بدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار في اليمن، منتصف ليلة الاثنين 11 أبريل/نيسان، برعاية أممية تمهيدا لبدء جولة جديدة من المفاوضات بين طرفي النزاع في الـ18 من الشهر الحالي في الكويت.وأكد نائب رئيس الوزراء اليمني، عبد العزيز جباري، أن الحكومة اليمنية تأمل في أن تشمل الجولة الجديدة من المفاوضات تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 2216 القاضي بعودة مؤسسات الدولة، وتسليم الأسلحة، مشير إلى أن الاجتماع بحث كذلك الجهود السياسية والأوضاع الميدانية في اليمن.
وأعلنت قيادة التحالف العربي العاملة في اليمن بزعامة المملكة العربية السعودية التزامها بوقف إطلاق النار في البلاد "استجابة لطلب الرئيس عبد ربه منصور هادي".وجاء في بيان لـ"التحالف" نقلته وكالة الأنباء السعودية "إن قوات التحالف سوف تلتزم بوقف إطلاق النار اعتباراً من الساعة 23:59 بتاريخ 10 أبريل 2016، "مع احتفاظها بحق الرد على أي خرق لوقف إطلاق النار".
وخرقت ميليشيات الحوثي وقوات صالح الهدنة في اليمن، بعد دقائق من بدء سريانها حيث قصفت التجمعات السكنية في تعز، وأطلقت صاروخا باليستيا صوب مأرب وواصلت عملياتها العسكرية في صنعاء والبيضاء والجوف وحرض وشبوة.
وأعلنت المقاومة الشعبية الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، تسجيل 12 خرق لميليشيات المتمردين الحوثيين وقوات صالح، لاتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ اعتبارا من منتصف ليل الأحد- الإثنين،وذلك في محافظة تعز وحدها.وفي بيان عاجل نشرته على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، قالت المقاومة إن المسلحين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، قصفت خلال نصف الساعة الأولى من سريان “الهدنة” مواقع تسيطر عليها المقاومة والجيش الوطني الموالين للحكومة في مدينة تعز.وأوضح البيان أن أحياء الروضة والكمب وكلابة وثعبات، شرق مدينة تعز، تعرضت لقصف مدفعي مكثف من قبل قوات “الحوثيين-صالح”.وأفاد سكان محليون، أن انفجارات عنيفة سُمعت في مدينة تعز جراء القصف، دون أن يوردوا هم أو بيان المقاومة أنباء عن سقوط ضحايا.
وتصدت منظومة باتريوت التابعة لقوات التحالف العربي لصاروخ باليستي في سماء مدينة مأرب قادماً من صنعاء.وقالت مصادر محلية إن الصاروخ كان متجهاً إلى منشأة صافر النفطية، بغرض تدميرها بالكامل.
وأعلنت مصادر محلية في البيضاء إن مديرية ذي ناعم شهدت مواجهات عنيفة بين المقاومة الشعبية والمليشيات اﻹنقلابية في عدة مواقع بالمنطقة، وذلك بعد خرق المليشيات الانقلابية للهدنة، من خلال شنّ هجوم مباغت على مواقع المقاومة.وأكدت مصادر عسكرية في الجوف إن مليشيات الحوثي وصالح استأنفت قصف مواقع للجيش الوطني والمقاومة في بئر الهيب وبئر والوحير في منطقة الغيل، بعد اقل من ساعة على بدء الهدنة. وأشارت المصادر إلى أن الانقلابيين شنّوا كذلك هجومًا مباغتًا على مواقع للجيش الوطني والمقاومة الشعبية في مديرية المصلوب.
وسجلت العاصمة صنعاء كذلك خروقات للهدنة في ساعاتها الأولى من قبل المليشيات الانقلابية، حيث استهدفت الميليشيات قوات الشرعية في فرضة نهم.وشنّت مليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح، قصفاً مدفعياً عنيفاً، بالإضافة إلى إطلاق صواريخ الكاتيوشا، على مواقع الجيش الوطني والمقاومة شرق العاصمة صنعاء.
وشهدت جبهتا عسيلان وبيحان قصفاً عنيفاً على مواقع المقاومة الشعبية و الجيش الوطني، من قبل المتمردين، بعد دقائق من بدء سريان الهدنة. وفي حرض، أكدت مصادر ميدانية أن المليشيات الانقلابية خرقت الهدنة في ساعاتها الأولى، عبر قصف عنيف لمواقع الجيش الوطني في جبهة حرض، الحدودية مع المملكة العربية السعودية.
وردّا على الخروقات الحوثية، شنت مقاتلات التحالف العربي، فجر الاثنين ، غارات جوية على مواقع يسيطر عليها مسلحو الحوثي والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي صالح في محافظة لحج جنوبي اليمن.وقالت مصادر محلية إن مقاتلات التحالف شنت عدة غارات جوية على مواقع يسيطر عليها مسلحو الحوثي وصالح بين منطقتي الوهط وصبر الواقعة على حدود محافظة تعز.
وبحسب المصادر، فإن الغارات استهدفت المواقع التي يشن منها المتمردون قصفا مدفعيا على مواقع المقاومة بمديرية كرش شمال المحافظة.
وتأمل الأمم المتحدة فى إنجاح وقف إطلاق النار ليتزامن مع مفاوضات مزمعة فى الكويت للوصول إلى حل للصراع الذى اندلع بعد انقلاب الحوثيين على الشرعية منذ أكثر من عام. ويقود عبد الملك الحوثى الحوثيين فى اليمن حيث حمل راية التمرد دافاعا عن الزيدية وهى الأقلية التى تتركز فى شمال اليمن وتشمل ثلث السكان تقريبا، أمام دعوات التيارات السنية، خاض الحوثيون بين 2004 و2010 ست حروب مع صنعاء خصوصا فى معقلهم الجبلى فى صعدة، كما خاضوا حربا مع السعودية بين 2009 ومطلع 2010 فى أعقاب توغلهم فى أراضى المملكة. وفى يوليو 2014 شن الحوثيين هجوما كاسحا فسيطروا على معظم معاقل النفوذ للقوى التقليدية فى شمال اليمن، ثم سيطروا على صنعاء فى 21 سبتمبر مستفيدين من عدم مقاومة الجيش اليمنى لهم ومن تحالف ضمنى لكتائب فيه لا تزال موالية للرئيس السابق على عبد الله صالح. وتقدم الحوثيون إلى الغرب والشرق والوسط قبل أن يواصلوا الزحف جنوبا حيث سيطروا فى أواخر مارس 2015 على أجزاء من مدينة عدن، ثانى كبرى مدن البلاد، ما دفع بالرئيس عبد ربه منصور هادى للانتقال إلى الرياض.وفى الشهر زاتو، بدأت السعودية بقيادة تحالف عربى بشن ضربات جوية ضد الحوثيين وحلفائهم، ووفرت لقوات هادى منذ الصيف دعما ميدانيا ، ما أتاح لها استعادة خمس محافظات جنوبية، فيما تقدم إيران الدعم للحوثيين بالمال والسلاح لزعزعة استقرار اليمن. وبدت وحدات الجيش اليمنى الموالية للحكومة عاجزة عن مواجهة الحوثيين، وتعذر عليها استعادة الوضع حتى بدء التدخل العسكرى للتحالف العربى فى أواخر مارس 2015 جوا ثم برا. ووفرت السعودية والإمارات لأنصار الرئيس هادى معدات عسكرية متطورة وأرسلت آلاف الجنود للتحرك برا. وأتاح الهجوم المضاد استعادة خمس محافظات جنوبية ومضيق باب المندب الاستراتيجى، مع السعى المتواصل للتقدم نحو صنعاء. فيما يسعى عناصر الحراك الجنوبى لانفصال اليمن الجنوبى مجددا، والذى كان مستقلا قبل 1990، وهم حاليا فى الصف المضاد للتمرد الحوثى، ويشمل تيارات عدة من بينها المتشددون الذين يطالبون بالانفصال والمعتدلون الساعون إلى مزيد من الاستقلالية. ونجحت المملكة العربية السعودية وقوات التحالف العربى فى ردع الحوثيين المدعومين من إيران فى محاولاتهم الساعية لزعزعة استقرار اليمن والسيطرة على الحكم بالقوة وهو ما نجح التحالف العربى فى القضاء عليه لدعم الشرعية برئاسة الرئيس عبد ربه منصور ، ونجحت قوات التحالف منذ بدأت عملياتها العسكرية مارس 2015 فى قطع خطوط التمويل والإمداد التى تبعث بها إيران للمتمردين الحوثيين فى اليمن.
وتعهد نائب الرئيس اليمني الفريق علي محسن الأحمر ببذل السلطات الشرعية كل ما بوسعها من أجل إحلال السلام في اليمن.
وأكد- خلال لقائه أمس في مدينة الرياض- رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن السفيرة باتينا موشايت، أن الحكومة الشرعية ستبذل كل ما بوسعها من أجل إحلال السلام، ووقف نزيف الدم اليمني والأرواح التي تزهقها الميليشيا الانقلابية بشكل شبه يومي، بسبب تعمدها الانقلاب على المرجعيات ومنها المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني ورفض تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي وخاصة القرار 2216″.فيما جددت السفيرة موشايت من جانبها وقوف دول الاتحاد إلى جانب الشرعية في اليمن وبما يحقق الأمن والاستقرار لليمنيين.
وبحث الأحمر مع رئيسة بعثة الاتحاد الأوربي لدى بلاده المستجدات الميدانية وما تعانيه اليمن من آثار سلبية جراء انقلاب ميليشيا الحوثي وصالح على الشرعية.
أرسل تعليقك