أعلن وزير الشؤون البلدية والقروية السعودي رئيس اللجنة العامة للانتخابات البلدية المهندس عبد اللطيف بن عبد الملك آل الشيخ نتائج الانتخابات البلدية في دورتها الثالثة، وذلك بعد يوم واحد من يوم الاقتراع الذي تم في (1296) مركزًَا، مشيرًَا إلى أن مشاركة (702.542) ناخبًَا وناخبة بنسبة 47,4% من إجمالي المقيدين، وفاز بعضوية المجالس البلدية (2106) مرشحًَا ومرشحة.
وبهذه المناسبة رفع الوزير الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على ما لقيته العملية الانتخابية من رعاية ودعم وحرصه على نجاح العملية الانتخابية وتنفيذها وفق أعلى درجات الدقة والشفافية.
كما توجه المهندس آل الشيخ بالشكر لجميع الجهات الحكومية واللجان التي شاركت في الإعداد والتحضير للعملية الانتخابية، ولوسائل الإعلام التي بذلت جهدًَا كبيرًَا في التوعية بالعملية الانتخابية ومتابعتها في مراحلها كافة، منوها معاليه بالتفاعل الإيجابي من قبل المواطنين من ناخبين ومرشحين.
وكانت اللجان الانتخابية أعلنت، الأحد، فوز 13 امرأة على الأقل، في انتخابات المجالس البلدية التي جرت، السبت، وكانت أول عملية اقتراع تشارك فيها النساء في المملكة، التي لا تزال تفرض قيودًا صارمة عليهن، في حين عبرت ناشطات ومرشحات ومقترعات عن الفخر للمشاركة في هذه الانتخابات التي تعتبر تاريخية؛ كون المملكة البلد الوحيد في العالم الذي لا يتيح للنساء التصويت.
وفازت سالمة بنت حزاب العتيبي بمقعد في المجلس البلدي في بلدة مدركة في منطقة مكة المكرمة، بحسب نتائج أولية أعلنها رئيس اللجنة المحلية للانتخابات البلدية أسامة البار، ونقلتها وكالة الأنباء الرسمية.
وفي الرياض، فازت كل من علياء بنت مكيمن الرويلي وهدى بنت عبد الرحمن الجريسي، وجواهر بنت عثمان الصالح، بحسب الوكالة.
وفازت هنوف بن مفرح الحازمي في محافظة الجوف (شمال)، وسناء عبد اللطيف حمام ومعصومة عبد المحسن الرضا في محافظة الاحساء (جنوب شرق)، ومنى سلمان العميري وفضيلة عفنان العطوي في تبوك (شمال-غرب).
واعلنت خضراء المبارك فوزها في محافظة القطيف قائلة لوكالة "فرانس برس": "الفوز يعني لي ان هناك نافذة جديدة فتحت لي لكي احقق من خلالها المشاركة في تنمية وطني في المجال البلدي".
وأكدت ان "انتخاب امرأة يعني لي، مزيدا من الجهد للوصول للمشاركة من قبل المجتمع في تنمية الوطن، واستثمارا لكفاءات نسائية يختزنها نصف المجتمع".
وتصدر النتائج الرسمية تباعا. وسجل فوز نساء في الجنوب ايضا مع انتخاب امرأة في محافظة جازان، واثنتين احداهما لما عبدالعزيز السليمان في جدة، ثاني اكبر مدن السعودية كما نقلت وكالة الانباء السعودية عن مسؤولي انتخابات محليين.
وأعلنت الجازي الحسيني التي هزمت في الديرة قرب الرياض كما نقلت عنها قناة الاخبارية "نحن بحاجة لاكثر من تسع نساء".
وجاءت الانتخابات التي اجريت، السبت في مناطق مختلفة من البلاد، اول عملية اقتراع تشارك فيها النساء، في خطوة اعتبرت سيدات انها تمنحهن "صوتا" في بلاد لا تزال تفرض عليهن قيودا صارمة.
وشكلت هذه الانتخابات، وهي عملية الاقتراع المباشر الوحيدة في المملكة، فرصة اولى للنساء للادلاء باصواتهن.
وقبل هذه الانتخابات، كانت المملكة البلد الوحيد في العالم الذي لا يتيح للنساء التصويت. ويضاف ذلك الى سلسلة قيود تشمل منعهن من قيادة السيارات، وفرض ارتداء الحجاب والعباءة السوداء في الاماكن العامة، حيث تطبق معايير صارمة للفصل بين الجنسين.
وتنافس 6440 مرشحا في الانتخابات، بينهم اكثر من 900 مرشحة، على ثلثي المقاعد في 284 مجلسا بلديا، في حين يتم تعيين الاعضاء الباقين، ودور هذه المجالس محدود ويرتبط بشكل عام بالاهتمام بالشوارع والساحات وشؤون بلدية اخرى.
ونظرا الى انظمة الفصل بين الجنسين في الاماكن العامة، لم يتح للنساء المرشحات لقاء الناخبين الرجال بشكل مباشر، علما ان هؤلاء يشكلون غالبية الناخبين. كما شكت سيدات من ان تسجيل اسمائهن للمشاركة في عمليات الاقتراع شابته صعوبات بيروقراطية.
وبلغت نسبة النساء من الناخبين اقل من عشرة بالمئة. وبحسب احصاءات اللجان الانتخابية، بلغ عدد المسجلين للانتخاب 1,5 مليون شخص، بينهم 119 الف امرأة فقط.
وأشارت ارقام رسمية نشرتها وكالة الانباء السعودية، الى ان نسبة مشاركة النساء في الانتخابات في محافظة البهاء (جنوب غرب) فاقت 80 بالمئة، مع مشاركة 946 امرأة من اصل 1146 سجلن اسماءهن.
وبلغت نسبة المشاركة بشكل عام في هذه المحافظة المعروفة بطبيعتها الجبلية، قرابة 51,5 في المائة، بحسب الوكالة السعودية.
وأعربت مرشحات ومقترعات عن فخرهن بالمشاركة في الانتخابات.
وقالت سحر حسن نصيف لوكالة فرانس برس "حتى لو كانت امراة واحدة (فائزة)، نحن فخورات جدا بذلك".
وأوضحت الناشطة المقيمة في جدة "بصراحة، لم نكن نتوقع فوز أحد".
وغردت الناشطة في مجال حقوق الانسان نسيمة السادة عبر موقع "تويتر" الاحد "سعيدة بفوز المرشحات السعوديات في كل الوطن فهو فوز للجميع ، وقد قلت ذلك قبل شهور ستفاجئكم المرأة".
وتقدمت المتحدرة من محافظة القطيف في شرق المملكة، بترشيحها الى الانتخابات، الا ان طلبها تم رفضه من اللجنة الانتخابية. ونشرت، السبت، صورة لها من مركز انتخابي، بعد الادلاء بصوتها.
وشاركت امرأة في عملية الاقتراع، السبت، قائلة لـ"فرانس برس" انها بكت لكونها تشارك للمرة الاولى، في عملية اقتراع، كانت سابقا تراها عبر شاشات التلفزيون فقط، تمارسها نساء في دول اخرى.
وخصصت السلطات مراكز اقتراع منفصلة للرجال والنساء. وخارج تلك المخصصة للنساء، توقفت سيارات يقودها ذكور وترجلت منها نساء، قبل دخول مركز الاقتراع. وطلبت نسوة من المصورين الامتناع عن التصوير. وطلب عدد من عناصر الامن والشرطة منهم الابتعاد عن البوابة، تاركين لهم حرية التحدث الى النساء طالما لم يمانعن.
ولجأ العديد من المرشحين الى مواقع التواصل الاجتماعي لاجراء حملتهم الانتخابية، علما ان القوانين منعت رفع صور المرشحين، في اجراء طبق على المرشحين من الجنسين.
ومن القيود المفروضة على النساء في المملكة، الحصول على اذن ذكر (والد او زوج او اخ) لاغراض العمل او السفر، والوالد او الاخ في حال أردن الزواج.
وبدأت المملكة بتخفيف بعض هذه القيود في عهد العاهل الراحل الملك عبدالله بن عبد العزيز الذي اقام اول انتخابات بلدية في 2005، وتعهد باشراك النساء في دورة 2015. وسمى الملك الراحل في عهده نساء لعضوية مجلس الشورى، وذلك في سابقة في المملكة.
أرسل تعليقك