حققت القوات العراقية تقدمًا كبيرًا، بعد ساعات من انطلاق حملة استعادة عدد من القرى في محيط الشرقاط، فضلاً عن اقتحام منطقتي المسيحلي والجميلة، غرب المدينة، فيما قتل العشرات من عناصر تنظيم "داعش"، في معارك تطهير جزيرتي البغدادي وهيت، غرب الرمادي، وتم تدمير أغلب معاقل التنظيم في الجزيرتين. وأكد مصدر أمني في محافظة صلاح الدين، الثلاثاء، أن القوات المشتركة تمكنت من تحرير ست قرى في قضاء الشرقاط،(12كيلومترًا شمال تكريت)، أبرزها قرية الجمسية، ضمن عملية تحرير القضاء من سيطرة تنظيم "داعش".
وأضاف المصدر أن سبعة من عناصر تنظيم "داعش" قتلوا خلال تحرير القرى الست، بعد اشتباكات مع القوات المشتركة، مشيرًا إلى أن عبوة ناسفة انفجرت، مستهدفة القوات الأمنية، خلال تقدمها في القرى المحررة، مما أسفر عن إصابة ثلاثة من عناصر الجيش بجروح متفاوتة. وأعلنت خلية "الإعلام الحربي" استعادة عدد من المواقع من تنظيم "داعش"، وتدمير أهداف له، خلال العملية العسكرية، التي انطلقت صباح الثلاثاء، في قضاء الشرقاط.
وقالت الخلية، في بيان لها: "في إطار عمليات التحرير، وباشراف من قبل قيادة عمليات تحرير نينوى، شرعت القطعات العسكرية، المتمثلة في اللواء ٧٢، الفرقة ١٥، والفرقة ٩، وسرية "سوات" في شرطة نينوى، في الهجوم على قريتي الشبالي وأجمسة، وتم تدمير عجلة مفخخة، وأخرى من نوع "بيك أب"، غرب قرية أجمسة في الشرقاط، عبر طيران التحالف الدولي".
وأكد البيان أن طيران التحالف نفذ ضربة جوية، أسفرت عن تدمير رشاشة أحادية، مع مقتل ١٢ متطرفًا، جنوب الشرقاط، وتدمير عجلة مفخخة من قبل طيران التحالف، قرب المجمع السكني جنوب الشرقاط، ودمر اللواء ٣٥، فرقة ٩، أربع عجلات مفخخة، أثناء تقدمه في المحور الوسطي، كما أن اللواء ٣٥، فرقة ٩ المدرعة، واللواء٥١ حشد صلاح الدين، يحرر ويطهر قرية مسيحلي، بعد تكبيد الدواعش خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات.
وقال الخبير الأمني هاشم الهاشمي إن التشكيلات المشاركة في تحرير الشرقاط هي الفرقة ٩، والفرقة ١٦، في الجيش العراقي، ولواء من الشرطة الاتحادية، فضلاً عن ثلاثة أفواج من قوات مكافحة الإرهاب، وقوات مساندة ثانوية. ويشارك في الهجوم أيضًا قوة بحجم لواء من الحشد الشعبي "الشيعي"، بالإضافة إلى حشد العشائر "السني"، من عشائر الجبور وجميلة. واللواء المشارك من الحشد العشائري هو لواء صلاح الدين ودجلة، من أبناء الشرقاط، ويشرف عليه يزن، نجل النائب مشعان الجبوري. كما تشارك قوة أخرى من الفصائل العشائرية السنية، وهي "قوة الشهيدة أمية الجبارة".
وتؤمن الطائرات الحربية والمروحية العراقية، إلى جانب مقاتلات التحالف الدولي، الغطاء الجوي للقوات العراقية، في الحملة العسكرية. ويذكر أن الشرقاط هي آخر جيوب "داعش" في محافظة صلاح الدين، وتسعى القوات العراقية لاستعادة هذه المناطق، قبيل شن هجوم مرتقب، لاستعادة الموصل، ثاني أكبر مدن العراق.
وفي سياق متصل، قال مصدر عسكري مطلع إن قرى العيثة، والسويدان، والخضرانية، رفعت الرايات البيض، قبل دخول القطعات، لهروب مسلحي "داعش" منها. وأضاف أن التنظيم المتشدد فقد توازنه في أطراف الشرقاط الجنوبية، وأن خسائره كبيرة في قرية الزوية، مبينًا أن القوات العراقية اقتحمت منطقتي المسيحلي والجميلة، غرب الشرقاط. وأشار إلى أن سلاح الجو العراقي يسدد ضرباته على تجمع لوحدات "داعش" داخل الشرقاط، والقوات المشتركة ترفع السواتر الترابية في المحور الغربي.
وأعلن مدير استخبارات لواء الصمود، التابع للحشد الشعبي في قضاء حديثة في الأنبار، المقدم ناظم الجغيفي، أن القوات المشتركة، من الجيش والشرطة ومقاتلي العشائر، تقدمت بشكل كبير في معارك تطهير جزيرتي البغدادي وهيت، 80 كيلومترًا غرب الرمادي، وقصفت مواقع التنظيم، واشتبكت مع عناصره في محاور المناطق المستهدفة، مما أسفر عن مقتل العشرات من عناصر "داعش". وأضاف "الجغيفي" أن القطعات القتالية بكل أنواعها تعمل على فتح محاور عسكرية أخرى، لاقتحام جزيرتي هيت والبغدادي، لضمان تحريرها من تنظيم "داعش" بشكل حاسم وسريع، مع فتح ممرات آمنة لخروج العائلات من المدنية، في حال تواجدهم في المناطق المستهدفة، مشيرًا إلى أن مقاتلي العشائر لهم الصولة الأولى في معارك تحرير جزيرتي البغدادي وهيت، كونهم يمتلكون خبرة في الطرق والممرات التي يستخدمها التنظيم، إضافة إلى الروح القتالية، والخبرة العسكرية في تطهير مناطقهم.
وأكد فؤاد حسين، رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان، أن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، طلب الدعم الأميركي، لتجنب كارثة نزوح إنسانية أثناء معركة الموصل، وذلك أثناء لقاء الوفد العراقي في نيويورك بالرئيس الأميركي باراك أوباما. وقال "حسين"، في تصريحات صحافية، إن "العبادي" أوضح للمسؤولين الأميركيين الأزمة المالية التي يمر بها العراق، وإقليم كردستان، وشدد على ضرورة الدعم الأميركي، لاستقبال مئات الآلاف من النازحين، في معركة تحرير الموصل.
ويتوقع المسؤولون العراقيون والأكراد نزوح قرابة المليون شخص من مدينة الموصل وضواحيها، بعد البدء في معركة استعادتها من قبضة تنظيم "داعش"، ويتوقع أن ينزح قرابة 500 ألف شخص إلى إقليم كردستان. وأعلنت رئاسة إقليم كردستان، أكثر من مرة، عجزها عن استقبال هذه الأعداد من النازحين، نظرًا للظروف الاقتصادية التي يمر بها الإقليم، وطالبت بدعم دولي إنساني، لتجنب وقوع كارثة إنسانية.
وأضاف "حسين" أن معركة الموصل كانت محور المباحثات مع الجانب الأميركي، فيما أبدى "أوباما" سعادته لحضور ممثل إقليم كردستان، ضمن الوفد العراقي في نيويورك. وأوضح أن الرئيس "أوباما" أكد على دور قوات البيشمركة في الحرب على تنظيم "داعش"، وأشاد بها أكثر من مرة أثناء الاجتماع، الذي ضم الوفدين الأميركي والعراقي.
أرسل تعليقك