قيادة إيران لإستعادة مدينة الفلوجة من قبضة داعش يثير مخاوف الولايات المتحدة
آخر تحديث GMT12:45:37
 العرب اليوم -

تجعل الأمور تزداد سوءًا بإغضاب أهل السنة وجعلهم أكثر تعاطفاً مع المتشددين

قيادة إيران لإستعادة مدينة الفلوجة من قبضة "داعش" يثير مخاوف الولايات المتحدة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - قيادة إيران لإستعادة مدينة الفلوجة من قبضة "داعش" يثير مخاوف الولايات المتحدة

قوات الأمن العراقية والقوات الشيعية المدعومة من إيران يأخذون مواقعهم القتالية خارج الفلوجة الأسبوع الماضي
بغداد ـ نهال قباني

تتواجد قوات العمليات الخاصة الأميركية في خطوط المواجهة داخل الأراضي السورية، في مساعٍ جديدة نحو إنهاء سيطرة تنظيم "داعش" على مدينة الرقة Raqqa عاصمة الخلافة الفعلية للتنظيم. إلا أن الوضع في العراق يختلف تماماً، حيث أن إيران وليست الولايات المتحدة هي من أصبحت تقود العمليات من أجل إستعادة مدينة الفلوجة Falluja من قبضة الجماعة المتطرفة.

ويستعد عشرات الآلاف من الجنود العراقيين وضباط الشرطة و الميليشيات الشيعية على مشارف الفلوجة Falluja والمدعومين من إيران، لشن هجوم على المدينة التي يقطنها أهل السنة، وهو ما يزيد المخاوف من وقوع حمام دم طائفي. وأرسلت إيران المستشارين بمن فيهم أبرز العملاء السريين وهو قاسم سليماني ليكون على الأرض للمساعدة في العملية العسكرية.

وتجلى الإتفاق والإختلاف في المصالح ما بين الولايات المتحدة وإيران على خلفية معركة الفلوجة، حيث يسعي كلاهما إلى دحر تنظيم "داعش". إلا أن الولايات المتحدة تعتقد منذ فترةٍ طويلة بأن الدور الإيراني الذي يعتمد على الميليشيات المتهمة بارتكاب إنتهاكاتٍ طائفية قد يجعل الأمور تزداد سوءاً بإغضاب أهل السنة وجعلهم أكثر تعاطفاً مع المتشددين.

وتعتبر الولايات المتحدة المعركتين على جانبي حدود العراق وسورية معركتين منفصلتين، ففي سورية تعد حكومة بشار الأسـد بمثابة العدو وتتحالف مع الأكراد. إلا أنه في العراق التي تدعم فيها الولايات المتحدة الحكومة المركزية، وتقوم بأعمال التدريب وتقديم المشورة للجيش العراقي، نجد بأن الدور الذي تؤديه إيران أكبر قوة أجنبية داخل البلاد يغطي على ذلك الدور الأميركي.

ويعاني عشرات الآلاف من المدنيين لأهل السنة من الحصار ويتضورون جوعاً، إلى جانب نقص الأدوية حسب ما ذكر نشطاء بعد المقابلات التي أجريت مع السكان. وقد سقط بعضهم قتلى جراء إطلاق النار عليهم من عناصر تنظيم "داعش" أثناء محاولتهم الهرب، في حين لقي آخرون مصرعم تحت أنقاض البنايات المنهارة بسبب القصف المدفعي الشديد من جانب الميليشيات المسلحة في الآونة الأخيرة وفقاً للأمم المتحدة. فيما نجح عدد قليل من المدنيين في الهروب ليلاً عبر مجاري مياه الري.

وفي بيـان غير عادي يوم الأربعاء، فقد أعرب آية الله علي السيستاني الزعيم الديني الشيعي البارز في العالم، والذي يقطن في مدينة النجف Najaf  جنوبي العراق عن قلقه من تنامي دور إيران في العراق. داعياً قوات الأمن والميليشيات إلى التوقف عن سفك مزيد من الدماء، وعدم الإقدام على قتل كبار السن والأطفال والنساء، إضافةً إلى عدم قطع الأشجار إلا في حالة الضرور’.

وتحظى الولايات المتحدة بتواجد قوي داخل الأراضي العراقية من خلال آلاف العناصر المسلحة، كما قامت بتدريب قوات الأمن العراقية لمدة قاربت العامين. ولكن دورها هامشي حاليـاً في معركة إستعادة الفلوجة Falluja، في حين أنها تقول إن الغارات الجوية التي نفذتها أسفرت عن مقتل العشرات من مقاتلي تنظيم "داعش" بمن فيهم قائد مجموعة الفلوجة. وأبدت الولايات المتحدة قلقها من أن يؤدي الهجوم على المدينة إلى نتائج عكسية وتأجيج المشاعر الطائفية التي كانت سبباً في زيادة إحكام تنظيم "داعش" قبضته على المنطقة.

 ومع تصعيد الجيش والميليشيات من حدة المواجهات الإسبوع الماضي في المناطق النائية، والسيطرة على بعض القرى وسط مدينة الكرمة Karma وحتى الشمال الشرقي، فقد أخذ البعض هذه المعركة على محمل طائفي، بعد إستخدام عناصر الميليشيات لصواريخ تحمل إسم الشيخ نمر النمر وهو رجل الدين الشيعي المقرب من إيران والذي أعدمته المملكة العربية السعودية هذا العام.

قيادة إيران لإستعادة مدينة الفلوجة من قبضة داعش يثير مخاوف الولايات المتحدة

وحث أحد الزعماء الشيعيين في فيديو تم تداوله على نطاق واسع رجاله على تحدي رجال مدينة الفلوجة  ممن يعتقد العراقيين الشيعة بأنهم متعاطفون مع تنظيم "داعش" بدلاً من المدنيين الأبرياء. كما أن الفلوجة قد تصبح نقطة إنطلاق لإستهداف التفجيرات الإنتحارية للعاصمة بغداد، والتي تبعد نحو 40 ميلاً من الشرق، وعانت من هجماتٍ متكررة راح ضحيتها ما يقرب من مائتي شخص قبيل إتخاذ القرار بالتقدم لتحرير الفلوجة.

وتنصل رئيس الوزراء حيدر العبادي من التصريحات التي أدلي بها أوس الخفاجي زعيم ميليشيا "أبو فاضل العباس"، كما شدد على ضرورة توفير ممراتٍ آمنة للمدنيين في العملية العسكرية لخروجهم آمنين.

وصرحت ميليسـا فليمينغ المتحدثة بإسم وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين خلال لقائها بالصحفيين يوم الجمعة في جنيف، بأن الظروف السيئة في مدينة الفلوجة يمكن إستبيانها عبر عدد قليل من السكان  الذين لاذوا بالفرار في الأيام الأخيرة، حيث كان مصير بعضهم القتل بعد رفض القتال لصالح الجهاديين، بينما يعيش البعض الآخر على التمر والماء. أما نصر مفلحي مدير مجلس اللاجئين النرويجي في العراق، فقد أوضح بأن السكان الذين تمكنوا من الفرار يتحدثون عن وجود مجاعة.

ولتهدئة المخاوف من أن معركة الفلوجة سوف تصعد من حدة التوترات الطائفية، فقد ذكر مسؤولون عراقيون من بينهم السيد العبادي، وقادة الميليشيات بأنهم سوف يلتزمون بخطة تنادي بعدم إشراك الميليشيات في الهجوم على المدينة. وفي حال تنفيذ الوعود، فمن المرجح تصعيد وتيرة الحملة الجوية للولايات المتحدة كما فعلت العام الماضي في معركة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار.

وتُجري قوات النخبة العراقية لمكافحة الإرهاب تحضيراتها إستعداداً  لقيادة معركة الفلوجة، وقد عملت هذه القوات لفترةٍ طويلة مع الولايات المتحدة، وتعد من بين عدد قليل من القوات الموالية للدولة وليس للطائفة. وتشير التقديرات العسكرية للولايات المتحدة بأن ما بين 500 و 1,000 مقاتل لتنظيم "داعش" يتواجدون في الفلوجة، بينما قدرت وكالات الإغاثة عدد السكان المتواجدين في المدينة بنحو 50,000 إلي 100,000 شخص.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قيادة إيران لإستعادة مدينة الفلوجة من قبضة داعش يثير مخاوف الولايات المتحدة قيادة إيران لإستعادة مدينة الفلوجة من قبضة داعش يثير مخاوف الولايات المتحدة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab