عدن ـ عبدالغني يحيى
أصدر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، الإثنين، قرارات جمهورية بتعيين العميد عيدروس الزبيدي محافظاً لعدن، وشلال شائع مديرًا لأمن محافظة عدن، ومحمد مساعد قاسم وكيلاً لمصلحة الأحوال المدينة والسجل المدني، فيما أعلنت جامعة حضرموت، كبرى جامعات محافظة حضرموت شرقي اليمن، تأجيل بدء الدراسة للعام الجامعي 2015/2016م، بعد لقاء ضم قيادة الجامعة وقيادات من تنظيم "القاعدة"، المسيطر على مدينة المكلا عاصمة المحافظة، منذ نيسان/ أبريل الماضي، والتي فرضت منع الاختلاط في كليات الجامعة المختلفة.
وتأتي هذه القرارات بعد حادثة اغتيال محافظ عدن، اللواء جعفر سعد، صباح الأحد، باستهداف سيارة مفخخة لموكبه، أدت إلى مقتله وعدد من مرافقيه.
ولقِيت قرارات الرئيس هادي ترحيبًا واسعًا من أهالي مدينة عدن، خاصة أن العميد عيدروس قاسم الزبيدي يمتلك شعبية كبيرة، بعد ظهوره كأحد القيادات الجنوبية التي صمدت في الحرب ضد الحوثيين في عدن، وأسهمت في طرد مليشياتهم إلى غير رجعة.
وجاء تعيين العميد الزبيدي بعد حملة شعبية واسعة، في ظل الوضع الأمني الصعب الذي تشهده العاصمة عدن.
ويُذكر أن عيدروس الزبيدي كان من منتسبي الجيش الجنوبي قبل الوحدة، وسُرّح قسريًّا كغيره من آلاف الضباط والجنود في الجيش الجنوبي بعد حرب 94م.
وأوضح مسؤول رفيع في جامعة حضرموت، طلب عدم ذكر اسمه، أن "القاعدة" طلبت بدء العام الجامعي من دون اختلاط، وفصل الطلاب عن الطالبات، مشيرًا إلى أن قيادة الجامعة أصدرت قرارًا بتأجيل بدء العام الجامعي 2015 - 2016م، حتى تتم معالجة الظروف المعيقة لبدء الدراسة، في ظل مخاوف واضحة على حياة الطلاب من تهديدات "القاعدة في حال لم يتم تنفيذ مطالبها بمنع الاختلاط.
وأعلن المسؤول الرفيع في الجامعة إلى أن تلك التهديدات من "القاعدة" أحد أبرز الأسباب، إضافة إلى أسباب أخرى تحول دون استمرار الدراسة في الجامعة، وفي مقدمتها تنصل الحكومة الشرعية في الرياض عن مسؤوليتها في معالجة الظروف المالية والأكاديمية المتفاقمة، في ظل عدم رد الجهات المعنية على مخاطباتِ رئاسة الجامعة، التي حذرت من انهيار متوقع للجامعة بسبب ظروفها المالية الصعبة، بالإضافة إلى الصعوبات الأكاديمية المتراكمة الخاصة باستقدام الأساتذة غير اليمنيين خلال الظروف الحالية، وانصراف عدد غير يسير من الأساتذة اليمنيين إلى التقاعد.
وأشار إلى أن رئاسة الجامعة ستستمر في التواصل مع الجهات المعنيَّة؛ لتتحمل مسؤوليتها في إزالة الأسباب التي دعت المجلس الجامعة إلى اتخاذ قرار التأجيل.
وتجدر الإشارة إلى أن تنظيم "القاعدة" فرض نفسه حاكمًا ومديرًا لشؤون مدن ساحل حضرموت منذ سقوطها في يده، ليلة الثاني من نيسان/ أبريل الماضي، في ظل الفراغ الأمني والسلطوي الذي شهدته تلك المدن، بعد هروب كل الأجهزة الأمنية والعسكرية، بعد سقوطها في يد "القاعدة"، التي سيطرت على جميع المعسكرات، وأخلت ما فيها من أسلحة إلى مواقع مجهولة.
أرسل تعليقك