حكايات السلفيين في تونس بين إتباع الحركة الوهابية وبين التوجهات المتطرفة
آخر تحديث GMT20:44:49
 العرب اليوم -

اتهامات متبادلة بينهم وبين رجال الأمن وأفكار مختلفة يروجون لها

حكايات السلفيين في تونس بين إتباع الحركة الوهابية وبين التوجهات المتطرفة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - حكايات السلفيين في تونس بين إتباع الحركة الوهابية وبين التوجهات المتطرفة

السلفيين في تونس
تونس ـ حياة الغانمي

"السلفيون" في تونس من هم ؟ اين وكيف يعيشون؟ ماهي نشاطاتهم وكيف يفكرون؟خيط رفيع بين الحقيقة والخيال.

اتهامات متبادلة،  بعضهم يعتبر رجال الامن طاغوت وجب قطع دابره والتنكيل به وجعله عبرة لمن يعتبر . مقابل بعض رجال امن يعتبرون ان السلفيين خلية شاذة وجب القضاء عليها ومسح بصماتها من الارض.بين سياسة لي الذراع لكليهما والقتال المستمر حكايات متعددة رصدها "العرب اليوم" في هذا التحقيق.

كان يجلس هادئًا امام مسجد الفتح الشهير وأمامه مروّجي تجارة الحلال يعرض امامه انواع  من البخور والكتب الدينية ذات المرجعية السلفية وخلفه اختفى الحائط بقمصان اثواب المتدينين والمحجبات والمتنتقبات ومع كل كلمة ينطقها كانت الدعوة الى  الهداية لا تغيب عن شفتيه.

يقول "ايمن".."الدعوات الى الجهاد التي نسمعها هذه الايام هي صادرة عن الجماعات التابعة للسلفية الجهادية التي لا تمثلني شخصيا مثلما لا يمكن لابو عياض ان يمثلني ايضا باعتباره يكفّر الناس دون حجة او برهان . ويدعو الى القتل وإلى الجهاد ضد المسلمين. ولقد حضرت في احدى المرات الى محاضرة القاها بجامع الفتح لكني لم اكن من انصاره ولم اؤيد كلامه ولم ابحث له عن منفذ ليهرب من الامن او يراوغهم .

انا سلفي اتبع الرسول واتباعه من الصحابة وهدفي هو الدعوة الى التوحيد والى حب الله لا غير ."وقد رفض ايمن ان ناخذ له صورة اعتقادا منه ان من يقبل بأن تاخذ له صورة  هو في الدرك الاسفل من النار . مؤكدا على ان صور بطاقة التعريف الوطنية هي ضرورة وكذلك الفيديوهات التي تعرض على الانترنت هي لنشر الدعوة فهي مباحة اما صورة في جريدة فهي حرام وغير جائزة ؟؟؟؟ وقال ايمن انه يقتدي بشيوخ سعوديين وانه يعتقد ان الحركة الوهابية التي انتشرت في تونس بدعم من اصولها الممتدة في المملكة العربية السعودية هي الاساس وهي العماد الذي لا بد من اتباعه موضحا انه يعتقد مثلهم ان لله يدين ووجه وانه لا يجوز ان نقول صدق الله العظيم لان الله منزّه عن التصديق ..

اما محمد الهادي وهو ايضا من الملتحين الذين يقال عنهم سلفيين وهو اصيل منطقة العمران ويعمل تاجرا ايضا فقد كان لينا اكثر من البقية وتحدث الينا بابتسامة واسعة. ويقول محمد الهادي في خصوص الاحداث الاخيرة .."انا لم افهم كيف يتظاهر الناس في البلدان الاوروبية غيرة على الرسول ولا يقبل منا نحن المسلمين في بلاد مسلمة ان نتظاهر؟ من حق كل مسلم ان يعبر عن رفضه المس من مقدساتنا والتطاول على الله والرسول . لكن في المقابل مرفوض رفضا تاما استعمال العنف مهما كان مصدره ". وقال محمد الهادي  انه يرفض التظاهر مع دعاة الجهاد ومع التكفيريين الذين لا يمثلون دين الاسلام الذي اتى بالاخلاق الحسن والسلوك المعتدل والكلام الطيب .وقال ان مستواه التعليمي المتواضع لم يمنعه من قراءة الكتب ومن حفظ القرآن .

واوضح انه كان سجين رأي عام وان الله منّ عليه  بالتوبة فمكنه من القرآن وصار من المنادين الى حب الله والى العمل الصالح .

وفي الوقت الذي كانت فيه الهواتف الجوالة فعّالة بين من تحدثنا اليهم وبين زملائهم الذين كانوا يدعونهم الى التزام الصمت وعدم الافصاح عن اي امر وكأننا تابعين الى الشرطة او الى فرق مكافحة الارهاب ،في الوقت الذي غضب فيه البعض من تحدثنا الى ايمن ومحمد الهادي ، التقينا مصٍرٍ وهو ايضا من السلفيين وقد افادنا في خصوص الموضوع نفسه بقوله .."ديننا ينص على ان نتبع الله ورسوله واولي الامر منا . لكننا لن نطيع أولي الامر منا الا اذا تعلق الامر بالمعروف .

اما ما دون ذلك على غرار ان يطلب مني حلق لحيتي او نزع الحجاب عن زوجتي او غيرها من الامور التي تغضب ربي فلن اطيع فيها اولي الامر مني ."وفيما يتعلّق بالمظاهرات فقد اكد انها بصفة عامة هي للغرب مبينا ان مهمتهم الاساسية هي تعليم القران وتهذيب الاخلاق. اما بعض من يخرج في المظاهرات ممن يدعون السلفية فهم حسب قوله فيهم الكثير من مرددي الكلام البذيئ وممن يحملون الاسلحة على غرار السيوف والسكاكين وهو ما يتعارض مع الدعوة الى الله وتحبيب الناس في القران الكريم وفي الاسلام بصفة عامة.ك

انيس وهو الاكثر ابتساما والاكثر فصاحة فقال .."انا من اهل السنة والكتاب وارفض تصنيفي ضمن اية جماعة .صحيح انني ملتحي لكني لا انتمي الى اية مجموعة .كما انني ارفض الدعوات التكفيرية ونعت الامن بالكفار وما الى ذلك من مواضيع .ولست ابدا مع الدعوات الى الجهاد في تونس لان التونسيين جلهم مسلمين ، فهل نجاهد ضد المسلمين ؟انا ارفض ما حصل في تونس من احداث عنف وارفض الصورة القاتمة التي يقدمها البعض عن الاسلام والمسلمين .وادعوا الجميع الى رباطة الجاش والى الحوار والتروي وعدم الانسياق وراء الاندفاع والتسرع ."

أما شريف فيقول .."السلفية الحق هي اتباع السلف الصالح واتباع منهج الصحابة وليس اتباع الشيوخ والقادة .وهؤلاء الذين يعاضدون انصار الشريعة وابو عياض ،هم يتبعون منهج شيخهم الفلسطيني ابو قتادة الذي تتلمذ علي يديه ابو عياض . والذي كان سببا في مقتل 200 الف جزائري من خلال التحريض والدعوة الى الجهاد وغيرها من الامور وبالنسبة الينا في تونس فانه من اكثر الشيوخ التكفيريين هم الخطيب الادريسي وبعده ابو عياض ثم ابو ايوب .هؤلاء منهجهم الدعوة والجهاد وهم لا ينتصحون ويكفرون حتى الامن والحكام .وارى انهم هم السبب الاساسي في جعل الناس تنفر من الاسلام وتكرهه لانهم قدموا عنه صورة سوداوية وقاتمة ..الاسلام يدعو الى الرفق والى اللين واللطف . كما ان هؤلاء يتشبهون في لباسهم بتنظيم "القاعدة" ويحرضون على تنظيم المظاهرات غير البريئة. لو كان ابو عياض شيخ سنة بحق لما جعل الناس يكرهون الاسلام.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكايات السلفيين في تونس بين إتباع الحركة الوهابية وبين التوجهات المتطرفة حكايات السلفيين في تونس بين إتباع الحركة الوهابية وبين التوجهات المتطرفة



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:33 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 العرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:15 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
 العرب اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 العرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى عيد الجهاد!

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 7 جنود إسرائيليين في تفجير مبنى مفخخ جنوب لبنان

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد تكالة يُنتخب رئيساً للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم

GMT 08:02 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 13:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يعلن إصابة أنسو فاتي وغيابه 4 أسابيع

GMT 11:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيتنام أيرلاينز" بصدد شراء 50 طائرة في النصف الأول من 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab