أدَّى الرئيس البرازيلي اللبناني الأصل ميشال تامر، اليمين الدستورية كرئيس للبلاد خلفًا للرئيسة السابقة ديلما روسيف التي عزلها مجلس الشيوخ الاربعاء، في جلسة خصصت لمحاسبتها بتهمة إخفاء معلومات حول الحسابات العامة.
وأقسم تامر وهو من "حزب الحركة الديموقراطية" البرازيلية، بالحفاظ على الدستور البرازيلي أمام مجلس الشيوخ ليتسلم بذلك رئاسة أكبر دولة في أميركا اللاتينية. جاء ذلك بعدما أقال مجلس الشيوخ البرازيلي رئيسة البلاد ديلما روسيف، في ختام إجراءات قضائية تداخلت فيها السياسة وأثارت جدلا واسعا في البلاد. ومن أصل 81 عضوا، صوت 61 شيخًا أي أكثر من ثلثي المجلس، لصالح إقالة الرئيسة اليسارية التي كانت انتخبت عام 2010، على أن يتسلم السلطة مكانها نائب الرئيس السابق ميشال تامر من يمين الوسط.
وسيتولى تامر، وهو من أصل لبناني، رئاسة البلاد خلال الفترة المتبقية من ولاية روسيف حتى عام 2018. وسيجري تصويت منفصل بشأن ما إذا كانت روسيف ستمنع من تقلد مناصب عامة لمدة ثماني سنوات.
وفي أعقاب هذه التطورات، ألقت ديلما روسيف كلمة في العاصمة البرازيلية ساو باولو دعت فيها أنصارها إلى النضال ضد قرار العزل. وقالت: "أتوجه لكل من صوت لصالحي في الانتخابات، لا تتخلوا عن النضال، أدعو الجميع للنضال من أجل إعادة الديمقراطية".
وأشارت روسيف إلى أن "هذا القرار سيدخل في التاريخ كأحد أكبر حالات الظلم"، واصفة أياه بأنه بانقلاب حقيقي على السلطة في الدولة. وأكد محامي روسيف، جوزيه إدواردو كاردوزو، في تصريحات صحفية أدلى بها بعد انتهاء جلسة البرلمان، أنهما سيقومان بالطعن في قرار عزل الرئيسة البرازيلية في المحكمة الفدرالية العليا للبلاد.
وقال كاردوزو: "من الممكن أن نقدم الطعن الأول اليوم أو غدا، فيما سيتم إحالة الطعن الثاني، الخميس القادم أو الاثنين". وأفادت وسائل إعلام برازيلية، في وقت سابق، بأن هيئة الدفاع عن روسيف أعدت في آن واحد طعنين لتقديمهما للمحكمة في حال تصويت أعضاء البرلمان لصالح عزل الرئيسة من منصبها.
وتشير الهيئة في الطعن الأول إلى وجود أخطاء إجرائية في القضية، فيما يقول الطعن الثاني إنه لا أساس قانونيا لعزل روسيف.
وفي رد على قرار عزل ديلما روسيف، أعلنت وزارة الخارجية الفنزويلية الأربعاء، أن سلطات البلاد قررت تجميد العلاقات مع البرازيل وسحب سفير فنزويلا من عاصمتها "بشكل نهائي". وقالت الخارجية الفنزويلية، في بيان، إن فنزويلا تدين بشدة "الانقلاب البرلماني المرتكب في البرازيل ضد الرئيسة ديلما روسيف". وبحسب نص البيان، فإن عزل روسيف جاء نتيجة لـ"تزييف غير شرعي لإرادة 54 مليون برازيلي وانتهاك الدستور في البلد الشقيق".
كما أعلن رئيس بوليفيا، إيفو موراليس، أن بلاده تسحب سفيرها من البرازيل بسبب عزل روسيف. وكتب موراليس على صفحته في تويتر: "إننا ندين الانقلاب البرلماني ضد الديمقراطية البرازيلية. ونقف إلى جانب ديلما والشعب البرازيلي في هذه اللحظة العصيبة".
من هو ميشال تامر؟
الرئيس البرازيلي الجديد ميشال تامر هو لبناني الأصل من بلدة "بتعبورة" في شمال لبنان. ولد في مدينة تيتيي، ولاية ساو باولو، ويحمل درجة الدكتوراه في القانون من البابوية الكاثوليكية جامعة دي ساو باولو. شغل منصب المدعي العام للدولة ومرتين منصب وزير الدولة للأمن العام. وهو أستاذ للقانون الدستوري المرخصة في PUC - SP، وقام بتأليف العديد من الكتب حول هذا الموضوع.
ميشال الياس ميغيل تامر هو الأصغر بين إخوته الثمانية، ولد في 23 أيلول من العام 1940 في ولاية ساو باولو من والدين لبنانيين هاجرا الى البرازيل من قرية "بتعبورة" قضاء الكورة شمال لبنان. هو محامٍ وسياسي، ورئيس حزب الحركة الديموقراطية البرازيلية. انتخِب رئيساً لمجلس النواب الفيدرالي البرازيلي ثلاث مرات. وفي عام 2011، انتخِب كنائب لرئيسة البرازيل ديلما روسيف. وهو ثاني سياسي من أصل لبناني يتولى هذا المنصب في البرازيل بعد خوسيه ماريا ألكمين. وبعد تعليق مهمات رئيسة البرازيل ديلما روسيف مع بدء إجراء إقالتها أمام مجلس الشيوخ بتهم التلاعب بالحسابات العامة سيتولى نائبها أي ميشال تامر السلطة إلى حين صدور الحكم النهائي لمجلس الشيوخ بحلول ستة أشهر.
وعن حياته الشخصية، تزوج تامر ثلاث مرات ورزق بخمسة أبناء خلال أربعين سنة. أما زوجته الحالية فهي ملكة جمال سابقة في الثانية والثلاثين من العمر.
أرسل تعليقك