شنت قوات التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، 24 غارة على مواقع مسلحي تنظيم "داعش" في العراق وسورية، خلال الـ 24 ساعة الماضية، ضمن عملية "العزم المتأصل". وقالت القيادة المركزية لعمليات قوات التحالف، في بيان لها، الثلاثاء، إن طائراتها شنت أيضًا تسع غارات على مواقع مسلحي "داعش" في العراق، قرب البغدادي، والبوحيات، والموصل، والقيارة، والرمادي، وتلعفر، مستهدفة مواقعًا للتنظيم. كما شنت طائراتها 15 غارة في سورية، بالقرب من الشدادي، والرقة، ودير الزور، ومارع.
وميدانيًا، باتت تصرفات تنظيم "داعش" أكثر عدوانية وتعسفًا تجاه أهالي المناطق التي يحتلها، في جنوب وغرب محافظة كركوك العراقية، شمال العاصمة بغداد، بالتزامن مع تصاعد احتجاجاتهم ضد عناصر التنظيم المتطرف، وتواصل استعدادات القوات المشتركة لطرده منها، ويأتي هذا في وقت اقدمت فيه عناصر "داعش" على قطع أرجل سبعة شباب من أهالي قضاء الحويجة، واختطاف سبعة مدنيين، وجلد نحو 20 آخرين، بسبب كتابتهم عبارات على الجدران تلوح بقرب نهاية التنظيم.
وقال مصدر محلي إن عناصر "داعش" اختطفوا، الثلاثاء، سبعة شباب من قرية سديرة، غرب مدينة كركوك، بتهمة التعاون مع القوات الأمنية، وقاموا بتقطيع أرجلهم، ونقلهم لموقع مستشفى الحويجة البديل، غرب مدينة كركوك. وأضاف المصدر أن عناصر التنظيم اختطفو سبعة مدنيين آخرين، من قضاء الحويجة، جنوب غرب كركوك، واقتادوهم إلى جهة مجهولة، مشيرًا إلى أن مسلحي التنظيم المتطرف انتشروا بكثافة في القضاء، عصر الثلاثاء، بعدما أقدم شباب غاضبون من نهجهم على كتابة شعارات معادية لهم على جدارن المدارس والمحال التجارية، منها "أيامكم باتت معدودة أيها الكفرة".
وأوضح المصدر أن تصرفات "داعش" باتت أكثر عدوانية وتعسفًا تجاه أهالي الحويجة، وباقي المناطق التي يغتصبها، في جنوب كركوك وغربها، بالتزامن مع تواصل استعدادات القوات الأمنية لطرده منها، إذ بدأ بتنفيذ حملات اعتقال عشوائية، بحثًا عن الذين يكتبون شعارات ضده على الجدران، مؤكدًا أن التنظيم المجرم جلد 25 مدنيًا من أهالي الحويجة، بينهم نساء وشباب، لمحاولتهم الهرب، فجر الثلاثاء، إلى مرتفعات مكحول، والطريق المؤدية لناحية العلم، قبل أن يفرج عنهم.
وأعلن قائد الشرطة الاتحادية، الفريق رائد شاكر جودت، في بيان له، إن قوة من اللواء 12 في الشرطة الاتحادية تمكنت، قبل ظهر الثلاثاء، من صد هجوم لعناصر تنظيم "داعش"، استهدف برج الثرثار، غرب الرمادي، مما أسفر عن مقتل سبعة من عناصر التنظيم، وتدمير آلية مدرعة، وسيارة مفخخة. وفي سياق متصل، أكد "جودت" أن قوة من اللواء 18 في الشرطة الاتحادية تمكنت أيضًا من صد هجوم لتنظيم "داعش" استهدف القرية الكورية، غرب الرمادي، مما أسفر عن مقتل عدد من عناصر التنظيم، والاستيلاء على سيارة تحمل سلاح رشاش (23 ميلليمتر).
وأكد إعلام قيادة عمليات الأنبار، في بيان له، أن عمليات البحث والتفتيش مستمرة، وتم تطهير 386 منزلاً، وإلقاء القبض على المطلوب المدعو وسام كريم مطلك، من قبل الفرقة الثانية في اللواء 31، في منطقة الحلابسة، والعثور على 25 عبوة ناسفة. وأضاف البيان أن القوات الأمنية عثرت على انفاق لعناصر "داعش" المتطرفة، وعثرت على صاروخ قاذفة، وقذيفة هاون، 60 ميلليمتر، في منطقة البو عبيد، من قبل حشد الأنبار، وأحبطت محاولة تسلل من قبل المتطرفين في منطقة الضبعة. وأضاف البيان أنه تم تدمير عجلة من نوع "بك اب دوسري"، إضافة إلى تنفيذ ضربة جوية لطيران التحالف في منطقة الطرابشة، تم خلالها قتل ثمانية متطرفين، وتدمير موقع رشاش أحادي.
وفي جنوب العراق ،وصلت الدفعة الأولى لقوات من عناصر "الرد السريع" من العاصمة بغداد، لردع النزاعات العشائرية في محافظة ميسان، ومركزها مدينة العمارة. وأعلن نائب رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة ميسان، سرحان الغالبي، في تصريحات صحافية: "بعد الاجتماع الأخير الذي عقد مع رئيس مجلس الوزراء، حيدر العبادي، ومطالبة المجلس بتعزيز الوضع الأمني في المحافظة، وصلت اليوم أول قوة أمنية من بغداد، متمثلة في لواء من قوات الرد السريع، والذي يختص بعمليات الاقتحام والسيطرة على الفوضى، التي يمكن أن تحدث مستقبلاً، في الأماكن التي تشهد توترًا وفراغًا أمنيًا بسبب النزاعات العشائرية".
وأضاف "الغالبي" أن القوة ستهتم بالدرجة الأولى بالنزاعات العشائرية، وستردع من يرفع السلاح في وجه الدولة، او يحاول أن يهدد حياة المواطنين، من خلال إشاعة الفوضى، وحمل السلاح، خارج إطار المؤسسة الأمنية"، مبينًا أن هذه القوة سيليها بعد العيد وصول دفعة أخرى من قواتِ التدخل السريع، لفرض الأمن والاستقرار".
وأكمل "الغالبي" بالقول: "سيكون هناك تنسيق مع القيادات الأمنية في المحافظة، بغية انتشار هذه القوات في المناطق التي تحدث فيها النزعات العشائرية، للحد منها، والقبض على المطلوبين للقضاء، بعد الاستفادة من العنصر الاستخباراتي، الذي سيرافق هذه القوات"، داعيًا المواطنين إلى التعاون مع القوات الأمنية، وتقديم المساعدة لها، والإبلاغ عن الحالات التي تسبب الفوضى والإخلال بالنظام العام، حفاظًا على سلامة المجتمع الميساني.
وتعد محافظة ميسان، ومركزها مدينة العمارة، من المحافظات المستقرة أمنيًا، إلا أنها تشهد أعمال عنف بين حين آخر، لاسيما لأسباب عشائرية، فضلاً عن اعتقالات للعديد من المتاجرين في المواد المخدرة، التي يتم تهريبها إلى المحافظة.
أرسل تعليقك