جنيف - سامي لطفي
استضافت مدينة زيوريخ السويسرية اجتماعًا لوزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف لتقرير مصير مفاوضات جنيف السويسرية المقررة، الإثنين المقبل، بين الحكومية السورية وقوات المعارضة، وسط تلويح المعارضة بالمقاطعة، وفي ظل مخاوف لدى حلفائها من إقدام الأميركيين على تقديم مزيد من التنازلات إلى الروس، (حلفاء نظام الرئيس بشار الأسد).
وقال وزير الخارجية الروسي خلال مؤتمر صحافي في زيوريخ، "نحن واثقون بأن "مفاوضات جنيف" ستبدأ خلال الأيام المقبلة، في كانون الثاني (يناير)، لكن الموعد تحدِّدُه الأمم المتحدة في النهاية". وأشار إلى أن محادثاته مع الجانب الأميركي تتعلق بوفد المعارضة إلى المفاوضات وبتحديد مَنْ هم "المتطرفون" الذين لا يمكن أن يشاركوا فيها. حيث تعتبر موسكو "جيش الإسلام" و "أحرار الشام" جماعتين "متطرفتين"، على رغم قبولهما الحل السياسي خلال مؤتمر المعارضة الموسّع الذي عُقِد في الرياض الشهر الماضي.
واتّهم المنسّق العام للهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن مؤتمر المعارضة السورية في الرياض الدكتور رياض حجاب، روسيا الأربعاء، بعرقلة مفاوضات جنيف، ملوِّحًا بتعليق المشاركة فيها إذ "لا يمكن أن نذهب إلى التفاوض وشعبنا يموت من الجوع، وتحت القصف بالأسلحة المحرَّمة دوليًا". وسمّى حجاب في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة السعودية، الوفد الرسمي المفاوض باسم المعارضة السورية وضم العميد أسعد الزعبي رئيسًا، وجورج صبرا نائبًا للرئيس، ومحمد علوش (من فصيل "جيش الإسلام") كبيرًا للمفاوضين، رافضًا في شكل حاسم مساعي موسكو لإضافة أعضاء جدد إلى وفد المعارضة التفاوضي. وتابع، "لن نقبل الذهاب للتفاوض إذا تمت إضافة وفد ثالث أو أشخاص بأي صيغة".
وشدّد على أن المعارضة لن تذهب للتفاوض إلا للتوصل إلى "إنشاء هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية، مشيرًا إلى أنه لا يكون لبشار الأسد وأركان نظامه ورموزه أي دور في هذه المرحلة الانتقالية، أو مستقبل سورية". حيث جاء كلام حجاب في وقت علمت "الحياة" في باريس من مصدر مطلع على محادثات وزيري الخارجية السعودي عادل الجبير والفرنسي لوران فابيوس في الرياض، أن الجانبين قلقان من "تنازلات" يمكن أن يقدّمها الوزير كيري إلى نظيره لافروف في محادثاتهما عن سورية، تحديدًا في شأن توسيع وفد المعارضة.
وأكد الجانبان، وفق مصادر مطلعة، تمسُّكهما بمبادئهما المعروفة في شأن هدف مفاوضات جنيف (هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات)، وأن المفاوضات يجب أن تقتصر على وفد من النظام وآخر من الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة من مؤتمر الرياض. وقالت المصادر أن لا مانع لدى الجانبين السعودي والفرنسي من أن تكون هناك أسماء إضافية لمعارضين "يمكن أن تتم استشارتهم" خلال مفاوضات جنيف، لكن "المفاوضين هم لائحة الأسماء الـ١٥ التي اتفقت عليها الهيئة العليا".
ولفتت إلى أن الجانبين يتخوّفان من ليونة أميركية حول أفكار روسية في شأن المرحلة الانتقالية التي يعتبر الروس أنها ستستغرق أكثر من ١٠ شهور. وتابعت المصادر أن الرياض وباريس تتفهمان احتمال حصول تسوية تعطي بشار الأسد أشهرًا قليلة يبقى خلالها من دون سلطات، على طريقة الملكة البريطانية، ولكن "ينبغي تحديد الفترة التي يجب أن تكون قصيرة".
ودعت باريس وواشنطن الأربعاء، موسكو إلى تركيز ضرباتها العسكرية في سورية على مواقع تنظيم "داعش" والكف عن استهداف مجموعات المعارضة. ورأى وزيرا الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان والأميركي آشتون كارتر، خلال مؤتمر صحافي في باريس أعقَبَ اجتماعًا للدول السبع التي تشكّل التحالف ضد "داعش"، أن الاستراتيجية التي يعتمدها الروس في سورية "سيئة".
وتابع كارتر، "طالما لم يتغيّر الأمر لن تكون هناك قاعدة مشتركة للتعاون" معهم. وذكر أن التحالف يريد تدمير "داعش" وأن الدول الـ٢٦ التي تشارك في الحرب على التنظيم ستجتمع الشهر المقبل في بروكسيل.
وبيَن وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون الذي شارك في اجتماع باريس إلى جانب نظرائه الإيطالي والهولندي والأسترالي، في حديث إلى صحيفة "لو فيغارو"، أن "الحرب على داعش حققت تقدمًا بعد تحرير سنجار والرمادي، وأنه ينبغي تسريع الوتيرة وتكثيف الضربات لضرب رأس الأفعى".
أرسل تعليقك