لا يزال تنظيم "داعش" المتطرّف يُهاجم المناطق التي تمكنت القوّات المشتركة العراقية من تحريرها على الرغم من الخسائر الكبيرة التي مُني بها ، بينما حذّرت شخصيات عربية في كركوك من وقوع "كارثة جماعية" في الحويجة بسبب محاصرة آلاف العائلات في القضاء ونواحيه وطالبوا الحكومتين المركزية واقليم كردستان بالإسراع بتحرير القضاء وإنقاذ أهله من تنظيم "داعش".
وتمكّنت قوّات الامن الكردية (الآسايش) اليوم الخميس، من احباط هجومًا شنّه عناصرالتنظيم على قضاء سنجار غرب مدينة الموصل العاصمة المحلية لمحافظة نينوي.
وقال ضابط في تلك القوّات ، إن متطرفي "داعش" شنوا في وقت متأخر من ليلة امس هجوماً على قوّات البيشمركة في سنجار، واندلعت على اثرها اشتباكات بين الجانبين."
وأضاف المصدر ان "قوّات البيشمركة تمكّنت من صد الهجوم وقتل ستة عناصر من التنظيم إضافة الى الحاق اضرار فادحة بعجلات كانوا يستقلونها واسلحة لهم".
وقال أمير قبائل السادة النعيم في العراق الشيخ سفيان عمر النعيمي، في حديث صحافي، إن "الحويجة، تعيش وضعاً مأساوياً إذ يموت العشرات من الأطفال والنساء يومياً بسبب فقدان الغذاء والدواء والماء والكهرباء"، داعياً الحكومة والأمم المتحدة والجهات ذات العلاقة كافة إلى "القيام بدورها لإنهاء أزمة المنطقة وتخليص أهلها من عناصر "داعش" المتطرفة مع ضمان إيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية لأهالي القضاء ونواحي الزاب والرياض والعباسي والرشاد لحين تحريرها".
وعدّ النعيمي، أن "استمرار الحصار الذي يفرضه تنظيم "داعش" على الحويجة لأيام أخرى ينذر بكارثة إنسانية بكل المقاييس"، داعياً، الحكومة إلى "الإسراع بتحرير القضاء وباقي مناطق جنوب كركوك وغربيها".
بدوره دعا رئيس مجلس قضاء الحويجة، علي دحام الجبوري، رئيس الحكومة القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، إلى "تكثيف جهودهم لتخليص أهالي الحويجة من المتطرفين"، محذراً بدوره من "مغبة حدوث إبادة جماعية في القضاء ونواحيه بسبب "داعش".
وأكد الجبوري، أن "أهالي الحويجة والنواحي التابعة للقضاء باتوا أسرى بيد المتطرفين ويترقبون بلهفة من ينقذهم من داعش"، لافتاً الى أن "الحل الناجع لتخليص أولئك السكان يتمثل بالاستجابة لمناشداتهم والتدخل السريع لإنقاذهم من همجية ذلك التنظيم المتطرف".
وأعلنت قيادة عمليات بغداد، في بيان ان "قوة من مقر اللواء 22 ضمن قاطع شمال بغداد نفذ واجباً في منطقة البو حوسة حيث تم معالجة باص مفخخة نوع كيا".
وطالب إبراهيم الجعفري وزير الخارجية العراقـية خلال ترؤسه وفد العراق في اجتماع مجموعة الدول المانحة لدعم العراق ضمن التحالف الدولي ضد الإرهاب بواشنطن الذي تشارك فيه أربعون دولة، بحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي الخاص بالجعفري.
ونقل البيان عن الجعفري قوله، ان "العراق يمر بظروف استثنائيّة غير مسبوقة نتيجة متطلبات الحرب، وانخفاض موارد الدولة؛ بسبب تراجع أسعار النفط، إضافة إلى تكاليف معالجة الأزمة الإنسانيَّة لما يزيد على أربعة ملايين نازح داخل العراق".
واشار إلى أنَّ مُخيَّمات النزوح حدَّدت مواقعها الظروف الأمنية، وهي غير آهلة للسكن الدائم في ظروف جوّية قاسية كظروف العراق؛ و الآن المشكلة مازالت أكبر وأخطر من الإمكانات المُتاحة والمُجتمَع الدوليّ مُطالـَب أكثر من أيِّ وقت مضى لبذل المزيد من الجهود لحماية أرواح النازحين في هذه الظروف.
ودعا الجعفري دول العالم لتفهم الضغوط التي تواجه العراق، وتواجه الحكومة في مُواجَهتها المزدوجة للمشكلتين الأمنيّة والاقتصاديّة، وما نتج عنهما من أعراض مُربـِكة، وأنَّ الدور الذي يضطلع به العراق نيابة عن العالم كله في مُواجَهة الإرهاب جدير بأن يُقابَل بمزيد من الدعم في الجوانب التي يُمكِن للمُجتمَع الدوليِّ تقديمها لتخفيف الأثقال عن كاهل المُقاتِل، وتأمين ظهره من خلال حلِّ الإشكالات الخدميَّة للنازحين.
وكان جون كيربي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية قد قال إن مؤتمر المانحين للعراق جمع يوم الأربعاء أكثر من 2.1 مليار دولار ليتجاوز حاجز الملياري دولار التي توقع المنظمون تحقيقها.
وأضاف كيربي في بيان "المؤتمر جمع أكثر من 2.1 مليار دولار مع تعهدات إضافية لم تكتمل بعد."
والتقى وزراء دفاع وخارجية 24 بلدا في واشنطن من أجل جمع مبالغ لمساعدة العراق في المعركة ضد تنظيم "داعش".
وحذّرت ليز غراندي منسّقة العمليات الإنسانية لـلأمم المتحدة في العراق ، من أن "الحملة العسكرية ستحقق نجاحا عظيما قصير المدى، لكن ربما لديها قدرة محدودة على تحقيق تأثير دائم".
وقالت غراندي إنه من دون تلبية احتياجات العراقيين المشرّدين جرّاء الصراع فإن الانتصارات العسكرية ستكون نتائجها محدودة ومؤقتة.
وأشادت وزارة الخارجية العراقية، اليوم الخميس، بمؤتمر الدول المانحة ونجاحه في جمع أكثر من ملياري دولار من 31 دولة متبرعة، مشيرة إلى أن مبالغ التبرعات ستخصص لإغاثة النازحين وإعادة إعمار المناطق المدمرة.
وقال المتحدث باسم الوزارة احمد جمال في تصريح ورد لـ"العرب اليوم"، إن "المؤتمر الذي عقد امس يعد مؤتمرا للدول المانحة للعراق ضمن التحالف الدولي ضد الارهاب"، مبينا أن "الداعين للمؤتمر بالتنسيق مع العراق هم الولايات المتحدة، كندا واليابان وحضرته 40 دولة تبرعت فيه 31 دولة".
واضاف ان "مجموع التبرعات التي حصل عليها العراق 2.1 مليار دولار ، وهذا الرقم يعتبر انجازاً جيداً"، مشيرا الى ان "اغلب هذه الاموال ستكون لجهود إيواء النازحين ودعم الاستقرار والاعمار في المناطق المحررة".
بدوره أشاد رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، اليوم الخميس، بتعهدات الدول المانحة في تقديمهم مزيدا من الدعم الامني والاغاثي للعراق.
وأكد الجبوري بحسب بيان لمكتبه ورد لـ"العرب اليوم" نسخة منه، أن "العراق وهو ينتقل من مرحلة التحرير إلى التأهيل والإعمار، لا زال بحاجة ماسة إلى الدعم الدولي، ولاسيما في ظل شدة التحديات التي يواجهها، والازمة الاقتصادية التي يمر بها".
وقدّم رئيس البرلمان "شكره لجميع الدول المانحة لما تقدمه من مساعدات للعراق، "مؤكدا "أهمية أن تساهم هذه المنح باعمار مدننا المحررة استكمال للإلتزامات تجاه أهلنا بدعمهم حتى طي صفحة الارهاب بشكل تام".
أرسل تعليقك