تمضي في العاصمة المصرية القاهرة 72 ساعة في يومي الانتخابات البرلمانية ، تنظر فجرا الى النيل من الطابق الـ 11 من فندق سوفيتيل الجزيرة (شيراتون الجزيرة سابقا) فتشاهد ضبابا جميلا يلف الشوارع المصرية وقد اتسمت بالهدوء والسكينة.
يلح عليك مستضيفك ألا تخسر سحر النيل في الصباح عندما تجاوره حول طاولة الافطار، فيتغير طعم الفول والطعمية بشكل لا تستطيع المقاومة.
تستفسر عن الاجواء الانتخابية من زملاء يغطون المراكز الانتخابية، فيجمعون من دون مبالغة ان "المصريين يشعرون الان بالاطمئنان وانهم عملوا اللي عليهم..."، ولهذا فإن نسب المشاركة في الانتخابات تختلف عن مرحلة الصراع مع القوى الاخرى.
سياسيون ومراقبون يرون ان المصريين توجهوا خلال السنوات الاخيرة الى صناديق الاقتراع اكثر من ثماني مرات، وهذه شكلت ارهاقا للدولة والناخب.
لكن برلماني فلسطيني من وزن بلال قاسم عضو اللجنة السياسية في المجلس الوطني الفلسطيني وأحد مراقبي الانتخابات المصرية يؤكد من خلال مشاهداته المباشرة، ان الانتخابات جيدة، والاقبال عليها مقبول، وان العملية الانتخابية تمت بشفافية ومن دون تدخلات من اي اطراف رسمية.
في مصر التي خف الصخب كثيرا من شوارعها، وبدأت على ملامح شعبها الهدوء وانتظار المقبل من الايام، تلتقط سمات السكينة من خلال مراقبة وجوه الناس والابتسامة التي يستقبلك بها كل من تتحدث اليه.
كاعلامي محب لمصر ونظامها السياسي، يقرأ ما بين السطور، تلتقط ان مصر مقبلة على مرحلة سياسية جديدة، مختلفة تماما عما يروج لها الاعلام المعادي لنظام الرئيس عبدالفتاح السيسي، بحيث تقع مصالحة سياسية ومجتمعية ضرورية كما يسميها سكرتير نقابة الصحفيين المصريين والاعلامي المعروف كارم محمود.
ملامح المرحلة تنبىء عن هدنة غير معلنة، قد تكون غير خاضعة لحوار وتفاهمات حتى الان بين النظام المصري والتنظيم العالمي للاخوان المسلمين حيث صنفت الجماعة في مصر منظمة ارهابية، لكن هذه الملامح تأتي على شكل مجسات للنبض.
ابرز هذه الملامح فترة الهدوء الطويلة التي تتجاوز اربعة اشهر لم تشهد فيها المدن المصرية والعاصمة تحديدا اية عملية تخريب وفوضى وتفجير من قبل عناصر الجماعة، يترافق مع ذلك من الطرف الاخر، بطء وتيرة المحاكمات بحق قيادات الجماعة، على عكس المراحل السابقة، وتأخير الوصول في احكام الاعدام الى مراحلها النهائية.
من هنا يمكن قراءة الاتهام الذي اعلنت عنه المنسقة العامة لقائمة "التحالف الجمهوري للقوى الاجتماعية" البرلمانية بقطاع القاهرة المستشارة تهاني الجبالي، حول أعضاء قائمة "في حب مصر" بـ"التواطؤ مع جماعة الإخوان المسلمين، وعقدت اتفاقات سرية مع الجماعة لحشد التصويت لها في الانتخابات البرلمانية وأنه تم رصد نتائج هذا الاتفاق في العملية الانتخابية".
وأعلنت الجبالي في مؤتمر صحافي "أن اللواء سامح سيف اليزل وأسامة هيكل عضوي قائمة في حب مصر "قد سافرا إلي الكويت لمقابلة بعض قيادات الجماعة، لإتمام صفقة إعادة الإخوان للحياة السياسية" – على حد قولها.
وقالت الجبالي "إنهما التقيا عزمي عبدالفتاح منسق تنظيم الجماعة بالكويت، ومحمود صبري ممول التنظيم في الكويت، واتفقا على صفقة تقضي بنزول عناصر الإخوان للتصويت لمصلحة القائمة في الكويت والسعودية وبعض الدول الأوروبية".
قائمة "في حب مصر" التي يروج بانها القائمة الاقرب الى عقل الدولة المصرية، وحصدت اعلى النتائج وتسعى لتشكيل تحالف برلماني سياسي كبير تحت قبة مجلس النواب يكون ظهيرا للدولة المصرية، ويضم احزابا اخرى مثل الوفد ومستقبل وطن، نفت ما سمته مزاعم الجبالي، وهددت أن هذه الادعاءات "تحمل آثارا قانونية على من تدعيه".
تشكيل التحالف البرلماني السياسي المتوقع تحت قبة البرلمان المصري قد يكون بديلا عما طالب به سياسيون واعلاميون قريبون من النظام المصري بضرورة اجراء تعديلات دستورية تمنح الرئيس صلاحيات اوسع، او تأسيس حزب يكون بمثابة الذراع السياسية للرئيس.
وفق تعديلات قانون تقسيم الدوائر الانتخابية المصرية يوجد 205 دوائر للانتخاب بالنظام الفردي و4 دوائر للانتخاب بنظام القوائم المغلقة المطلقة ، وعدد المقاعد المخصصة للنظام الفردي 448 مقعدًا إضافة إلى 120 مقعدًا لنظام القوائم
أرسل تعليقك