أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست، أن "حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج والمعترف بها دوليًا، هي في موقع تستطيع من خلاله توجيه طلب محدد للأسلحة التي ترغب في الحصول عليها لمحاربة تنظيم "داعش" في ليبيا وحماية الاستقرار في البلاد".وقال إيرنست في موجزه الصحفي من واشنطن فجر الإثنين، إن " الأمم المتحدة ستقوم بدراسة الطلب والمصادقة عليه إذا ما كان الطلب سيتم قبوله بطريقة لا تثير قلقنا من إمكانية وقوع هذه الأسلحة في أيدي آخرين"، واصفًا هذه العملية بأنها "مؤشر الى أن المجتمع الدولي قد اتفق على دعم حكومة الوفاق الوطني في ليبيا، التي تسعى إلى الاستقرار السياسي الذي سعت من أجله تلك البلاد لفترة طويلة".
وأيد مؤتمر دولي عقدته القوى الكبرى والدول المجاورة لليبيا في فيينا أمس الاثنين، قرارًا لرفع حظر الأسلحة المفروض على طرابلس، مؤكدة استعدادها لتسليم أسلحة إلى حكومة الوفاق الوطني من أجل مساعدتها في مواجهة التهديد المتنامي لتنظيم "داعش".
وافاد بيان في ختام اجتماع وزاري دولي في فيينا بمشاركة 25 دولة وهيئة، بأن "حكومة الوفاق الوطني عبرت عن عزمها على تقديم طلب اعفاء من حظر الأسلحة إلى لجنة الأمم المتحدة للعقوبات حول ليبيا لشراء الأسلحة الفتاكة اللازمة والمعدات لمواجهة الجماعات الإرهابية التي تحددها الأمم المتحدة ومكافحة تنظيم داعش في جميع انحاء البلاد.. وسندعم هذه الجهود بالكامل".
وترأس المؤتمر وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الايطالي باولو جنتيلوني الذي تواجه بلاده تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين من ليبيا يعبرون مياه البحر المتوسط للوصول إلى اوروبا.
وتلا كيري في مؤتمر صحافي عقده بعد انتهاء أعمال المؤتمر، 6 نقاط توافقت الأطراف عليها، وهي أن "المجتمع الدولي يطالب بالإجماع بتقديم مجلس النواب (بطبرق) الدعم إلى الحكومة، ويجب أن تعمل الحكومة على قتال داعش، كما يجب على مجلس النواب أن يصوت لصالح حكومة التوافق والمجتمع الدولي يمكن أن يساعد في تحقيق ذلك".
وشدد على أن "المجتمع الدولي يرغب بحكومة وحدة تعمل لمكافحة داعش، ويجب أن يدعم المجتمع الدولي دخول عمل الحكومة لتقديم الخدمات كذلك يجب تسريع المساعدات، فضلا عن أن المجتمع الدولي سيدعم الحكومة للحصول على السلاح لمحاربة داعش والمجموعات الأخرى".
وحول رفع حظر التسليح، قال كيري، "لدينا طلب بذلك، وعلينا أن نناقشه في الأمم المتحدة، وسنقيس حجم الأسلحة المشروعة المطلوبة لقتال داعش، وبالتنسيق مع كل الدول، من أجل أن نفعل ما بوسعنا، والجميع يدعم الحكومة الشرعية التي تحارب الإرهاب، ومن حقها الحصول على الأسلحة اللازمة، وألا تكون ضحية الإرهاب، ونعمل لذلك بتدريج وحذر".
وشدد على أنهم "مستعدون لتلبية طلب حكومة الوفاق الوطني بالأسلحة وتقديم التدريبات اللازمة"، غير أنه نفى "وجود أي طلب بالتدخل العسكري، أو وجود نية لدى الولايات المتحدة بذلك، لأنها لا تشعر بخطر على أمنها القومي حاليا، حيث إن بلاده تؤمن بإمكانيات ليبيا لدحر الإرهاب".
وقال كيري ، إن "المجتمع الدولي يدعم طلب طرابلس اعفاءها من الحظر الذي تفرضه الأمم المتحدة للحصول على الأسلحة والذخائر الضرروية لمحاربة "داعش" والجماعات الإرهابية الأخرى". وأضاف أن "لولايات المتحدة مستعدة لتقديم المساعدات الإنسانية والاقتصادية والدعم الأمني للحكومة الليبية الجديدة إذا طلبت ذلك".
وقد وقعت روسيا والمملكة العربية السعودية والصين ومصر وتونس وفرنسا والمملكة المتحدة والمانيا وايطاليا على التعهد الذي قطعته في ختام الاجتماع الذي استغرق اقل من ساعتين.
وتعمل حكومة الوفاق الوطني التي يدعمها المجتمع الدولي وهي برئاسة فايز السراج على ترسيخ سلطتها تدريجيا في طرابلس إلا أنها لا تزال تواجه حكومة منافسة شرقا. وقال السراج في مؤتمر صحافي أمس "سأكون صادقا.. الوضع في ليبيا سيء للغاية اقتصاديا وماليا وعلى الصعيد الأمني، نحن في حاجة إلى تعاون الجميع".
أرسل تعليقك