلدتي زبدين وبالا ومحيطهما في الغوطة الشرقية، منذ صباح اليوم", على إثر خسارته يوم أمس مقتل وجرح العشرات من جنوده, وفي المنطقة الشرقية قتل ما لا يقل عن 16 من عناصر تنظيم داعش غالبيتهم من أشبال الخلافة ومعلومات مؤكدة عن 4 آخرين، جراء استهداف سيارتين كانوا يستقلونهما، من قبل طائرات يعتقد بأنها تابعة للتحالف الدولي على الطريق الواصل بين مدينتي دير الزور والحسكة.
وأكَّدت مصادر ميدانية إلى "العرب اليوم" على أنَّ القوات السورية وصلت الى أطراف المدينة الأثرية جنوب مدينة تدمر أوقفت تقدمها بسبب تفخيخ تنظيم داعش للمدينة الأثرية وان القوات السورية سيطرت على محطة الوقوع على أطراف المدينة الأثرية من جهة الجنوب الشرقي.
وأوضحت المصادر, أنَّ القوات الحكومية أصبحت على بعد 500 م عن قلعة تدمر جنوب غرب المدينة والتي يتمركز فيها قناصة داعش ما جعلها هدفاً مباشراً للمدفعية السورية كما نفذ الطيران الحرب غارة واحدة فقط على مدينة تدمر بينما استهدفت بعشرات القذائف من المدفعية السورية ".
وكشفت مصادر خاصة من داخل مدينة تدمر عن أن التنظيم قام بنقل جميع عائلات عناصره ان كان من السوريين او الأجانب باتجاه منطقة السخنة حوالي 70 كم شمال شرق مدينة تدمر وكذلك الى محافظات دير الزور والرقة وهي مناطق تحت سيطرة تنظيم داعش وان اعدد قليلة من المدنيين ما زالوا في المدينة ".
وأَّدت مصادر خاصة من الجيش السوري على أنَّ القوات المهاجمة والتي أصبحت على مشارف القلعة في حال سيطرتها على قلعة تدمر تعتبر المدينة ساقطة عسكرية ونارياً ، ويبقى أمام مسلحي داعش فقط طريق تدمر دير الزور للهروب منه وان هذا الامر يمكن ان يحصل خلال الساعات القادمة لخرج كافة عناصر داعش تحت جنح الظلام لتصبح المدينة على سيطرة الجيش السوري عليها واستعادتها من تنظيم داعش الذي سيطر عليها في شهر أيار/مايو الماضي ".
وتعتبر المنطقة القلعة نظراً لارتفاعها تشرف بشكل كامل على مدينة تدمر ومحيطها وخاصة منطقة البيارات, وأن التقدم الكبير الذي حققته القوات الحكومية السورية وعناصر حزب الله اللبناني جاء بعد سيطرتهم صبا اليوم وامس على جبل الهيال ومثلث تدمر وجبل طار غرب المدينة، بعد اشتباكات بين الطرفين، أسفرت عن سقوط عدد غير معروف من القتلى والجرحى في صفوفهما، بعد تأمين تلك القوات بغطاءً نارياً كثيفاً لقواتها المتجهة نحو تدمر.
وبدأت القوات النظامية, حملة عسكرية كبيرة قبل شهر لاستعادة السيطرة على مدينة تدمر، بمساندة سلاح الجو الروسي، التي سيطر عليها التنظيم أواخر شهر أيار/مايو من العام الماضي.
ونقل المرصد السوري أنَّ اشتباكات عنيفة بين دارت بين قوات سورية الديمقراطية وتنظيم داعش في منطقة المالحة وبئرها النفطي في ريف دير الزور الشمالي، ما أدى إلى سيطرة قوات سورية الديمقراطية على المنطقة وبذلك تكون هذه القوات قد دخلت لأول مرة مسافة 15 كم داخل الحدود الإدارية لمحافظة دير الزور باتجاه مناطق سيطرة داعش .
وفي جنوب سورية شنّت فصائل تابعة للجيش السوري الحر اليوم حملة دهم واعتقال في مدينة جاسم الخاضعة لسيطرة المعارضة في ريف درعا الشمالي، طالت مجموعة من المقاتلين المعارضين الذين تتهمهم بالتبعية لتنظيم داعش، كما فرضت حظراً للتجوال وأغلقت مداخل ومخارج المدينة.
وأعلنت فصائل معارضة منضوية في الجبهة الجنوبية، التي تضم جميع تشكيلات الجيش الحر في جنوب سورية عددا من بلدات الريف الغربي من محافظة درعا "مناطق عسكرية حتى إشعارٍ آخر"، بهدف القضاء على مجموعات مسلحة تتهمها بالتبعية لتنظيم داعش حسب بيان نشرته على صفحاتها في موقع التواصل الاجتماعي, الـ"فيسبوك".
وأضاف البيان أن الجبهة الجنوبية تنفذ عملية عسكرية للقضاء على لواء شهداء اليرموك وحركة المثنى، في بلدات جلين والشيخ سعد والطيحة وسحم الجولان في ريف درعا الغربي، وذلك على خلفية مهاجمة الفصيلين لهذه المناطق وتحصّنهما فيها، إضافة إلى قطعهما الطرق والجسور المؤدية إليها، بحسب البيان.
ووثّق مكتب توثيق قتلى الحرب في محافظة درعا، أسماء 15 مدنياً بينهم ثلاثة أطفال، قُتلوا خلال اليومين الماضيين بسبب المواجهات بين فصائل تابعة للجيش الحر وحركة المثنى الإسلامية، في بلدة جلين الخاضعة لسيطرة الحركة بريف درعا الغربي، جرّاء إطلاق النار من قبل الرشاشات الثقيلة وسقوط عدد من قذائف الهاون على تجمعات سكنية، كما أصيب أكثر من 15 آخرين بجروح، نُقلوا إلى المشافي الميدانية لتلقي العلاج.
الجدير بالذكر أنَّ لواء شهداء اليرموك الذي تتهمه فصائل معارضة بالتبعية لتنظيم داعش، سيطر بمساندة من حركة المثنى الاسلامية قبل ثلاثة أيام على بلدتي تسيل وعابدين بريف درعا الغربي، بعد اشتباكات مع فصائل المعارضة، ومن أبرزها جبهة النصرة وحركة أحرار الشام الإسلامية إلى الشرق من درعا قصفت قوات الجيش السوري مناطق في تل اشيهب الجنوبي ومناطق أخرى في محيط قرية القصر بريف السويداء الشمالي الشرقي، والتي يسيطر عليها تنظيم داعش ، ولم ترد أنباء عن إصابات.
وقال مصدر عسكري سوري في تصريح صحافي أن " العمليات أسفرت عن تدمير آليات بعضها مزود برشاشات لإرهابيي تنظيم داعش وإعطاب عدد منها في تل أشيهب الجنوبي.
وأضاف المصدر أن العمليات أسفرت عن “تدمير سيارة للتنظيم التكفيري شمال غرب منطقة الخزان في قرية القصر”.
وتعمل وحدات الجيش العاملة في ريف السويداء الشمالي الشرقي بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية على إحباط محاولات إرهابيي “داعش” التسلل إلى التجمعات السكانية المنتشرة على أطراف البادية ومنع تهريب الأسلحة والذخيرة عبر المساحة الشاسعة للبادية السورية المفتوحة على الحدود الأردنية والعراقية.
أرسل تعليقك