تدور اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية وحلفائها من جهة، وعناصر تنظيم "الدولة الاسلامية" من جهة اخرى في محيط مدينة "القريتين" في ريف حمص الجنوبي الشرقي، وتترافق مع قصف مكثف من قبل القوات النظامية على مناطق الاشتباك ومناطق اخرى في المدينة، كما سمع دوي انفجارين عنيفين في الاطراف الغربية من مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، ناجمين عن تفجير التنظيم لعربتين مفخختين في المنطقة، في حين لا تزال أصوات إطلاق نار تسمع في شرق وشمال شرق مدينة تدمر، وسط سماع دوي انفجارات ناجمة عن تفجير قوات النظام عبوات ناسفة زرعها التنظيم في شوارع وأحياء ومواقع أخرى في المدينة، كما تستمر الاشتباكات بين عناصر التنظيم من جانب والقوات في مطار تدمر العسكري، تترافق مع غارات على مناطق في شمال جبل الطار، في محاولة من القوات السورية التقدم نحو المستودعات في المنطقة.
في هذا الوقت، تشهد أطراف مدينة "تدمر" الواقعة في ريف حمص الشرقي حالياً، عملية تطهير نهائي من مسلحي "داعش" حيث تدورمناوشات محدودة بالاسلحة الرشاشة والصاروخية بين من تبقى من عناصر تنظيم " داعش" الذين رفضوا الانسحاب من المدينة ، وبين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها، الذين تمكنوا صباح اليوم الأحد من استعادة السيطرة على كامل المدينة ومطارها.
وذكرت المعلومات الأمنية، أن أصوات الاشتباكات بالأسلحة الرشاشة والصاروخية لاتزال تسمع في شرق وشمال شرق مدينة تدمر، في حين أن غالبية عناصر التنظيم انسحبوا نحو السخنة والطيبة والكوم وحقل الهيل بريف حمص الشرقي، بناء على أوامر من قيادتهم في الرقة، فيما تسمع كذلك أصوات انفجارات ناجمة عن تفكيك ألغام من قبل القوات الحكومية ، فيما شهدت المدينة فجر اليوم كثافة نارية كبيرة من قوات النظام والطائرات الحربية السورية والروسية التي تتكفل حاليا بملاحقة عناصر التنظيم الهاربين.
وأكدت المصادر السورية مقتل أكثر من 450 من مسلحي تنظيم "داعش" خلال عملية استرجاع مدينة تدمر التاريخية التي بدأت في 7 آذار / مارس بتغطية من الطيران الروسي والذي كان له اليد الطولى في تسريع سقوط تدمر حيث استهدف على مدى الأيام الماضية ارتال آليات استقدمها التظيم من الرقة لتدعيم موقفه الميداني.
وفقدت القوات الحكومية السورية خلال معارك السيطرة على مدينة تدمر ما لا يقل عن 180 من عناصرها بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وذكرت المصادر السورية أن عناصر الهندسة بدأت على الفور بتمشيط المدينة بدقة حيث عثرت على مئات الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها تنظيم “داعش” بين الأوابد الأثرية والمنازل والبساتين المحيطة بالمدينة.
وأفادت المصادر أن الطيران السوري والروسي نفذ طلعات جوية مكثفة على فلول تنظيم “داعش” الفارة على محاور تدمر السخنة وتدمر المحطة الثالثة وتدمر توينان والرصافة الطبقة في الرقة أسفرت عن “تدمير العشرات من العربات والآليات المصفحة وسقوط عشرات القتلى بين المسلحين الفارين”.
وسارعت قيادة الجيش السوري لإصدار بيان تمت تلاوته من القاعدة الجوية الروسية في "حميميم"، أقرت فيه بدور سلاح الجو الروسي وقوات "الاصدقاء" في تحرير مدينة تدمر معتبرة أن السيطرة على تدمر يؤكد أن "الجيش السوري والأصدقاء هو القوة الوحيدة الفاعلة والقادرة على مكافحة الإرهاب واجتثاثه".
وقالت قيادة الجيش السوري "أنجزت وحداتنا العاملة على اتجاه ريف حمص الشرقي بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية وبدعم وإسناد من سلاحي الجو السوري والروسي مهامها بنجاح وأعادت الأمن والاستقرار إلى مدينة تدمر وسيطرت على الجبال والتلال الحاكمة المحيطة بالمدينة".
ورأت أن هذا الإنجاز يشكل “ضربة قاصمة لتنظيم “داعش” الإرهابي ويؤسس لانهيار كبير في معنويات مرتزقته ولبداية اندحاره وتقهقره وقاعدة ارتكاز لتوسيع العمليات العسكرية في دير الزور والرقة.
وبالسيطرة على مدينة تدمر، فإن قوات النظام لن يتبقَى أمامها للوصول إلى الحدود السورية - العراقية واستعادة السيطرة على معبر "التنف" الواصل بينها وبين العراق، سوى منطقة جبال العليانية وبلدتها واللتين تبعدان ما يزيد عن 60 كلم إلى الجنوب من تدمر، بالإضافة الى بعض حواجز التنظيم المتناثرة في البادية السورية والتي من السهل استهدافها من قبل الطائرات الروسية، وبذلك فإن القوات الحكومية تكون قد استعادت السيطرة على نحو 30 ألف كلم من البادية السورية.
وفي محافظة حمص ايضاً، قصفت القوات السورية مناطق في محيط قرية "المسعودية" و"قصر الحبار" ، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، كما استشهدت مواطنة من حي الزهراء متاثرة بجراح اصيبت بها جراء انفجار سيارة مفخخة في الحي قرب كراج السرفيس في وقت سابق، في حين سقطت اسطوانة متفجرة اطلقتها قوات النظام فجر اليوم على منطقة في قرية "تيرمعلة" بريف حمص الشمالي، ترافق مع قصف قوات النظام بقذائف الهاون على مناطق في القرية.
وفي محافظة حلب، تدور اشتباكات بين الفصائل المقاتلة والإسلامية من طرف، وتنظيم "الدولة الإسلامية" من طرف آخر، في عدة محاور بريف حلب الشمالي، ومعلومات عن تقدم للتنظيم واستعادته السيطرة على قرية "الطوقلي" التي سيطرت عليها الفصائل منذ يومين، بينما نفذت طائرات حربية عدة غارات على مناطق في قرية "جكا" الخاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة الاسلامية" بريف حلب الشمالي، دون معلومات عن إصابات.
أيضاً في محافظة حلب استمرت الى ما بعد منتصف ليل السبت - الاحد، الاشتباكات بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الاسلامية والمقاتلة من جهة اخرى في محيط ثكنة "هنانو" في مدينة حلب، وانباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، بينما قصفت القوات النظامية بعد منتصف ليل امس مناطق في احياء كرم الميسر وكرم بري وكرم الطراب بمدينة حلب، وأنباء عن إصابات جراء القصف.
وفي محافظة ادلب نفذت طائرات حربية غارتين على مناطق في بلدة ابو الظهور بريف ادلب الشرقي، ما ادى لسقوط جرحى. أما في محافظة دمشق فقد قصفت قوات النظام مناطق في اطراف حي التضامن جنوب العاصمة، دون انباء عن خسائر بشرية. وفي محافظة ريف دمشق، تستمر الاشتباكات العنيفة بين تنظيم "الدولة الاسلامية" وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من جهة اخرى في جرود "جراجير" في القلمون، وسط تقدم لجبهة النصرة واستعادتها السيطرة على عدة نقاط في المنطقة، بينما سمع دوي انفجار عنيف بين منطقتي السيدة زينت وبلدة "ببيلا" بريف دمشق الجنوبي، ناجم عن تفجير الفصائل الاسلامية لنفق في المنطقة، في حين سمع دوي انفجار آخر في مدينة "حرستا" في غوطة دمشق الشرقية، ناجم عن تفجير قوات النظام لمبنى قرب إدارة المركبات، دون معلومات حتى الآن عن وجود خسائر بشرية.
أيضاً في محافظة ادلب، اختطف مجهولون ناشطا اعلاميا في إذاعة محلية في مدينة خان شيخون بريف ادلب الجنوبي بعد منتصف ليل السبت- الاحد واقتادوه الى جهة مجهولة بحسب نشطاء من المدينة. كما قصفت القوات النظامية تجمعات لتنظيم "الدولة الاسلامية" في اطراف المدينة الصناعية بالشيخ نجار بريف حلب الشمالي، ولم ترد انباء عن اصابات، بينما قصفت قوات النظام مناطق قرب بلدة حيان بريف حلب الشمالي، دون أنباء عن إصابات. كما سقطت عدة قذائف على مناطق في بلدتي الفوعة وكفريا اللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية بريف ادلب الشرقي، ترافق مع اشتباكات متقطعة بين الفصائل الاسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من جهة، ومسلحين موالين للنظام من بلدتي كفريا والفوعة من جهة اخرى، في اطراف البلدتين، في حين خرجت مظاهرة في بلدتي الفوعة وكفريا ورفع اطفال لافتات كتب عليها "من لم يمت بالقذائف والرصاص مات بسبب نقص الدواء وقلة الغذاء" و"لا لمزيد من القتل" و"حتى رغيف الخبز اصبح حلما".
وفي محافظة درعا في الجنوب السوري، فتحت قوات النظام نيران رشاشاتها الثقيلة بعد منتصف ليل السبت- الاحد، على مناطق في بلدة اليادودة، ولم ترد انباء عن اصابات، كما ارتفع الى 6 عدد مقاتلي جيش "المعتز بالله" الذين استشهدوا جراء تفجير تنظيم "الدولة الاسلامية" لسيارة مفخخة قرب مقر لهم في بلدة طفس يوم امس.
كما قتل 3 عناصر من الفصائل الاسلامية واصيب آخرون بجراح، اثر انفجار لغم ارضي قرب مدينة "الصنمين" بريف درعا
أما في محافظة ريف دمشق، فقد استمرت الى ما بعد منتصف ليل السبت- الاحد الاشتباكات بين القوات النظامية والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الاسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من جهة اخرى في محيط بلدة "بالا" بالغوطة الشرقية، ترافق مع قصف قوات النظام على اماكن الاشتباك واماكن اخرى في منطقة المرج، كما سقط صاروخ يعتقد أنه من نوع ارض- ارض اطلقته قوات النظام على منطقة في اطراف مدينة حرستا من جهة ادارة المركبات بالغوطة الشرقية، ولم ترد معلومات عن اصابات.
وفي محافظة اللاذقية، تدور اشتباكات عنيفة بين غرفة عمليات القوات الحكومية بقيادة ضباط وجنود روس ، بالإضافة لقوات النظام والمسلحين الموالين لها، وبين الفرقة الأولى الساحلية وحركة أحرار الشام الإسلامية وأنصار الشام والفرقة الثانية الساحلية والحزب الإسلامي التركستاني وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وفصائل إسلامية ومقاتلة أخرى من طرف آخر في محاور الكبانة والتفاحية والقلعة بجبل الاكراد، وانباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين.
أرسل تعليقك