قام الأرجنتيني دييجو سيميوني، مدرب فريق أتلتيكو مدريد، بالاعتداء على زميله في الفريق بيدرو بابلو ماتيسانز، خلال لقاء فريقهما مع بايرن ميونخ، في إياب دور النصف نهائي من دوري أبطال أوروبا.
وتأهل أتلتيكو مدريد إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، رغم الخسارة في مباراة الإياب من بايرن ميونخ، بهدفين مقابل هدف، وجاء ذلك بفضل فوزهم في لقاء الذهاب بهدف مقابل لا شيء.
وطلب سيميوني، من بابلو ماتيسانز مسؤول التبديلات، بفريق أتلتيكو مدريد، بإجراء تبديل أثناء الوقت الضائع، وقبل إجراء التبديل قام سيميوني بضرب ماتيسانز على كتفه، تعبيراً عن غضبه لتأخره في إجراء التبديل.
الإعلام ساند سيميوني رغم الخطأ
خرجت وسائل الإعلام العالمية والعربية، لتتحدث عن قيام سيميوني بضرب مراقب المباراة وتوقعت أن تقوم اللجنة التأديبية في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، بإصدار عقوبة قاسية على المدرب.
وثم ظهرت بعدها الصحف الإسبانية، وأشارت إلى أن المدرب الأرجنتيني لم يعتدِ على مراقب المباراة، بل على بيدرو بابلو ماتيسانز وهو المسؤول عن التبديلات في فريق أتليتكو مدريد، وتراجعت بعدها وسائل الإعلام، عن فكرة فرض عقوبة على سيميوني.
وهنا، يؤكد موقع سبورت 360 أن على اللجنة التأديبية في الاتحاد الأوروبي أن تفرض عقوبة قاسية على الأرجنتيني دييجو سيميوني، بسبب ضربه لبيدرو بابلو ماتيسانز، ويأتي ذلك لأسباب كثيرة سيتم شرحها مع تدعيمها بنصوص قانونية.
ماذا يقول القانون؟
قوانين الفيفا والاتحادات القارية والأهلية لا تمنع معاقبة أي شخص يعتدي على زميله، وكثيراً ما تم معاقبة لاعبين من فريق واحد بسبب ضربهم لبعضهم، وكثيراً ما قام حكام المباريات برفع البطاقات الملونة بوجه لاعبين بذات الفريق بسبب مشاجرة بينهما وحتى مع أجهزتهم الفنية.
وتلك الأمور تقودنا إلى أن ضرب سيميوني لماتيسانز يعاقب عليه القانون رغم تواجدهما بفريقٍ واحد.
والمادة 3 من اللائحة التأديبية في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، تشير إلى أن تلك اللائحة تطبق على الاتحادات الأهلية واللاعبين والمدربين والأندية والمسؤولين، وبذلك قوانين اللائحة التأديبية تطبق على سيميوني.
كما أن العقوبات متنوعة، وتبدأ بالتحذير والتوبيخ والغرامة والإيقاف …، وبذلك كان الأجدر على اللجنة التأديبية فرض عقوبة على سيميوني؛ لأنه اخترق القوانين التأديبية.
وإذا أردنا التعمق بمقدر العقوبة التي يجب أن تفرض على سيميوني نجد أن المدرب أساء السلوك، وفقاً للمادة 15 فرع “1-a-5” وعقوبتها الإيقاف لمباراة واحدة.
كما أن المادة 15 فرع “1-e” تشير إلى الإيقاف لثلاثة مباريات لكل شخص يقوم بضرب لاعب أو أي شخص موجود في الملعب، وسيميوني ضرب زميله، وتطبق عليه المادة.
و كذلك، إذا أردنا التوسع بتلك الحالة، فيصنف اعتداء سيميوني على بيدرو بابلو ماتيسانز، سلوكاً عنصرياً، خاصة وأنه استخدم سلطته كرئيس للجهاز الفني للاعتداء على عضو في الجهاز الفني، وتعتبر كذلك إهانة لإنسانيته، وبذلك تطبق عليه المادة 14 من اللائحة التأديبية في الاتحاد الأوروبي والتي تقول “الإيقاف لـ 10 مباريات، لكل شخص يهين كرامة إنسان آخر مهما كانت الأسباب، أو يستخدم سلوكاً عنصرياً ضد اللون والعرق والدين وغيرها.
كما تتيح القوانين تجميع العقوبات لتصبح عقوبة واحد، وتكون مدتها طويلة، بالإضافة لغرامة مالية.
في النهاية، الاتحاد الأوروبي، واللجنة التأديبية، والإعلام العالمي، جاملوا دييجو سيميوني رغم تصرفه السيء، وكان يجب على اللجنة التأديبية معاقبته بأي عقوبة كانت، حتى تعلمه أن تصرفه خطأ، والقانون لا يحمي انفعالاته.
يذكر أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، لم يفرض عقوبة على سيميوني بعد ذلك التصرف، وبإمكانه المشاركة في نهائي دوري أبطال أوروبا، والذي سيقام بين أتلتيكو مدريد وريال مدريد، يوم السبت القادم، على ملعب سان سيرو، في مدينة ميلانو الإيطالية.