بغداد ـ نجلاء الطائي
حمّل مرصد الحريات الصحافية في العراق، الثلاثاء، قيادة عمليات ديالى وشرطة المحافظة "المسؤولية الكاملة" عن مقتل مراسل قناة "الشرقية" الفضائية ومصورها في المحافظة، شمال شرقي العاصمة بغداد، وفيما دعا إلى التحقيق بالحادث وملاحقة الجناة، عد أن مقتلهما "مؤشر خطير لعودة التصفيات المنظمة" ضد الصحافيين.
وقال ممثل مرصد الحريات الصحافية في محافظة ديالى في بيان له، إن "مراسل قناة الشرقية سيف طلال، والمصور الذي كان برفقته، حسن العنبكي، قتلا، الثلاثاء، عندما كانا عائدين من تغطية إعلامية ميدانية مع قائد عمليات ديالى".
ونقل المرصد، عن ضابط في قيادة شرطة محافظة ديالى، برتبة مقدم قوله إن "طلال والعنبكي قتلا، ظهر الثلاثاء، بهجوم مسلح نفذه مجهولون في منطقة أبو صيدا، في تقاطع الوجيهية، الذي يقع على طريق المقدادية، شمال شرقي بعقوبة، بعد عودتهما من تغطية الجولة الميدانية لقائد العمليات بمفردهما".
وأضاف الضابط، الذي رفض الكشف عن اسمه، أن "مسلحين مجهولين يستقلون سيارة حديثة أجبروا السيارة التي يقتادها طلال والعنبكي على التوقف في قضاء المقدادية، وأطلقوا عليهما النار من أسلحة رشاشة مباشرة ما أدى لمقتلهما في الحال".
وتابع المرصد، أن "سيف طلال يعمل مراسلًا لقناة الشرقية منذ أربعة أعوام، وعمل سابقًا في تلفزيون ديالى المحلي، للمدة من 2009 إلى 2012، ويبلغ من العمر (27 عامًا)، وهو طالب إعلام في المرحلة الأخيرة، في الجامعة العراقية، ومتزوج ولديه ولد واحد". وأشار إلى أن "المصور حسن العنبكي، (28 عامًا) يعمل في الوقت نفسه في القسم الفني لتلفزيون ديالى، وهو حاصل على شهادة البكالوريوس في التربية الرياضية، وتزوج بداية العام 2015 المنصرم، وله بنت وحيدة".
وأوضح مرصد الحريات الصحافية، أن "قناة "الشرقية" الفضائية فقدت خلال الأعوام الماضية 14 من العاملين معها بهجمات متفرقة في أنحاء البلاد، ستة منهم قتلوا بعمليات مدبرة في مدينة الموصل، (405 كم شمال العاصمة بغداد)، وهم مصعب محمود العزاوي مدير مكتب القناة في المدينة، والمصور أحمد سالم، وإيهاب معد، وقيردار سليمان، فضلًا عن المراسل محمد كريم، والمصور محمد غانم".
وأردف المرصد أن "الآخرين قتلوا في مناطق مختلفة من البلاد، وهم المذيعة لقاء عبد الرزاق، والمخرج التلفزيوني أحمد وائل البكري، والمراسل الصحافي أحمد الرشيد، والصحافي التلفزيوني محمد البان"، كاشفًا عن "تلقي بلاغات مستمرة من مراسلي قناة الشرقية ومصوريها، العاملين في أنحاء البلاد، بشأن مضايقات يتعرضون لها وتهديدات بسبب تغطياتهم الصحفية".
وأفاد مرصد الحريات الصحافية، بأن "الإحصاءات التي أجراها المرصد منذ العام 2003، أكدت مقتل 293 صحفيًا عراقيًا أو أجنبيًا، بضمنهم 166 صحفيًا و73 فنيًا أو مساعدًا إعلاميًا، أثناء عملهم"، مشددا أن "الغموض يلف العديد من الاعتداءات التي تعرض لها صحافيون وفنيون لم يأت استهدافهم بسبب عملهم، ولم يكشف القضاء ولا الجهات المعنية عن مرتكبي الجرائم التي يتجاوز تصنيفها بكثير أي بلد آخر في العالم".
ووثق المرصد ومنظمة "مراسلون بلا حدود"، في (الـ 27 من تشرين الأول/اكتوبر 2015 الماضي)، 48 حالة اختطاف طالت الإعلاميين والصحافيين والعاملين في المؤسسات الإعلامية، حيث أُعدم منهم ما لا يقل عن 13 في مدينة الموصل. وما يزال الغموض يلف مصير 10 صحافيين آخرين، حيث يُعتقد أنهم محتجزون في معتقلات "داعش"".
وطالب، قيادة عمليات ديالى، وقيادة شرطة المحافظة، إلى "تحمل مسؤوليتهما بتوفير الحماية اللازمة للصحافيين والفرق الإعلامية، وضرورة فتح تحقيق أمني بحادثة مقتل الزميلين وملاحقة الجناة".
وكشف مصدر أمني في محافظة ديالى، الثلاثاء، أن مراسل فضائية الشرقية سيف طلال والمصور حسن العنبكي قتلا بهجوم مسلح نفذه مجهولون، شمال شرقي بعقوبة، (55 كم شمال شرقي بغداد). كما يُذكر أن العراق يعد واحدًا من "أخطر" البلدان في ممارسة العمل الصحافي على مستوى العالم.
أرسل تعليقك