الرياض ـ سعيد الغامدي
تشهد السعودية تحولاً كبيراً في مختلف المجالات والمسارات، خاصة بعد إعلان "رؤية 2030" التي يتوقع أن تحدث تحولاً كبيراً في الاقتصاد السعودي، في الوقت الذي يتبين فيه أن المسؤولين السعوديين يعملون على مدار الساعة من أجل تحقيق الأهداف المنشودة وفي مواعيدها المحددة، حيث تتوالى الشهادات القادمة من الرياض عن الحركة النشطة التي تشهدها المدينة، وكيف أنها تحولت إلى ما يشبه "خلية نحل" تعمل على مدار الساعة.
وكشف الدبلوماسي الأميركي الشهير والمعروف، دينيس روس، في مقال نشرته "واشنطن بوست" واطلعت عليه "العربية.نت" بعض مشاهداته لدى زيارة قام بها مؤخراً إلى الرياض، إلا أن أبرز وأهم هذه المشاهدات أن المسؤولين الكبار في السعودية يعملون بواقع 80 ساعة أسبوعياً "في الوضع الطبيعي"، على حد تعبيره، أي أنهم يعملون أكثر من ذلك في الظروف الاستثنائية، ومعنى أن يعمل الوزراء 80 ساعة أسبوعياً فهذا يعني أنهم يعملون أكثر من 11 ساعة يومياً طوال أيام الأسبوع السبعة ودون توقف، أما في حال افتراض أنهم يستريحون خلال يومي العطلة الأسبوعية، فهذا معناه أنهم في أيام العمل الخمسة يعملون بواقع 16 ساعة يومياً.
وتأتي شهادة الدبلوماسي الأميركي الذي زار الرياض مؤخراً والتقى فيها مع الأمير محمد بن سلمان، متطابقة مع شهادة سابقة نشرها صحافيون من وكالة "بلومبرغ" بعد لقائهم مع الأمير محمد في مكتبه بالرياض، حيث أشاروا إلى أنه يعمل لساعات طويلة يومياً، وتتكدس إلى جانبه في المكتب ملفات ضخمة لأعمال مهمة يقوم بإنجازها بشكل يومي، مشيرين إلى أن الأمير محمد "ليس مسؤولاً تقليدياً" كما هو حال غيره ممن التقوهم في الدول الأخرى.
وانفردت "بلومبرغ" قبل شهور بنشر صورة كبيرة للأمير محمد بن سلمان مرتدياً ملابس غير رسمية (كاجوال) في مكتبه في الرياض وإلى جانبه عشرات الملفات، بينما يضع أمامه دفترا صغيرا للملاحظات التي يبدو أنه يستخدمها لمتابعة مهامه اليومية، كما يشير الصحافيون، وقصة الـ16 ساعة التي تحدثت عنها "بلومبرغ" تتطابق تماماً مع قصة الـ80 ساعة التي تحدث عنها دينيس روس، والذي أشار أيضاً في مقاله بجريدة "واشنطن بوست" إلى جيل جديد من المسؤولين الشباب وصغار السن في السعودية، وقال إنهم – أي المسؤولين الشباب - "يشعرون بأنهم جزء من شيء ما مهم تشهده المملكة"، ويشار إلى أن السعودية أعلنت في شهر نيسان/أبريل الماضي "رؤية 2030" والتي تقوم على بيع ما نسبته 5% من شركة "أرامكو"، إضافة إلى تأسيس أضخم صندوق سيادي في الكون بقيمة تزيد عن تريليوني دولار أميركي، وتعزيز القطاع السياحي والعديد من القطاعات الأخرى.
أرسل تعليقك