يشهد حزب "المؤتمر الشعبي" الذي يتزعّمه الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، صراعات متفاقمة، لا سيما بعدما أقدم جناح صالح على تجميد عضوية قيادات الحزب الموالية للحكومة الشرعية التي عقدت اجتماعًا في الرياض الأربعاء، وقررت عزل صالح من رئاسة الحزب، وإحالته على الهيئة الرقابية وتنصيب الرئيس عبدربه منصور هادي خلفًا له.
وأكدت "المقاومة الشعبية" في تعز الأربعاء، مقتل 30 مسلحًا حوثيًا، في مواجهات ضارية شهدتها جبهات القتال في المدينة، وقصف مسلحو جماعة الحوثيين والقوات الموالية لهم عددًا من أحياء المدينة، ما أدى إلى سقوط عشرات من المدنيين بين قتيل وجريح.
وشنت طائرات التحالف ظهر الأربعاء غارات على مواقع في محافظة تعز، وقصفت قصر الشعب بغارتين أدتا إلى تدميره بالكامل، وإلى تدمير دبابة كانت ميليشيا الحوثيين تستخدمها في قصف المدينة. وكان الحوثيون حفروا أنفاقًا تحت القصر وأقاموا متاريس لحمايتهم من الغارات.
وكشفت مصادر قريبة من هادي أنه يعتزم خلال الأيام القليلة المقبلة العودة إلى عدن، مع نائبه رئيس الحكومة خالد بحاح وجميع الوزراء لمزاولة نشاطهم الرسمي من المدينة المحررة.
وصرَّح القيادي في المقاومة الشيخ صالح بن فريد العولقي، بأنه تم الانتهاء الأربعاء من إعداد قوائم بأسماء 6 آلاف مجند، سيشكلون قوام القوة الأمنية التي ستتولى تأمين المدينة بعد دمجهم في قوات الأمن العام، وسيبدأ تدريب هذه القوة بإشراف قيادة التحالف خلال الأيام المقبلة.
وفي إطار الوضع الأمني في عدن، أفادت مصادر مطلعة بأن عناصر من "القاعدة" يعززون انتشارهم في أحياء المدينةـ لافتين إلى أنَّ الراية السوداء للتنظيم ترفرف فوق مبنى الشرطة في التواهي، أحد أكبر أحياء عدن، فيما يقود رجال ملتحون سيارات رباعية الدفع تجوب المدينة، رافعة هذه الراية.
وأوضح قائد الشرطة في عدن محمد مساعد، أنَّ عناصرها "يتعاونون مع الإخوة في المقاومة لحل مشكلات الأمن وإعادة مراكز الأمن للعمل، ما يشكل تحديًا كبيرًا".
وذكر مسؤول أمني أن مسلحين متطرفين "ينشطون أيضًا في أحياء أخرى من عدن مثل كريتر وخور مكسر والبريقة حيث يتعاظم حضورهم يومًا بعد يوم"، وأعرب عن خشيته من أن "تصبح المدينة تحت سيطرة هؤلاء في شكل كامل، في ظل استمرار غياب الدولة".
من جهة أخرى قطع مسلحون من المقاومة في محافظة أبين (شرق عدن) أمس الطريق الرئيس بين عدن وحضرموت، ومنعوا موظفي الحكومة من دخول مدينة زنجبار عاصمة أبين، احتجاجًا على "عدم دفع رواتبهم وعدم إعادة خدمات الماء والكهرباء إلى مناطق المحافظة".
وتواصل قوات الجيش الموالي للحكومة اليمنية وقوات التحالف عملياتها قرب ميناء المخا، غرب تعز، في مساع للسيطرة على الميناء. كما تواصل تقدُّمها في محافظة الجوف غرب مأرب في اتجاه معاقل الحوثيين، استعدادًا لبدء معركة تحرير المحافظة.
وعلى الرغم من إعلان الجماعة موافقتها على تنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 2216، واستعدادها لمفاوضات مباشرة مع الحكومة الشرعية نهاية الشهر، إلا أنها تتمسك ببسط سيطرتها على مؤسسات الدولة، وأصدرت قرارًا بتعيين رئيس لمجلس القضاء الأعلى موالٍ لها.
وشنت طائرات التحالف أمس غارات على مدينتي حرض وحجة الحدوديتين، شرقي محافظة الطوال السعودية، استهدفت تجمعات عسكرية تابعة للحوثيين وصالح. وقصفت المدفعية السعودية عددًا من الأهداف الثابتة في منطقة رازح في محافظة صعدة، وتمكنت القوات السعودية من صد محاولات فاشلة للتسلل إلى داخل الحدود السعودية.
أرسل تعليقك