الرياض - عبد العزيز الدوسري
كشف رئيس المؤسسة العامة للخطوط الحديدية، المهندس محمد السويكت، أن مطلع العام المقبل سيشهد البدء في تنفيذ مشروع "قطار الخليج" للربط بين دول مجلس التعاون الست، فور تسلم التصميمات النهائية للمشروع بعد أسابيع واعتماد المخصصات المالية له.
وأوضح السويكت على هامش اللقاء العلمي للمشروع في جدة الثلاثاء، "سنبدأ في تنفيذ 600 كيلومتر من المشروع داخل الأراضي السعودية، بداية من البطحاء (جنوباً) حتى الخفجي (شمالاً)، وسيكون من ضمن مساره ربط المملكة في قطر عبر ميناء سلوى، وربطها مع البحرين عند جسر الملك حمد (الجديد) في منطقة شاطئ نصف القمر"، موضحاً أن "الإمارات وعمان بدأتا بالفعل في تنفيذ المشروع داخل أراضيهما".
وتوقع السويكت قيام الجهات المختصة وإدارة المشروع بعمل دراسات قياسية بعد أول عام من التشغيل، لمقارنة نسبة الحوادث في الطرق السريعة، خصوصاً بين مكة المكرمة، وجدة، والمدينة المنورة، قبل وبعد انطلاق المشروع". وأضاف أن التشغيل التجريبي بين محطتي مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، وجدة سيبدأ في كانون الأول / ديسمبر 2016، وسيعقبها التشغيل التجاري الفعلي، بين المدينة المنورة ورابغ، أو بين رابغ وجدة". وعن خطط المؤسسة العامة للخطوط الحديدية، أوضح السويكت أن "المؤسسة في المراحل الأخيرة لتحديث خطتها التوسعية، لربط جميع مدن المملكة ومناطقها، ومنها ربط جدة في جازان، والمدينة المنورة في تبوك، وحالة عمار والخرج في خميس مشيط، ومناطق المملكة الأخرى. كما أن المؤسسة في المراحل النهائية لمشروع قطار الحرمين، وربطه من محطة مكة المكرمة بمشروع الجسر البري الذي يوصل إلى الرياض، إضافة إلى ربطه بالطائف وخميس مشيط".
وأشار إلى أن المؤسسة ستزود خط الرياض – الدمام بقطارات حديثة نهاية 2015، وسترفع من سرعتها لتصبح 160 كيلومتراً في الساعة، بدلاً من 140 كيلومتراً في الساعة، وستصل
في نهاية 2016 إلى 180 كيلومتراً في الساعة، وهي السرعة القصوى لقطارات الديزل، مؤكداً أن "التوجه العام لدى المؤسسة هو استعمال القطارات الكهربائية مستقبلاً". وكشف عن دراسة لربط الدمام بالرياض عبر قطار كهربائي مزدوج، مفصول عن الخط القديم. كما سيتم الانتهاء في نهاية 2015 من ازدواج قطار ركاب بين الهفوف والرياض، بمسافة 300 كيلومتر، يفصل قطار الركاب عن البضائع.
وأوضح المدير العام لمشروع قطار الحرمين السريع، الدكتور بسام غلمان، أن مشروع قطار الحرمين حصل على براءات اختراع عدة في التنفيذ والتطبيق، خصوصاً في الطريقة الفنية التي تم بها تركيب القضبان الحديدية على خط المسار"، مشيراً إلى أن المشروع راعى في تنفيذه توفير إجراءات الأمن والسلامة، نظراً إلى عبوره وسط أربع مدن رئيسة، متجنباً الأخطاء التي وقعت في مشاريع مشابهة. وأوضح غلمان: "عادة ما يتم مد قضبان السكك الحديدية فوق فرشة من الحصى، إلا أن المشروع ابتكر طريقة فنية جديدة تنفذ لأول مرة في العالم، وحصل بها على براءة اختراع دولية، إذ أعطى المشروع الشركة الإسبانية المسؤولة عن مد القضبان مواصفات خاصة للتنفيذ، بمد صبة خرسانية على ارتفاع 35 سنتيمتراً، ومد القضبان عليها بطريقة فنية، تمنع تكدس الرمال تحت القضبان، أو انقلاب القطار، تأميناً للخطوط العابرة وسط
مناطق تشهد عواصف ورمال متحركة ناعمة". وعن نسب الإنجاز، لفت إلى أنها "وصلت
100 % في محطتي المدينة المنورة، ورابغ. فيما فاقت نسبة الإنجاز في محطة المطار الجديد 85 %، ومحطة جدة، وهي الأكبر، وتضم المراكز الرئيسة لغرف التحكم والتدريب، وصلت نسبة الإنجاز فيها إلى 98 %، وبقي السور الخارجي والتشجير ومواقف السيارات بها. وبلغ الإنجاز في مكة
95 %، وبقي التسوير وبوابات المداخل والمخارج والمواقف، ومن المتوقع الانتهاء منهما بنهاية كانون الأول / ديسمبر المقبل". وأشار إلى أن الكلفة الإجمالية في محطة مكة المكرمة بلغت 3.1 بلايين ريال، وهي الأعلى لأن حجم القطع الصخري فيها كان أكبر من البقية.
كما وصلت الكلفة الإجمالية لمحطة جدة 2.9 بليون ريال، و1.75 بليون ريال في محطة مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، ونحو 1.35 بليون ريال، لمحطة المدينة المنورة".
وأكد أن "المحطات ذات نسق تصميمي واحد من صالات للركاب، ومسجد، وأرصفة، ومحطات مستقلة للدفاع المدني، ومهابط طائرات، ومحطات كهرباء، ومواقف سيارات طويلة وقصيرة الأجل، ومحال تجارية، وصالات لكبار الزوار، ومطاعم. فيما تختلف ألوان المحطات الخارجية، ففي المدينة لون المحطة هو الأخضر، تيمناً بقبة مسجد المصطفى عليه الصلاة والسلام الخضراء، ورابغ باللون البرونزي الذي يعكس لون البرونز والنحاس، ويحاكي اللون الصناعي للمدينة الاقتصادية، ومحطة جدة باللون الوردي التي تعكس تنوع النسيج الاجتماعي، ومكة المكرمة باللون الملكي الذهبي كونها أقدس المدن قاطبة".
أرسل تعليقك